على خلاف آراء المستثمر حول السوق المالية هناك دائما طرق لاستخدام الخيارات بأقصى أرباح ممكنة. لا يجب عليك أن تكون عبقريا لتفعل هذا. هنا استراتيجيتان بسيطتان ستساعدانك في حماية رأس مالك وفي الكسب من التقلبات.
بيع خيارات call بضمانات يقلل من الخسائر ويعود بالربح
بيع خيارات call بضمانات إحدى أبسط استراتيجيات التداول. إذ يبيع المستثمر حق شراء أسهمه بسعر معين إلى أن تنتهي فترة الخيار.
الأفضل هو شرح هذه الاستراتيجية من خلال مثال. على سبيل المثال يملك المستثمر 100 سهم من ExxonMobil (NYSE: Exxon Mobil Corporation [XOM]) بـ85 دولارا للسهم ولا يتوقع تغييرا في السعر في المستقبل القريب. يمكنه بـ140 دولارا أن يبيع خيارا واحدا (كل عقد يساوي 100 سهم) ينتهي في الجمعة الثالثة لشهر يناير عام 2017 بسعر تنفيذ عقد الخيار يبلغ 90 دولارا.
يمكن للأمور أن تتطور بعدة سيناريوهات:
- يمكن لسعر أسهم ExxonMobil أن يكون أرخص من 85 دولارا في يناير. هذا ليس جيد لكن المستثمر يمكن أن يستفيد من الربح الذي كسبه بـ140 دولارا (1.4 دولارا للسهم). ربح الخيارات يمكن أن يقلل من الخسائر كما يمكن إعادة تنفيذ هذه الاستراتيجية.
أسهم ExxonMobil قد ترتفع في سعرها قليلا لكنها تبقى أقل من 90 دولارا عند انتهاء فترة الخيار. هذا أفضل سيناريو. لن يحتفظ المستثمر بربح من بيعه فقط بل وسيحصل على ربح من الأسهم. ثم سيستطيع بيع خيار آخر.
نتائج ربع السنة الرابع لـExxonMobil كانت ممتازة وزادت الأسهم عن 90 دولار للسهم في وقت انتهاء الخيار. في هذه الحالة "ستُعاد" الأسهم وسيبيعها بـ90 دولار للسهم الواحد على خلاف السعر المستقبلي. سيشكل الربح 5 دولارات من غلاء الأسهم إضافة إلى 1.4 دولار من بيع الخيار، 7.5% خلال أربعة أشهر فقط. طبعا هناك خطر من أن المستثمر قد يخسر الربح من ارتفاع الأسهم فوق سعر تنفيذ عقد الخيار، لكن حتى لو ارتفعت الأسهم إلى 125 دولارا سيحصل المستثمر على 90 دولارا.
لن يتغير سعر أسهم ExxonMobil، وسيكون سعرها في يناير كما سعرها الآن. من ناحية الربح هذه نتيجة جيدة. الخيار سينتهي دون تنفيذ لكن يمكن تكرار العملية.
باختصار بيع خيارات call بضمانات الربح تؤمن نوعا من الحماية من هبوط سعر الأصل الأساسي مقابل التخلي عن الربح في حال نموه المفاجئ.
خيارات call المالية كبديل عن الأسهم
سعر الخيار يتكون من قسمين، الربح الداخلي والربح المؤقت. الربح الداخلي هو المبلغ الذي سيحصل عليه المشتري في حال انتهاء الخيار الآن. على سبيل المثال لسعر تنفيذ عقد الخيار بـ10 دولارات للسهم وسعر بـ15 دولارا الربح الداخلي سيشكل 5 دولارات. يدفع المشتري الربح المؤقت لما قد يحدث مع الأصل حتى انتهاء مدة الخيار. في حال كان سعر العقد المذكور أعلاه يبلغ 6 دولارا، سيساوي سعره الداخلي 5 دولارات أما سعر المؤقت فدولارا واحدا.
كلما تعمق الخيار في المال يقل السعر المؤقت بينما يشغل السعر الداخلي الجزء الأكبر من الربح. لذلك عند شراء الأصول المعمقة في المال لا يدفع المستثمر تقريبا للوقت الذي بقي حتى انتهاء المدة لذلك يمكن استخدامها بدل الأسهم.
على سبيل المثال يريد المتداول شراء 100 سهم من Amazon.com (NASDAQ: Amazon.com [AMZN]) لكنه ليس على استعداد لاستثمالا 80.5 ألف دولار. بدلا من هذا يمكنه شراء خيار call بمدة انتهاء في يناير 2018 بسعر تنفيذ عقد الخيار بـ400 دولار مقابل 413 دولار. الربح المؤقت يشكل فقط 8 دولارات (1.9%) من هذا المبلغ. في الحقيقة يكون المتداول قد اشترى 100 سهم من Amazon.com مقابل 41.3 ألف دولار وهذا نصف سعرها الحقيقي. نوعا ما هذا يشبه شراء الأسهم بفرق بين سعر الشراء وسعر البيع، لكن لايتوجب على المتداول أن يدفع نسبا لاستخدام أدوات الوسيط، وهي عادة أعلى بكثير مقارنة بالربح المؤقت.
الخطر الأساسي يكمن في هبوط أسهم Amazon إلى عام 2018 إلى أقل من 400$، وهذا سيعني أن المتداول سيخسر كل استثماره. هذا من غير المرجح لكنه ممكن.
لاستخدام الخيارات بدل الأسهم بالتأكيد إيجابيات لكن المخاطرة تزداد أيضا.
ابدأ تدريجيا
تجب الإشارة إلى أنه من السهل خسارة المال في الخيارات عندما لا تعرف كيف تتصرف، لذلك من المهم أن تبدأ من استثمارات قليلة. جرب شراء خيار واحد متعمق في المال على أسهم الشركة التي تعجبك. استخدمه لمراقبة ديناميكية الأسعار وللحصول على فكرة جيدة عن تطور الخيار مع مرور الوقت. أو قم ببيع خيار call دون مال مقابل أصل من أصول الحقيبة. لن يعود هذا عليك بربح كبير لكن الأهم هو التعلم.
يمكن القراءة عن الخيارات إلى ما لا نهاية، لكن لن ينفع شيء أكثر من الخبرة العملية. إذا قررت إدخال الخيارات في أدواتك الاستثمارية قم بذلك تدريجيا.