متداول يكسب لـGoldman Sachs أكثر من 100 مليون دولار
REUTERS/Brendan McDermid/File Photo
الصفحة الرئيسية مال, السوق_الأمريكية, تعلم التداول

تعود وول ستريت إلى الأيام السابقة عندما كانت البنوك الكبيرة تتاجر في الأسواق المالية وتخاطر أكثر.

كسب متداول من Goldman Sachs أكثر من 100 مليون دولار من خلال تجارته بالسندات عالية المخاطر. نتيجة غير عادية في الوقت الذي تفرض فيه الشروط الجديدة على وول ستريت تحديد المخاطر.

هذا المتداول هو تيم مالافرونت، مدير قسم البنك للتداول بالسندات عالية الربحية. بدأ منذ يناير بشراء السندات عالية المخاطر بمليارات الدولارات وقام ببيعها عند نمو سعرها.

هل هذا عودة إلى عصر وول ستريت السابق عندما كانت البنوك الكبيرة تتاجر في السوق المالية وتخاطر أكثر؟ أصبح هذا نادرا بعد الأزمة. كما قام الكونغرس بفرض قيود جديدة، لزيادة أمن النظام المالي، لا تسمح للبنوك بالمخاطرة بأموالها وتزيد من حجم الاحتياطيات.

ردت وول ستريت على هذا بإغلاق أقسام التداول وتقليل حصتها في الأوراق المختلفة كالسندات. سمحت الحكومة للبنوك بالتجارة في الأسواق في دور وسطاء فقط بين البائعين والمشترين. حسب الجهات المعنية على البنوك أن تراقب ألا يزيد عدد السندات والأوراق الأخرى عن الحجم "اللازم لإشباع الطلب قصير الأمد".

كان مالافرونت وسيطا يشتري السندات من الزبائن الذين رغبوا في التخلص منها ويبيعها في النهاية إلى المستثمرين الذين أرادوا شراءها، لكن بسعر أعلى. وكان الفرق يبقى في Goldman.

من الصعب، إن كان ممكنا أصلا، إيجاد الفرق بين الصفقات التي تتم من أجل الزبائن والصفقات التي تتم لمصلحة البنك كما يقول هيل سكوت، بروفسور كلية الحقوق في جامعة هارفارد. استدعاه الكونغرس في وقت سابق للعمل على القيود الجديدة للبنوك. يضيف سكوت:

" لم يستطع أحد أن يفصل بين الحد الذي تنتهي عنده التجارة لمصلحة المستثمر والحد الذي تبدأ عنده التجارة لمصلحة البنك".

ناقدو القوانين الجديدة يؤكدون أنها أثرت على قدرة البنوك الكبيرة في وول ستريت على دعم سوق السندات خلال أوقات عدم الاستقرار بشراء الأوراق من المستثمرين.

ما حدث مع توم مالافرونت يقع تماما في مركز الحديث حول دور البنوك. من جهة تسعى البنوك لإثبات أن دور مصالح الزبائن أهم بالنسبة لها من مصالحها، لكنها في ذات الوقت تحاول أن تستفيد بأقصى حد من الإمكانيات المتناقصة للربح.

نشر بنك Goldman Sachs ‪(TOCOM: GS)‬ تقريره يوم الثلاثاء عن ربع السنة الثالث. كانت النتائج جيدة كما توقعها المستثمرون. نتائج أقسام البنوك الكبيرة الأخرى تبدو إيجابية أيضا

المتحدث الرسمي لـGoldman لم يعرض تفاصيل صفقات مالافرونت، لكنه قال:

" نبذل جهودا كبيرة لكي نوسع أعمالنا في سوق الإقراض ولازلنا نركز على تنفيذ الطلبات المختلفة لزبائننا".

احتمال الحصول على الربح يبقى قوة دافعة هامة التي تدفع البنوك إلى لعب دون الزبائن عندما تشهد السوق عدم استقرار. طلب البنوك على السندات يساعد على تقليل الفرق في سعر العروض.

لا تملك وول ستريت اليوم إمكانيات كبيرة كالتي ملكتها سابقا. الأرباح أو الخسائر الكبيرة كثيرا ما تُتبع بأسئلة من جهة النظام الاحتياطي الفدرالي في الولايات المتحدة والجهات المعنية الأخرى.

كما أن Goldman يضع حدود المخاطرة لمتداوليه. يمكن تخطي الحدود في حال توفر ظروف معينة في السوق وبموافقة الإدراة ومدراء المخاطر فقط.

لم يُعرف حتى الآن إن اهتمت الجهات المعنية بصفقات توم مالافرونت وإن كانت صفقاته توافق طلبات المخاطر. يقول جيف بال، زميل مالافرونت السابق:

" المتداولون الخبراء والذين يعلمون كيف يخاطرون مطلوبون دائما".

توم مالافرونت يمثل مجموعة المتداولين الذين يختفون تدريجيا. قبل بدء عمله في Goldman عام 2013 عمل في صندوق التحوط Blue Mountain Capital Management وبنك Credit Suisse.

يختص مالافرونت في تجارة السندات من الدرجة الاستثمارية، الدرجة التي تعطى للشركات القادرة على الإقراض فقط. عندما تفقد الشركة ترتيبها الاستثماري تنتقل سنداتها إلى عداد "عالية المخاطر" أو "النفايات".

على الرغم من أن البنوك تأخذ على عاتقها الآن أقل قدرا من المخاطر وتتخلص تدريجيا من تداول الأوراق الثمينة، لا يزال هناك طلب على المتداولين المحترفين لتنظيم العمل في الأسواق أقل سيولة.

يترأس جيف بال قسم التجارة بالسندات عالية الربحية في Goldman. قبل أن ينتقل إلى عمله الجديد في شركة والده Bahl & Gaynor Investment Counsel كان يعمل مع توم مالافرونت. يقول بال:

" يستطيع توم تحمل المخاطر. في أية سوق غير واضحة يكون الطلب على المتداولين الخبراء كبيرا جدا".

بدأ مالافرونت من شراء أوراق Freeport-McMoRan ‪(NYSE: FCX)‬ و Teck Resources ‪(NYSE: TCK)‬، وهما شركتان تعدين واجهتا انخفاضا في التصنيف في وقت سابق من هذا العام. كما أنه اشترى ديون Toys “R” Us ، Gymboree ‪(NASDAQ: GYMB)‬، Avon Products ‪(NYSE: AVP)‬ وسندات بعض الشركات الأخرى. حدث كل هذا على خلفية تناقص اهتمام المستثمرين بالمخاطرة في بداية عام 2016. اجتاحت السوق وقتها مخاوف من تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين والولايات المتحدة وهبوط الأسعار على النفط ومشتقاته والاتجاه الغير واضح لأسعار الفائدة.

هبطت سندات Freeport في 28 يناير بمدة استحقاق عام 2022 من دولار واحد إلى 0.4 دولار، خفضت وكالة Moody’s Investors Service ترتيب الشركة إلى درجة منخفضة. زادت ذات الأوراق في سعرها في نهاية مارس حتى 0.7 دولار، بينما بلغ سعرها هذا الإسبوع 0.9 دولار.

كانت صفقات مالافرونت تشكل في بعض الأيام ثلث حجم التداول الكلي على بعض الأوراق.

كان قسم من السندات يباع خلال يوم بعد الشراء سوية مع تعافي أسعار النفط أو نشر بيانات اقتصادية جيدة. في حالات أخرى كان Goldman يحتفظ بالسندات خلال أسابيع. زاد ربح البنك من استراتيجية مالافرونت في نهاية يونيو عن 100 مليون دولار.

كجميع البنوك الكبيرة يتخذ Goldman موقفا أكثر تحفظا مما كان قبل الأزمة. لكي تقدر البنوك الخسائر الممكنة للمتداولين في نهاية اليوم تستعمل مقياس سعر الخطر والتي تعرف بـ(value-at-risk). بلغ حجمه المتوسطي 72 مليونا في ربع السنة الأول في Goldman و62 مليونا في الربع الثاني. بينما كان يزيد عام 2007، قبل الأزمة، عن 120 مليون.

تقرير Goldman يبين أن الجهود الموحدة للمتداولين خلال ثلاثة أيام في ربع السنة الأول عادت على البنك بأكثر من 100 مليون دولار، وخلال ستة أيام في ربع السنة الثاني. يقول متداول صندوق التحوط Skylands Capital هيردين:

" هذا يخالف كل ما راقبناه خلال آخر ثلاثة أعوام".

صفقات توم مالافروت كانت استثناء في سلسلة إخفاقات Goldman في التجارة بالأوراق الثمينة.

حسب نتائج ربع العام الأول انخفض ربح أقسام البنوك للمتاجر بالأوراق بالنسبة للأرباح المحددة والعملات والخامات (FICC) من 4.74 مليار دولار في الفترة ذاتها من العام الفائت إلى 3.59 مليار دولار. تحسنت نتائج FICC نوعا ما في ربع السنة الثالث وزاد الدخل بـ34% ، حتى 1.96 مليار دولار.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق