ما هي الأوراق التي تتطلب البيع المكشوف وهل حان الوقت لبيع السندات طويلة الأجل في ظروف الاقتصاد الكلي الحالية؟
الصناديق المدارة تتأخر عن مثيلتها الغير مدارة، مؤشر S&P 500 (INDEX:US500) نما منذ بداية العام بـ4% بينما هبطت أسعار الفائدة على سندات الخزانة الأمريكية لعشر سنوات إلى أقل من 2%. يحاول المستثمرون في ظروف كهذه أن يجدوا أصولا بأرباح عالية. تسير العلمية ببطء شديد لدرجة أن العديد من المستثمرين يبدؤون التساؤل حول مصير ألفا (الربحية الزائدة مقارنة مع المؤشر).
تم مناقشة هذا السؤال في مؤتمر CNBC Delivering Alpha يوم الثلاثاء. شارك فيه العديد من خبراء السوق المالية، ابتداء من الملياردير بول سينغر وانتهاء بمؤيد البيع المكشوف جيم تشانوس. أسفر النقاش عن عدة أفكار محددة. أهمها هو فكرة أنه على الرغم من مشاكل الاقتصاد الكلي التي تواجه المستثمرين لا تزال ألفا واقعية ومن الممكن أن تتحقق.
قالت مديرة J.P. Morgan Asset Management ماري كالاهان إردوس أثناء كلمتها:
" ألفا لم تختف ولم تختبئ. ما نحتاجه فقط هو اجتياز عدة مشاكل. في النهاية الأقوى سيبقون. كما الآن الوقت المناسب للتخلص من الأشخاص الذين لا يشكلون النخبة في إدارة الصناديق في العالم".
ضحك الجمهور لأنهم كانوا يستطيعون فعل ذلك، العديد من المشاركين في المؤتمر يعتبرون من المستثمرين الأفضل في العالم. ولدى الأغلبية، بما في ذلك سينغر وتشانوس، فكرة عن كيفية البحث عن الدخل الجيد في الأسواق الحالية. هذه هي أفضل الأفكار: شراء أسهم Valeant (NYSE: VRX) و Amazon (NASDAQ: AMZN) والبيع المكشوف لأوراق Tesla (NASDAQ: TSLA) وبيع السندات طويلة الأجل.
قال مؤسس ومدير الاستثمار في LMM بيل ميلر:
"لم ننتبه إلى هبوط Valeant لكن الآن هي إحدى أهم مواقفنا. الشركات الفقاعات كهذه عادة ما تتحول إلى مؤسسات ممولة على حساب أموال إعادة الشراء".
ما قاله ميلر حيال الشركة الدوائية المفلسة يرتكز على السيولة المالية الحرة. حسب تقديرات ميلر بلغت ستبلغ السيولة هذا العام 2.5 مليار دولار و3 مليارات دولار العام القادم. كما يعتبر المدير الأسطوري أن Valeant تحولت إلى شركة أخرى كليا بعد كل ما مرت به، أصبحت شركة مختصة في القطاع الدوائي والتي ستكون قادرة على أن تعود بـ25%-30% من الأرباح على المستثمرين سنويا.
يقترح ميلر على الخائفين مما حدث مع شركة Valeant أن يختاروا من الخيارات الأربعة لـAmazon. قال:
"يتبارى Facebook (NASDAQ: FB) و Google (NASDAQ: GOOGL) على سوق الإعلانات العالمية التي يبلغ حجمها 500 مليار دولار. بينما حجم السوق الأمريكية لوحدها يزيد عن 5 مليارات دولار، وهذا ما تركز عليه Amazon".
يشير ميلر إلى نجاحات Amazon Web Services وهي الشركة الإبنة التي يبلغ سعرها 10 مليارات دولار. تنمو الشركة سنويا بـ66%. حسب تقديراته سيستطيع المستثمرون أن يكسبوا من Amazon من 25% إلى 30% في السنوات الثلاث أو الخمس المقبلة.
صرح مؤسس Kynikos Associates جيم تشانوس أن أفضل فكرة ألفا تكمن في البيع المكشوف لأسهم Tesla بسبب الاندماج مع SolarCity (NASDAQ: SCTY). وصف تشانوس الصفقة "بالخيالية" في أسوأ معنا لهذه الكلمة. كما أظهر التحليل Z الذي قام به (تقدير احتمال إفلاس الشركة) أن Tesla مرشح قوي للإفلاس. ستخسر الشركة المتحدة حتى 1 مليار دولار في ربع السنة، وهذا ما صرح به تشانوس حول ذلك:
"تبقى Tesla في وضعها الغير مستقر هذا حتى أصبحت مثالا. الاندماج لا يحمل أي معنى اقتصادي. اندماج كهذا سيثير الشكوك وهذا في أفضل الحالات".
مؤسس Elliott Management بول سينغر لم يركز على الأسهم إنما على القطاعات، خصوصا في سوق السندات. قال:
"الاحتفاظ في الحقيبة بالأسهم طويلة ومتوسطة الأمد لمجموعة الدول السبع فعلا فكرة سيئة. في حال تخلصت منها ستستفيد حتما. أنصح ببيغ السندات طويلة الأجل. في الوقت الحالي يشكل حجم سوق أدوات القروض حوالي 60 تريليون دولار بالإضافة إلى الأسعار والأرباح الخيالية. ظهر في السوق فرق كبير بين الأرباح والمخاطر".
في حال لم تنجح هذه الأفكار ستبقى ألفا منخفضة. وافق المشاركون على أنه سيتوجب تغيير شيء آخر للحصول على ربح للزبائن وهو هيكلية الضرائب. في النهاية إذا لم تتجاوز ربحية الأسهم عدة نسب مئوية لا يمكن تبرير الضريبة الإدارية بـ2%-3%.
"لدينا التزامات أمام عملائنا وعلى الضرائب أن تكون أقل من الألفا المنتظرة". صرحت إردوس. واعترفت أن هناك مدراء "يحصلون على ألفا خيالية ويخصمون من المستثمرين 3% من الأصول و30% من الربح، بينما يدفع المستثمرون هذه الضرائب بفرح". لكن في حال حدث العكس يجب على الضرائب أن تنخفض. صرحت مديرة J.P. Morgan Asset Management:
"في ظروف أسعار الفائدة المنخفضة لو صرح أحد "أن هذا الوضع سيدوم" لكان على الجميع هنا أن يختصروا من أرباحهم. لذلك يجب أن نعرف ما الذي ينتظرنا وما الذي سيكون عادلا بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل".