حتى لو كنت من المستثمرين الذين يستثمرون على المدى الطويل قد تظهر حالات يجب أن تتخلص فيها من الأسهم.
ليس من الخفاء أن أغلبية المسثتمرين يؤيدون وبشكل كامل استراتيجة "اشتر واحتفظ". إذ ينظر المستثمر إلى البورصة على المدى الطويل ويأمل أن الأسهم التي يشتريها ستبقى في محفظته إلى الأبد وستعود بالأرباح عليه.
من الأفضل أن يفهم المستثمر ما هي الحالات التي يكون فيها البيع مناسبا تماما. هناك العديد من الأسباب التي ترغمك على التخلي عن عدد من أصولك. هذه 9 أسئلة ستساعدك على اتخاذ القرار حول بيع أو الاحتفاظ بالأسهم.
- هل أسباب شرائك هذه الأسهم بقيت مقنعة؟
- هل تقدير الشركة يحاكي الواقع؟
- هل تحتاج إلى المال الآن وهل ستحتاج إليه قريبا؟
- هل لديك الوقت الكافي لكي تراقب وضع الشركة؟
- هل حان الوقت لإعادة ترتيب محفظتك؟
- هل تقلل الشركة من دفع الأرباح على الأسهم؟
- هل توجد في السوق عروض أخرى أفضل؟
- هل حدثت مؤخرا حالات دمج أو استحواذ؟
- هل أفلست الشركة؟
سندرس كل سؤال على حدة وسنقدم أسبابا مقنعة للبيع.
1. هل أسباب شرائك هذه الأسهم بقيت مقنعة؟
عند شراء الأسهم ننظر إلى عدة عوامل أساسية. هل يمكن للشركة أن توفر ربحا مستقرا ونموا في المبيعات؟ هل لديها صفات تجعلها منافسا جيدا وتسمح لها بالاحتفاظ بالنمو لسنوات طويلة؟ إذا تغير شيء في قطاع الاقتصاد أو في الشركة نفسها بشكل جذري منذ شرائك الأسهم قد يكون هذا سببا مقنعا للبيع.
لنعتبر أن شركة ما تعجبك لأنها الأولى في قطاعها ولا منافسين حولها. أول ما أستذكره هي شركة Blackberry (NASDAQ: BlackBerry [BBRY]) منذ عشر سنوات. لكن المنتجون الآخرون كـApple (NASDAQ: Apple [AAPL]) بدؤوا باحتلال جزء من السوق وكان هذا أول دليل للمستثمرين أن الأوقات قد تغيرت.
2. هل تقدير الشركة يحاكي الواقع؟
إذا زاد عدد أوراق الشركة بشكل كبير قد يصبح هذا سببا جيدا للبيع. لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار عاملا مهما وهو أنه لا يجب بيع الأسهم فقط لأن السوق صعدت للأعلى وكل شركة الآن يمكن أن تقدر بأغلى من سعرها الحقيقي. الهبوط والصعود في السوق هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية الاستثمار الطويل الأمد والقلائل ممن يحزرون اللحظة المناسبة فعلا للشراء أو البيع اعتمادا على السعر فقط.
من الأفضل أن تسأل نفسك هل السعر الحالي للأسهم ومؤشر الربح/السعر يبدو واقعيا. إذا تتداول الأوراق بمعدل P/E (سعر السهم بالنسبة للربح) حوالي 20 بينما يبلغ هذا المؤشر لدى المنافسين بمعايير مماثلة 15، هذا سبب للتساؤل. في وضع كهذا من الأفضل التفكير في إمكانية الاستثمار في شركة أخرى سعرها واقعي.
3. هل تحتاج إلى المال الآن وهل ستحتاج إليه قريبا؟
الاستثمارات في سوق المال تعمل بشكل جيد إذا كان لديك الوقت لانتظار النتيجة. للأسف خلال الأوقات القصيرة (خلال خمس سنوات أو أقل) قد تتغير الأسواق وبشكل حاد. حتى وارن بافيت ينصح المستثمرين بعدم شراء أسهم Berkshire Hathaway (NYSE: Berkshire Hathaway Class B [BRK.B]) إذا لم يكونوا على الاستعداد الانتظار لسنوات طويلة.
لذلك إن كنت تعرف أنك ستحتاج إلى المال في السنوات القليلة القادمة لنفقات ما أو لكي تدفع مصاريف دراسة أطفالك أو لأسباب أخرى ربما يجب عليك أن تبيع جزءا من أوراقك وتبدأ بالادخار.
4. هل لديك الوقت الكافي لكي تراقب وضع الشركة؟
شراء الأسهم ليس بالأمر السهل إن كنت تنوي أن تفعل هذا بطريقة صحيحة. قبل أن تستثمر في شركة ما يجب أن تخصص وقتا لدراستها. بل وستستهلك وقتا لمراقبة نتائجها وقراراتها بشكل دائم، فقط عند ذلك ستكون على يقين أن استثمارك لا يزال يلائم أهدافك. إذا لا تملك الوقت الكافي ربما من الأفضل أن تتجه للاستثمارات التي لا تتطلب اهتماما كبيرا كالصناديق المتداولة في البورصة على سبيل المثال.
5. هل حان الوقت لإعادة ترتيب محفظتك؟
إعادة الترتيب هي تصحيح دوري للمحفظة الاستثمارية والذي يسمح بالاحتفاظ برأس مال منوع. هذا الأمر هام جدا في حال وجدت أسهم ما تجلب ربحا كبيرا مؤخرا.
طبعا الفكرة الأولى التي تخطر هي أنه ليس هناك ربحا كبيرا وهذا صحيح لدرجة ما. لكن في حال كانت أسهم شركة ما في محفظتك تظهر نموا كبيرا ستعتمد محفظتك بدرجة كبيرة على هذه الشركة. من المهم أن تعرف ما هو حجم رأس مالك (في النسب) الذي استثمرته في كل سهم في محفظتك ومن المهم أن تغير هذه النسب عندما تبدأ الأمور تسير بعكس رغبتك.
6. هل تقلل الشركة من دفع الأرباح على الأسهم؟
تقليل الربح على الأسهم كثيرا ما يدل على مشاكل في الشركة على الرغم من كل محاولاتها إخفاء ذلك خاصة إذا كانت الأرباح تنمو في الماضي. طبعا انخفاض الأرباح لا يجب أن يكون سببا لعدم الاستثمار لكن هذا سبب جيد للدراسة الشركة بتمعن أكبر. إذا بدأت الشركة بتقليل الأرباح يجب أن تسأل نفسك عدة أسئلة بما في ذلك الأسئلة التالية (ليس بالضرورة هذه فقط):
- هل تنخفض الأرباح و/أو فرق سعر الشراء وسعر البيع؟
- هل تنخفص وتيرة نمو الشركة بسبب المنافسين أو بسبب التغيرات في الشركة نفسها؟
- هل تستطيع الشركة أن تتحمل ديونها؟
- هل لدى الشركة أسبابا للتقليل من الربح؟ على سبيل المثال تقلل الشركة من الأرباح لكنها تزيد برامجها لإعادة شراء الأسهم لكي تستفيد من الأسعار المنخفضة للأسهم وهذا يمكن أن يكون حلا مربحا للمستثمرين.
7. هل توجد في السوق عروض أخرى أفضل؟
من الأفضل شرح هذا عبر مثال. على سبيل المثال يفضل المستثمر الاستثمار في مجال الصحة وجزء من ماله الموفر من راتبه التقاعدي مستثمر في Welltower (NYSE: Health Care REIT [HCN]). في بداية عام 2016 سعر أسهم HCP (NYSE: HCP [HCP]) وهو صندوق استثمارات عقاري هبطت كثيرا بسبب الأخبار السلبية. للاستفادة من هذه الفرصة، دون استخدام جزء كبير من رأس المال المستثمر في العقارات في مجال الصحة، يمكن للمستثمر أن يبيع جزءا من أسهم Welltower لشراء HCP.
8. هل حدثت مؤخرا حالات دمج أو استحواذ؟
إذا هناك من يريد شراء شركتك أسعار أسهمها عادة ترتفع بسرعة إلى مستوى الاستحواذ. هذا جيد لأنه سيعود على المستثمر بربح سريع لكن في حالة كهذه تفقد الشركة كل أمل في النمو المستقبلي، على الأقل حتى إغلاق الصفقة.
مثال جيد على هذا هو مثال LinkedIn (NYSE: LNKD) عندما تم الإعلان عن أن Microsoft (NASDAQ: Microsoft Corporation [MSFT]) ستشتري الشركة، عندها ارتفعت أسهم LinkedIn لمدة قصيرة، لكن سعرها لم يتغير منذ تلك الفترة. ربما من الأفضل أن يحصل المستثمر على ربح ويستثمر رأس ماله لشراء أوراق شركة أخرى لها إمكانيات للنمو.
في الحال الدمج الكامل المثال الجيد هو مثال شركة Berkshire Hathaway ودمجها لشركة AT&T (ICE Europe: Futures On WTI Crude Oil Mar 2017 [T]). كانت Berkshire Hathaway تملك حصة كبيرة من أسهم DirecTV (NASDAQ: DTV) لأن الشركة كانت المتصدرة في قطاعها وكانت لها إمكانيات كبيرة للنمو خاصة على المستوى الدولي. لكن بعد الدمج حصلت Berkshire على حصة في AT&T التي ليست شركة متصدرة وليس لها إمكانيات نمو مستقبلية. باعت Berkshire حصتها بسرعة بعد الانتهاء من الصفقة.
9. هل أفلست الشركة؟
في حال أعلنت الشركة إفلاسها فستكون أسهمها بعد الانتهاء من تسجيل عملية الإفلاس من غير فائدة مئة بالمئة. حتى لو كانت الأسهم رخيصة جدا فمن الأفضل التخلص منها بعد الإعلان عن الإفلاس مباشرة، بهذه الطريقة قد تنقذ جزءا من رأس مالك وتحدد خسائرك التي ستستطيع الاستفادة منها أثناء دفع الضرائب.
الوقت الغير مناسب لبيع الأسهم
انتبه إلى أن قائمة الأسباب لا تضم أسبابا لها علاقة بانخفاض السعر. إذا كان سعر الأسهم يهبط بسبب التقلبات في السوق أو بسبب ضعف ما في قطاع الاقتصاد فهذا أحد أسوأ الأسباب للبيع.
حسب التقديرات المختلفة يحصل المستثمر في المتوسط على 3% من الربح سنويا على الرغم من أن السوق تنمو بمرتين في ذات الفترة. يحصل هذا بالدرجة الأولى لأن السوق تشهد تقلبات أحيانا والعديد من المستثمرين يبدؤون بالقلق ويبيعون أسهمهم عند أول بوادر انخفاض السعر. وعندما تعود الأسعار إلى النمو يرون أن الآخرون استطاعوا أن يكسبوا من هذا ويشترون الأسهم مرة أخرى.
من المعروف أن المبدأ الأول في الاستثمار هو الشراء بسعر أقل والبيع بسعر أكبر. بيع الأسهم بسبب الانخفاض في سعرها هو مخالفة واضحة لهذا المبدأ. في حال كان الانخفاض متعلقا بأحد الأسباب المذكورة هنا كالتغييرات الجذرية في القطاع فمن الجيد عدم المماطلة في البيع. لكن إذا كان لا علاقة للانخفاض بالشركة نفسها يجب أن يعتبر وسيلة لشراء أسهم أكثر ولا يجب اعتباره سببا للقلق.
بيع الأسهم من الحقيبة مقابل البيع القصير
تجب الإشارة إلى الفرق بين بيع الأوراق واللعب أثناء الانخفاض. عندما نقول "بيع" نعني إلغاء الأسهم من الحقيبة. البيع القصير هو على العكس بيع الأصول التي تملكها على أمل أن تشتريها مرة أخرى عندما ينخفض سعرها.
أسباب البيع التي نذكرها هنا تناسب البيع القصير أيضا، لكن من المهم أن يتذكر المستثمر أن البيع بطبيعته يبقى شكلا من أشكال التجارة في البورصة فيه مخاطرة. عندما تشتري الأسهم المبلغ الذي يمكن أن تفقده هو المبلغ الذي تستعد أن تنفقه على الشراء والضرائب. على سبيل المثال إذا اقتنيت أسهما بألفي دولار من الممكن أن تخسر ذات المبلغ في أسوأ الأحوال.
لكن الخسائر في البيع القصير يمكن أن تكون غير محدودة. لنفترض أن أسهم الشركة انخفضت بسبب أحاديث عن الإفلاس وتتداول الآن على مستوى دولارين للسهم، بينما تقرر أن تبيع 1000 سهم لأنك متأكد من أنها لن تسوى شيئا قريبا. تظهر بعد هذا أخبار أن الشركة لم تفلس ويزداد سعر أسهمها إلى 10 دولارات. مبروك، خسرت لتوك 8 آلاف دولار. وإذا بقيت الأسهم ترتفع فخسارتك لا حدود لها.
لذلك البيع القصير أفضل للمستثمرين المحترفين الذين يعرفون بالضبط ما يقومون به.
الاستنتاج
هناك العديد من الأسباب لبيع الأصول وحتى المستثمرون الذين يفضلون الاستثمار الطويل الأمد يقومون ببيع أسهمهم لسبب أو لآخر. قال وارن بافيت مرة أنه يفضل الاحتفاظ بالأسهم إلى الأبد وهذه قاعدة رائعة. عند الاستثمار في الشركة يجب التمني أن تبقى الأسهم في حقيبتك إلى الأبد لكن هذا لا يعني أن الظروف يمكن أن تتغير.