إذا كنت تعتمد على نمو سوق الأسهم فحان الوقت لكي تستيقظ وتنظر حولك. مؤشر S&P 500 هو أفضل خدعة للمستثمر.
من المعروف أن الاقتصاد يمر الآن في حالة سبات التي يرافقها الانكماش المالي بينما البورصة في وضع حرج. هذا الوضع سيمكن مؤشر S&P 500 (INDEX: US500) من النمو من 2% إلى 4% لكن ليس أكثر من ذلك. انهيار السوق هو فخ للذين يتداولون بكثرة.
واجه مؤشر S&P 500 الجمعة الماضية سباقا صغيرا، صغيرا من حيث حجم التداول لكنه كان كبيرا من حيث نمو الأسعار. وهذا لم يؤثر على الاتجاه السائد الذي يسير نحو انهيار السوق، ما يعني أن التوقعات بهبوط السوق لم تتغير لكن على ما يبدو سيستمر هذا السباق عدة أيام. لكن حدث أن سباقات كهذه كانت تبدأ في بداية الإسبوع الذي يلي تقارير الرواتب في قطاعات الاقتصاد الأمريكية عدا الزراعية منها.
يسرع المستثمرون والمتداولون إلى الاستثمار في الأسهم في كل مرة عندما يشعرون بإمكانية ظهور أخبار جيدة في قطاع الإنتاج. لكن القسم الأكبر في أسهم بورصة نيويورك لا تزال تنخفض.
أعلنت هيئة إحصاء القوى العاملة في الولايات المتحدة يوم الجمعة عن ظهور 225 ألف مكان عمل جديدا. جرهذا هبوط سعر الذهب (NASDAQ: Randgold Resources [GOLD]). بينما كانت أسعار الذهب تتجه للارتفاع قبل عدة ساعات فقط من هذا الإعلان ما مكن المستثمرين الذين كانوا يعلمون عن الانخفاض المترقب أن يكسبوا بشكل جيد.
نما مستوى النشاط الاقتصادي بـ0.2% فقك أي حتى 62.8% وحجم هذا النمو يقلق كثيرا.
من الغريب أنه تم الإعلان في مايو عن 11 ألف فرصة عمل فقط والآن تعلن هيئة إحصاء القوى العاملة في الولايات المتحدة عن ظهور ما يزيد عن 550 ألف من فرص العمل خلال الشهرين الأخيرين. من الصعب تصديق أرقاما كهذه، ربما هناك تأثيرات موسمية.
خلال الـ120 سنة أخيرة عندما راقبنا 7 سنوات من نمو السوق كان الانخفاض يبدأ فقط في خريف العام السابع ما يعني أن مؤشر S&P 500 الآن في القمة.
على الرغم من الأرقام القياسية الأخيرة مؤشر S&P 500 الآن أعلى بكثير من المستوى الذي سجله في أوج ارتفاعه في مايو عام 2015. تقدير سعر الأوراق مبالغ فيه كثيرا والسوق مضغوطة الآن لذلك الاتجاه سيتغير. لا يهم إن كانت السوق سترتفع أم تنخفض، كل تغير له صفاته الخاصة.
منذ هذه اللحظة يمكن انتظار نمو قليل الذي سيتبعه هبوط حاد والذي بدوره سيعدم ثمار النمو للأسابيع الأخيرة أو حتى الأشهر.
في حال الرغبة في الاستثمار في المستقبل البعيد من خلال صناديق البورصة فالأفضل الانتظار حتى تتغيرمواقف المستثمرين باتجاه تقبل المخاطر. المتداولون والمستثمرون في هذا النظام المالي العالمي الموحد يقومون بعمليات فيها درجة كبيرة من المخاطرة.
من السهل تخيل الأزمة المالية لأن أسعار الفائدة لا تزال على مستويات منخفضة والعديد من المؤسسات المالية قللت من الأرباح. نعرف من التاريخ أن الربح المنخفض ينعكس على ربح البنوك ويصعب وضع شركات التأمين. بينما تنخفض توقعاتها للربح الصافي بـ5%-7%. يتعلق هذا الانخفاض بالدرجة الأولى بهبوط ربحية سندات الخزانة الأمريكية.
على المستثمرين الذين لا يزالون في السوق استخدام السباق الحالي لبيع الأسهم المتبقية.
نشرت Market Realist في الـ25 من يوليو مقالة تشير فيها إلى أن المشاركون في السوق يبيعون الأسهم التي تقع تحت مراقبة المؤشرات.
في ذلك الوقت مؤشر الخوف والجشع (Fear & Greed) الذي تقوم CNN Money بنشره بيَّن معدل "الجشع الهائل".
أصبح المستثمرون بخلاء وهذا عامل مثالي للكارثة.
على الرغم من ذلك لا يحدث شيء في البورصة في وقته. يتواجد دائما عدد هائل من المتداولين في الجهة الخاسرة. إذا لم تستطع السوق أن تجعلك تخسر ستنتظر اللحظة المناسبة وهذا ما يحدث الآن.
ستظهر في القريب العاجل إمكانيات كبيرة بالنسبة للذين يفضلون الكسب على التقلبات وكذلك بالنسبة للذين يفضلون الكسب على مؤشرات الصناديق فالأصول عاجلا أم آجلا ستعود.