كيف تحمي استثماراتك من "البجعات السوداء"
Umit Bektas/Reuters
الصفحة الرئيسية مال, الميزانية_الشخصية, تعلم التداول

المستشار بالتحكم بالثروة بيت وودرينغ يتحدث عن كيفية حماية نفسك من شيء من المستحيل حسابه أو التنبؤ به.

بعد النهضة الاقتصادية في سوق الأوراق المالية في الثمانينات والتسعينات، ظن المستثمرون أن الوضع سيصبح أفضل مع الزمن. كان كذلك حتى 11 سبتمبر 2001.. بعد هذا توضح أن الأحداث الخارجية يمكن أن تصبح تهديداً أكبر من ديناميكية السوق نفسها.

إنها الأحداث المسماة بالأحداث الكلية. بعد 11 سبتمبر أصبحت الأسواق فائقة الحساسية للصدمات المشابهة وترد عليها بتذبذبات حادة. المشكلة بأن الأحداث الكلية لا يمكن قياسها من منطلق مخاطر السوق.

ما هي الأحداث الكلية؟

الكوارث الطبيعية (إعصار كاترينا)، الصدمات الجيوسياسية ("الربيع العربي")، المشاكل المستمرة في الأسواق والاقتصادات الوطنية (أزمة الديون الأوروبية أو هبوط اليوان عام 2015).. كلها أحداث كلية. أحياناً يمكن توقعها، أحياناً لا، لكن بغالبيتها تترافق بتبعات طويلة الأمد، وكثيراً ما تحمل طابعاً دولياً.

كلما كان الحدث أقل توقعاً، كلما كان أخطر، يسمون هذه الأحداث أيضاً بـ"البجعات السوداء" بسبب ندرة حصولها. غالباً لا يتم حسابها في النماذج الاستثمارية واستراتيجيات توزيع الأصول، وكثيراً ما تغيب عن اهتمام المستثمرين، لذلك، حين تحصل تكون العواقب مدمرة.

إذا كانت البجعات السوداء تأتي مرة خلال عدة عقود، الآن ازدادت وتيرة هذه الأحداث، يمكن أن نضم إليها عدة أنواع من الظواهر.. من الأزمة الاقتصادية عامي 2008-2009 إلى الزلزال في لايابان والتسونامي. وكنتيجة ينشل المستثمرون بسبب الخوف.

إن تجميع حقيبة محمية من "البجعات السوداء" ليس بالأمر الصعب، على الأقل إذا كنت تلتزم بقواعد الاستثمار الطويل الأمد على أساس العوامل الأساسية.

سيطر على الخوف، لا تنسى الفرص

لنتذكر وورن بافيت، أنجح مستثمر على مدى التاريخ.. لقد كسب المال من خوف الآخرين، المليارات، من خلال شراء ما كان الآخرون يبيعونه. كتب في رسالة موجهة لمساهمي Berkshire Hathaway عام 1994:

"إذا سمحنا للخوف من المجهول أن يمسك بيدنا، سيكلفنا هذا كثيراً. غالبية مقتنياتنا الرابحة جاءت في أوج المخاوف من هذه الشركة أو تلك. إذا كان الخوف بالنسبة للبعض عدو، فنحن بالنسبة لنا كمعتمدين على المؤشرات الرئيسية الخوف صديقنا.

بلا شك ستحصل صدمات كثيرة خلال السنوات الـ30 القادمة، ونحن لن نحاول التنبؤ بها أو الكسب منها. لكن إذا استمرينا بالبحث عن مؤسسات مشابهة لتلك التي كنا نشتريها في الماضي، فإن المفاجآت الخارجية لن تؤثر بشكل ملحوظ على نتائجنا طويلة الأمد".

لا تستمع لأحد

أفكار الخبراء والأصدقاء على Facebook، الزملاء لا يوجد بينكم أي شيء مشترك يخص مهمتك. شعور القطيع يصبح سبباً للتقلبات في السوق بنسبة لا تزيد عن تأثير العوامل الأساسية فيه، لكن قليلاً ما تتطابق بالوقت.. حدسك لديه فرص ليست بالقليلة ليوصلك إلى القرار الصحيح، ولا تقل عن فرص تحقق تنبؤات أحد المتنبئين. وإذا كنت لا تثق لا بنفسك ولا بالمتنبئين، فيمكنك الاعتماد على مولد الأرقام العشوائية، لن يكون الوضع أسوأ. بل يمكن أن يكون أفضل.. في حال طورت استراتيجية مبنية على أهدافك الاستثماريه وتفضيلاتك وأولوياتك ومدى تحملك للمخاطر، بما أن هذه العوامل هي فقط التي لها قيمة.

التنويع، التنويع والمزيد من التنويع.

في سياق الأحداث الكلية فإن التنويع هو ليس توزيع للأموال على الأسهم والسندات المختلفة. من المهم أن تعكس بنية الحقيبة أنواع مختلفة من الأصول، أن تكون في دوائر اقتصادية أو مالية مختلفة، قادرة على موازنة بعضها البعض. مثلاً، الحدث الذي سيؤدي لانخفاض الدولار غالباً ما سيدفع أسعار الذهب للأعلى. ارتفاع معدل التضخم يمكن أن يؤدي لهبوط أسعار غالبية الأسهم منخفضة ومتوسطة الرسملة، بالمقابل أوراق الشركات الكبرى والتي تجلب الأرباح سترتفع على الأغلب. أي لكي تكون المحفظة مستقرة، حاول الحد من ارتباط الأصول المختلفة ببعضها البعض.

لا تحاول هزيمة السوق

هذا ببساطة لا يعمل. غالبية المستثمرين يبيعون عند الحد الأدنى ويشترون عند الحد الأقصى. المستثمرون الذين تخلصوا من أسهمهم في عامي 2008-2009 لن يعيدوا خسائرهم التي شكلت 40-50%.

بدلاً من ذلك، إذا رأيت توجه معين، حاول أن توازن حقيبتك حسب التوجه. التزم بالاستراتيجية. هبوط السوق يمكن استخدامه كفرصة للشراء، أما أثناء الرالي فبإمكانك تثبيت جزء من الأرباح. لكن الاستراتيجية لا يجب أن تتغير.

تذكر هدفك

هذا العامل الوحيد المهم. لا يجب عليك ملاحقة ربحية أحد، ولو كانت إحدى الشركات التي على مسمع الجميع ارتفع سعرة بعشرة أضعاف أو صندوق مشتر كجلب للمستثمرين ربحاً جيداً. إذا كانت حقيبتك تربح بنسبة 7-8% المطلوبة لتحقيق أهدافك، فما أهمية كم كسب ذلك الصندوق أو هذا؟ من المحتمل ألا يصل لربحية السوق العام المقبل.

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق