على ما يبدو قررت Apple العدول عن تصميم السيارات والاتجاه نحو تطوير البرمجيات للسيارات ذاتية القيادة.
أعلنت صحيفة The New York Times الإسبوع الماضي أن شركة Apple (NASDAQ: AAPL) قررت "إعادة النظر" في مشروع سياراتها المعروف بـProject Titan. تعمل الشركة المنتجة لـ Mac و iPhone على تطوير تكنولوجيا السيارات منذ عامين ومنذ البداية تجول حول المشروع العديد من النقاشات والأقاويل.
حسب الصحيفة قامت الشركة بتسريح "عشرات" الموظفين لأنها تنوي أن تغير اتجاه تطور النموذج المنتظر من Apple Car. اضطرت الشركة أن تقنع بوب مينسفيلد، الذي ترأس قسم تصميم Apple، بأن يعود إلى العمل من التقاعد لكي يشرف على مشروع Project Titan.
من المهم أيضا أن Apple قررت التحول من تصميم وإنتاج سيارة معينة إلى تصميم تكنولوجيا عامة للسيارات ذاتية القيادة. بكلمات أخرى Apple تظهر اهتماما أقل في السيارات وتتجه أكثر إلى البرمجيات. منذ شهرين تقريبا أعلنت شركة Bloomberg عن ذات التوجه.
عاجلا أم آجلا ستعود Apple إلى السيارات
الأمر الأكثر غرابة في التغييرات في تطور Project Titan هو أن ما يحدث لا يشبه Apple أبدا. منذ تأسيس الشركة اعتمدت استراتيجيتها الرئيسية على التطوير الموازي للجهاز وللبرمجيات لتوحيدهما بشكل وثيق عند أي تصميم. نادرا ما تقوم الشركة بتطوير برمجيات لأجهزة شركات أخرى لذلك ليس من المنطقي أن تعدل Apple عن أهدافها "الحديدية".
نوايا شركة Google (NASDAQ: GOOGL) على العكس شفافة وتطابق تماما سمعة الشركة التي دائما ما وفرت برمجيات وخدمات أخرى. الاستراتيجية المتوقعة من Google وشركتها الأم Alphabet (NASDAQ: GOOG) واضحة أيضا، ستقوم الشركتان بتطوير تكنولوجيا القيادة الذاتية لكي تقوم بعد ذلك ببيع الحقوق لمصنعي السيارات وربما ستقومان بتصميم منصة ما لخدمات أخرى.
ربما Apple تنقل فعلا جهودها الرئيسية إلى مجال تطور البرمجيات لكن على الأغلب ستبقى الشركة مهتمة بشكل كبير في تطوير "الحديد". بالطبع لن يكون هذا هدفا سهلا لجوني أيفا، لكن سيكون من الأفضل للمحللين الذين يتنبؤون بتأثيرات دخول Apple إلى سوق السيارات، أن تقوم الشركة بتقديم سيارتها الخاصة (بمفردها أو بمساعدة شركات أخرى).
من جهة أخرى تصنيع السيارات بالحجم الكافي عملية صعبة. بالتأكيد لدى Apple مصادر كثيرة تستطيع الشركة أن توجهها إلى هذا المشروع الكبير. إذ أن نفقات Apple الآن تفوق بكثير نفقات العديد من مصنعي السيارات. لكن على الشركة أن تحسن تقدير صعوبة الإنتاج. من وجهة النظر هذه من الأفضل تطوير الأجهزة والبرمجيات بشكل مواز، في حال إن لم تقرر Apple أن تجد مقاولا للإنتاج، هناك معلومات عن تواصل Apple مع شركة Magna Steyr التي كثيرا ما تقوم بتنفيذ العقود المختلفة.
لدى المستثمرين وقتا طويلا حتى اللحظة التي ستعترف فيها Apple بشكل علني بطموحاتها في سوق السيارات لذلك التوجه نحو تطوير البرمجيات للقيادة الذاتية لن يدوم طويلا. في النهاية لا مفر من عودة Apple إلى تصنيع "الحديد".