كما قال ستيف جوبس مرة، "لا يوجد شيء أعقد من البساطة". وهذا لا ينطبق على تطوير الماكينتوش والآيفون فحسب، حيث تختبئ وراء البساطة جهود كبيرة ولوغاريتمات معقدة. لا يهم إن كنت مبتدأ بدأ للتو بتوضيب حقيبته أو مستثمر خبير. لا تستمعوا إلى خبراء وول ستريت الذين يقولون أنه كلما كان النموذج أعقد كان أفضل. ثلاثة نصائح سنعطيها لكم اليوم ستتيح لكم بناء استراتيجية بسيطة وذكية.
1. نوّع، لكن لا تبالغ
الكثير من الناس يعتبرون أن المنطق هو أن تضيف إلى حقيبتك أية أداة جديدة تراها في الأفق: الأسواق التجريبية الذكية، صناديق الاستثمار المحايدة المتداولة في البورصة. هذا خطأ كبير. كلما وضعت في حقيبتك أصولاً متخصصة أكثر، كلما صعب التحكم بها وبالنتيجة لن تتوصل إلى التنوع المطلوب، بل أداة استثمارية لا تقدر التحكم بها.
في الحقيقة لتحقيق الدخل على المدى الطويل، لا يلزم شيء سوى خليط متنوع من عدة بورصات أمريكية من الأسهم والسندات. إن أردت يمكنك إضافة بضع أسهم أجنبية. أما إذا اقتربت من التقاعدـ انظر في إمكانية التقسيط، أي أن تدفع الأرباح على أقساط.
ابدأ من الأسس-- يلزم لذلك عدة صناديق بورصة وتحرك بحذر كبير.
وإلا أنت تخاطر أن تستثمر بأدوات لا تعرف جيداً عن آلية عملها، ناهيك عن تكرار الاستثمار في نفس الأشياء.
2. ابدأ من صناديق المؤشرات الرخيصة
هذا مهم لسببين. أولها التسلسل. صناديق المؤشرات دائماً تتبع مؤشر معين، وأنت تعرف حتماً بماذا تستثمر.
لهذا السبب صناديق المؤشرات تعد من أحجار البناء الممتازة للحقيبة المتوازنة. ليس عليك القلق أن استراتيجيتك بدأت بالفشل، لأن مدير صندوق الأسهم الممتازة قرر المبادرة واستثمار جزء من الأموال في شركات صغيرة ذات مخاطر.
السبب الثاني-- الربحية. قليل من مدراء الصناديق ذات الفعالية قادرين على التلاعب في السوق لفترات طويلة. إذا كنت تشك بالأمر، فانظر إلى البيانات الإحصائية: حسب معلومات S&P SPIVA Scorecard، خلال فترة الـ10 سنوات الماضية بنهاية شهر يوليو، 80% من الصناديق التي تستثمر في الشركات الكبيرة أظهرت ربحية أقل من مؤشر S&P500 (INDEX: US500). ومع ذلك أجورهم كبيرة-- حوالي 1% من سعر الحقيبة سنوياً.
ومع ذلك من السهل العثور على صناديق مؤشرات ذات كلفة 0.2% أو حتى 0.1% من الحقيبة. هذا لا يعني أن عليك تجنب الصناديق الفعالة، لكن عليك اللجوء إليها بهدف محدد، أن تفهم أنك بحاجة شيء لا تستطيع الحصول عليه في صناديق المؤشرات، أن ربحية العملية ستكون أعلى من معدل الفائدة.
يمكن إنشاء حقيبة سهلة التحكم ومتنوعة تشمل جميع الأسواق الأمريكية من خلال صندوقين فقط: الصندوق الذي يراقب مؤشر صندوق أسهم الولايات المتحدة الأمريكية والصندوق المعني بسندات الخزينة الأمريكية.
كما يمكن إضافة صناديق الأسواق العالمية وسوق السندات.
3. قاوم رغبة "زيادة الربحية"
الصبر هو المهارة الأصعب عند المستثمرين. حسب نصائح الخبراء يمكن أن يتكون لديك انطباع أن المستثمر الناجح يبحث باستمرار عن إمكانيات جديدة ومستعد دائماً لتبديل الاستراتيجية الاستثمارية. هذه وجهة نظر ساذجة بالطبع.
كلما زادت تحركاتك، كلما زاد احتمال أن تكون إحداهن خاطئة. قد تتمكن من خداع السوق مرة، لكن من شبه المستحيل أن تنجح كل مرة.
لذلك، إن قررت أن تنشئ حقيبة متنوعة جداً، الجأ إلى صناديق المؤشرات التي تتوافق مع صبرك والمخاطر التي انت على مقدرة على مواجهتها، وبعدها اتركها وشأنها. أحياناُ عليك موازنة الحقيبة من جديد، حتى لا تتكون فيه استثمارات ذات مشاكل، وبعدها مع ازدياد الخبرة والعمر الانتقال إلى الاستثمارات المحافظة.
لا داعي لتغيير محتويات الحقيبة أو تبديل الاستراتيجية إذا بدأت أسعار الأسهم تتجه للأعلى أو للأسفل، أو لأنك قرأت تحليلات أو تنبؤات خبير ما (إنها مجرد تنبؤات) عن الأسعار المستقبلية.
لذلك في المرة القادمة التي يقول فيها خبير ما أن المستثمر الخبير يجب عليه استخدام استراتيجيات معقدة وأن يستثمر في قطاعات اقتصادية تنمو اليوم، تذكر أن في الاستثمار كما في الحياة بشكل عام-- البساطة صديقتك والتعقيد عدوك.