بعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة في نوفمبر، ارتفعت أسعار بورصات الخامات بالمجمل، بما أن وعوده بتطوير البنى التحتية تسببت في ازدياد الطلب على خامات البناء، بما فيها الرصاص، البلاديوم والنحاس.
في يناير ارتفعت أسعار هذه السلع بشكل كبير، ومع ذلك فإن النفط وموارد الطاقة الأخرى انخفضت بالسعر على خلفية وعود ترامب بتخفيف القيود على الحفر، إذا حصل هذا فسيزداد الإنتاج في وقت السوق فيه مشبع.
تايلر ريتشي، محرر في 7:00’s Report يشرح:
"إن اتجاه الأسعار باتجاهات مختلفة.. ارتفاع أسعار المعادن وانخفاض أسعار الطاقة أدى إلى أن مؤشرات الخامات بقيت عند المستوى السابق عند نهاية الشهر".
حسب حالة مؤشر Bloomberg Commodity في 31 يناير، والذي يتابع 22 نوع من العقود الآجلة على الخامات، فقد ارتفع المؤشر بمعدل 0.1%، وهو يرتفع للشهر الثالث على التوالي، ولو بصعوبة.
في هذه الأثناء، مؤشر الخامات Dow Jones Commodity والذي يتابع 23 نوع من العقود الآجلة على الخامات انخفض خلال الشهر بأقل من 0.1%.
مدير قسم السلع الخامة والعقارات في S&P Dow Jones Indices جودي غانزبيرغ تقول:
“من الصعب ربط التغيرات في سوق الخامات مع ترامب في الوقت الراهن، بما أنه استلم منصبه في 20 يناير، لكن يبدو أن العوامل الأساسية التي تؤثر على أسعار النفط تتعلق بكمية الإنتاج، في حين أسعار الخامات الصناعية تتعلق بالطلب الكلي".
حسب معلومات FactSet، فإن النمو الأعلى من بين السلع الخامة في يناير كان من نصيب العقود الآجلة على الرصاص.. أكثر من 14%.
حسب أقوال غانزبيرغ، فإن ارتفاع أسعار الرصاص يكون عادة "بسبب ضعف الدولار، مرتفعاً وسطياً بمعدل 7% لكل 1% لانخفاض الدولار". تقول أن مؤشر الرصاص S&P GSCI Lead ارتفع في يناير أكثر من 16%-- لم يسبق له أن ارتفع بشهر واحد بهذه النسبة منذ عام 2010.
حسب معلومات FactSet بتاريخ نهاية يناير، فإن العقود الآجلة على البلاتين والبلاديوم ارتفعت أكثر من 10%، أما النحاس ارتفع بنسبة 9%. العقود الآجلة على الذهب COMEX:GOLD ارتفعت أكثر من 5% وهذا أكبر معدل ارتفاع شهري منذ يونيو.. أما الفضة فارتفعت بنسبة 10% تقريباً، لأول مرة منذ سبتمبر.
حسب أقوال ريتشي، فإن الخلفية السياسية بقيت إيجابية للخامات الصناعية.. وبشكل أقل لمصادر الطاقة. وذلك لأن الاتفاق على تخفيض الإنتاج ضمن دائرة الاهتمام. نذكر أنه منذ بداية العام بدأ تطبيق الاتفاقية بين أعضاء أوبك الدول من كبار منتجي النفط على تخفيض الانتاج بنسبة 2%.
المعادن الثمينة بالأخص الذهب يتم تداولها مع ارتباط وثيق بالدولار والأصول الأخرى التي تتأثر بسياسة ترامب، كما يلاحظ ريتشي. مؤشر ICE U.S. Dollar والذي يدل على سعر الدولار مقارنة مع 6 عملات انخفض خلال الشهر بنسبة 2.6%. سعر الذهب يتحدد بالدولار، وبذلك يكون قد انخفض سعره بالنسبة لمالكي العملات الأخرى.
كما يضيف: "إذا استدارت التيارات المالية باتجاه الولايات المتحدة، فيمكن حينها أن نرى تصحيحاً في أسعار الذهب.. وذلك إن لم يحصل نمو ملحوظ في معدل التضخم".
بالنسبة للخامات الصناعية، فإن نمو النشاط الاقتصادي والمصاريف على البنى التحتية تعطي اتجاه "الثور". وهذا يخص أيضاً موارد الطاقة ومنتجات النفط، والذي في الأشهر القادمة سيدعم أسعار هذه الخامات.
على الرغم من ذلك، انخفضت أسعار العقود الآجلة على الغاز الطبيعي خلال الشهر الماضي بنسبة 16% تقريباً، أما نفط West Texas IntermediateCOMEX:XTI/USD تقريباً بنسبة 2%.
آدم كوس رئيس Libertas Wealth Management Group يعتبر أن التنبؤ باتجاه أسعار النفط أمر صعب، بما أنها تتعلق بتصرفات ترامب الغير متوقعة. يقول:
“إذا قرر الرئيس إزالة أية قيود عن استخراج النفط في الولايات المتحدة، ستزيد من الحفريات وعملية الاستخراج وبالتالي ستنخفض الأسعار. وينتج عن ذلك أن التغيرات المفاجئة من هذا النوع يمكن أن تجعل جهود أوبك بلحظة لا قيمة لها".