ما هي فوائد "الدرج"، "القضيب"، "الطلقة" وكيف تساعد المستثمر على كسب الربح.
الاستثمار في أدوات بدخل محدد طريقة ممتازة لاختصار المخاطرة والحصول على دخل مستقر خلال وقت طويل. لكن كالاستراتيجيات الأخرى لا تخلو هذه الطريقة من المخاطرة.
يواجه مشتريو السندات مخاطر نسب الفائدة وإستعادة السندات والتضخم. من المهم هنا إظهار خطر تغيير نسب أسعار الفائدة فعلى الرغم من حصول المستثمر على مدفوعات محددة خلال فترة معينة من الزمن يمكن لتقلبات السوق وأسعار الفائدة أن تقلل من ربحية الاستثمارات المحتملة مقارنة مع الخيارات الأخرى.
لنأخذ على سبيل المثال مستثمرا اشترى سندات بتاريخ استحقاق بعد 10 سنوات ولنفترض أن أسعار الفائدة زادت على حجم المدفوعات خلال هذه الفترة. في هذه الحالة سيحصل على دخل سلبي ولن يستطيع شراء أوراق أفضل.
من جهة أخرى العكس صحيح أيضا. في ظروف أسعار الفائدة المنخفضة يربح حاملو الأوراق بمدفوعات أكبر.
هناك عدة طرق يمكن للمستثمر عن طريقها أن يحمي حقائبه من خطر تغيير أسعار الفائدة. العديد منها تضم استراتيجيات بسيطة لكن عملية باستخدام السندات. كما أنها تساعد على تقليل المخاطرة وزيادة الربح بالطريقة التي تناسب كل مستثمر على حدة.
الاستراتيجيات التي سنوردها لاحقا لن تجلب الربح بسرعة، لكن في حال كان المستثمر على استعداد لبذل الجهود المطلوبة والتحلي بالصبر لكي يحظى بالربح على المدى الطويل، قد تكون هذه الاستراتيجيات مفيدة له.
1. "الدرج"
الفكرة الأساسية في هذه الاستراتيجية هي شراء سندات بمدة استحقاق مختلفة. توفر هذه الاستراتيجية للمستثمر مرونة كبيرة موفرة فرصة توزيع رأس المال لشراء سندات مختلفة في أوقات مختلفة وبأسعار فائدة مختلفة. بهذه الطريقة القسم الأكبر من رأس المال لن يكون مستثمرا في أداة واحدة لوقت طويل محددا بذلك الدخل الممكن ومانعا المستثمر من الاستفادة من النمو المحتمل لأسعار الفائدة.
على سبيل المثال يرغب المستثمر في استثمار 100 ألف دولار في السندات. عند استخدامه استراتيجية "الدرج" سيشتري الأوراق بمدة استحقاق وبأسعار فائدة مختلفة. يمكنه، مثلا، أن يستثمر 10 آلاف في سندات بمدة استحقاق من عام إلى عشرة أعوام. بانتهاء مدة الأوراق يمكنه شراء سندات جديدة بربحية أعلى في تلك الفترة.
دخل كهذا هو طريقة ممتازة لتنويع الحقيبة وتقليل تأثير كل أداة عليها. يبين المثال المذكور أعلاه كيف يمكن بعد استحقاق الدين إعادة استثمار المال باستخدام أسعار الفائدة الأعلى. من جهة أخرى إذا هبطت الأسهم يمكن شراء أدوات أخرى رابحة. كما أن استراتيجية "الدرج" تزيد من سيولة الحقيبة لأن مدة استحقاق سند واحد، على الأقل، تكون قريبة.
2. "القضيب"
استراتيجية "القضيب" تسمح بالاستفادة من السندات طويلة وقصيرة الأجل. يتم ضمن هذه الاستراتيجية شراء أوراق بأقصر وأطول مدة استحقاق. السندات طويلة الأجل عادة ما تعود بربحية كبيرة فيما توفر السندات قصيرة الأجل المرونة اللازمة للحقيبة. يستطيع المستثمر بفضل هذا التنويع أن يوفر للحقيبة المرونة اللازمة، كما يستطيع أن يصحح الاستثمارات المحتملة كل عدة أشهر في حال وجود حاجة لهذا. في حال بدأت أسعار الفائدة بالنمو، ستسمح السندات بمدة استحقاق قصيرة أن يعيد المستثمر إعادة استثمار أمواله في أدوات بربحية أعلى.
هذه السندات توفر للمستثمر دخلا مستقرا خلال مدتها. توزيع رأس المال بين السندات بمدة استحقاق مختلفة يقلل من التأثير السلبي لأسعار الفائدة النامية على السندات طويلة الأجل.
3. "الطلقة"
عندما يعرف المستثمر أنه سيحتاج إلى مبلغ معين في وقت معين يمكنه أن يلجأ إلى استراتيجية "الطلقة". يتم، بناء على هذه الاستراتيجية شراء سندات مختلفة بذات فترة استحقاق الدين.
شراء السندات في أوقات مختلفة يسمح للمستثمر أن يربح من السندات بأكبر ربح. لكن بسبب الاختلاف في وقت شراء السندات هناك مخاطرة من ناحية انخفاض أسعار الفائدة. لكي تنجح الاستراتيجية يجب مراقبة ديناميكية السندات عن كثب.
النتائج
على خلاف الاستراتيجية التي اختارها المستثمر، جميعها تحوي إيجابيات وسلبيات. من جهة شراء عدة سندات أغلى من شراء سند واحد، لكن من جهة أخرى الربح المحتمل من هذه الاستراتيجيات يمكن أن يزيد عن النفقات الإضافية بشكل كبير.
من المهم الإشارة إلى أن كل هذه الاستراتيجيات في طبيعتها هي استراتيجيات طويلة الأمد. سر النجاح فيها هو الصبر والالتزام. المستثمر المستعد على بذل جهد وصرف وقت لتوفير حماية إضافية لحقيبته من خطر تغير أسعار الفائدة سيستفيد منها بالطبع.