057 226 دولارا و 54 سنتا
هذا سعر سهم واحد من أسهم .Berkshire Hathaway Inc من النوع А (NYSE: BRK.A).
مبلغ كبير، أليس كذلك؟
يمكن بهذا المبلغ شراء Lamborghini أو تسديد دفعة أولى بمليون دولار لمنزل ما.
بالإضافة إلى ذلك يمكن شراء ما يقارب 300 سهما شركة Alphabet (NASDAQ: GOOGL) (فهي تتداول الآن على مستوى 800 دولار) وتقريبا 2000 سهم من شركة Apple (NASDAQ: AAPL) (يبلغ سعرها حوالي 110 دولار).
أين الفخ؟
لماذا أسهم Berkshire Hathaway غالية إلى هذا الحد؟
"الغلاء" مفهوم نسبي.
عنوان هذا المقال مبالغ فيه قليلا.
عند الحديث عن الأسهم "غالي" ليس مفهوم مطلق. نقارن دائما سعر السهم مع القيمة الدفترية للأعمال أو السيولة. غالي يعني مبالغ في التقدير أما رخيص فيعني العكس.
عندما يتداول سهم من النوع A بـ80 دولارا وسهم B بـ40 دولارا هذا لا يعني أن سهم А أغلى من سهم B، هذا يعني فقط أن سعرها أغلى. في الحقيقة السهم B يمكن أن يكون أغلى إذا كانت نسبة السعر إلى الربح لديها 50 بينما عند السهم A تكون 5.
لذلك من الصحيح السؤال لماذا سعر سهم واحد من Berkshire Hathaway غال لهذه الدرجة؟
بافيت لا يفصل أسهمه أبدا
كان سعر سهم Berkshire Hathaway عام 1980 أقل من 300 دولار. عام 1990 زادت إلى 7 آلاف دولار. عام 2000 إلى 50 ألف دولار واليوم بلغ سعرها أكثر من 200 ألف دولار.
طبعا Berkshire Hathaway ليست الشركة الوحيدة التي زادت سعر رأس المال. رأس مال السوق لـBerkshire Hathaway ليس قياسيا إذ تقع الشركة في المركز الرابع، تسبقها Apple و Google و Microsoft (NASDAQ: MSFT). إنما هذه الشركات قامت بفصل أسهمها أحيانا.
الفصل يزيد من عدد الأسهم لكن سعرها ينخفض. لنفترض أن أوراق الشركة تداولت بألف دولار للسهم الواحد. بعد الفصل سيحصل كل حامل أسهم على سهمين لكن سعر كل واحد منهما سيكون 500 دولار.
فصل الأسهن لا يغير من المواصفات الهامة للشركة، تجذب الشركة بهذه الطريقة عددا أكبر من المستثمرين المستقلين. بالتالي تزيد سيولة الورقة ما يمكن أن يزيد من سعرها قليلا.
تداول أسهم Apple عام 2014 بـ650 دولار للسهم وقررت الشركة أن تفصل الأسهم بنسبة 7 إلى 1. فأصبح عدد الأسهم لدى حامليها أكبر بسبع مرات لكن سعر السهم الواحد كان 90 دولارا. لم تتغير قيمة أصول Apple كما لم يتغير سعر الشركة. كل ما حدث هو الزيادة في عدد الأسهم والرخص في سعرها.
العديد يقومون بهذه الخطوة لكي يزيدوا من شعبيتهم لدى المستثمرين الأفراد ولا أمرا ضارا في هذا.
إنما بافيت لم يفعل هذا أبدا. لماذا؟
مستثمرو بافيت هم أصدقاء بافيت
يشرح بافيت أسبابه في كتابو "كومة الثلج. وارن بافيت وعمل حياته" (The Snowball: Warren Buffett and the Business of Life):
"لا أريد أن يشتري المستثمرون أسهم Berkshire سعيا وراء الربح السريع. في حال لن يكسبوا سريعا سيخيب أملهم وسيتهمون أنفسهم أو يتهمونني أنا. لم أخيب ظن الآخرين؟".
"فكرة أن الأشخاص ينتظرون مني المستحيل كانت تخيفني منذ أول ما بدأت ببيع الأسهم".
لهذا لا يفصل بافيت أسهم Berkshire لأنه يخشى أن السعر المنخفض سيلفت نظر السماسرة.
المستثمر التاريخي دائما ما اعتبر مستثمري Berkshire زملاءه في التجارة وليس مستثمري شركة عامة كبيرة فقط. يريدهم أن يبقوا مستثمريه.
سعر أسهم Berkshire غال لدرجة أن شراؤها أو مبيعها يعتبر حدثا هاما يساوي شراء منزل أو اختيار جامعة للدراسة. هذا يعني أنه عند اتخاذ قرار كهذا المستثمر يفكر في المستقبل البعيد وليس عن مقدار نمو أو هبوط السهم غدا.
أسهم من النوع B
في حال لم تملك 200 ألف دولار فلا تحزن. ستستطيع أيضا أن تصبح مستثمرا في Berkshire Hathaway.
أصدرت Berkshire عام 1996 أسهما من النوع B (NYSE: BRK.B) وهي أرخص بكثير. يسمونها أحيانا "بالصغار B" والهدف منها منع مدراء الصناديق من بيع أسهم نوع A مقسمة لجميع الراغبين. أسهم نوع B توفر لحاملها 1/10000 من الصوت الذي يملكه حامل سهم من نوع A وتتداول الآن على مستوى 150 دولار.