بما يتعلق سعر الذهب COMEX: GC؟ مثلا أحد النماذج الإحصائية المدروسة يستنتج أن الذهب مبالغ بسعره بنسبة 46%، أما نموذج آخر فيظهر أنه منقوص القيمة بمعدل 35%. ما النظرية الأقرب للحقيقة؟ من الصعب الإجابة على هذا السؤال. تحديد السعر العادل للذهب أصعب بكثير من أي أصل مالي آخر. هذا ما يقوله كامبيل هارفي بروفيسور بالاقتصاد في جامعة ديوك عن سبب هذه التوقعات المتضاربة
“سوق الذهب صعب الفهم. تؤثر على سعر المعدن عوامل كثيرة وأولوياتها تتغير مع الزمن. من الصعب بناء نماذج في هذه الحالة".
حسب أقوال هارفي، عند تقييم شركة ما "نستطيع النظر إلى المؤشرات الأساسية، المبيعات، الربحية، الاستثمارات الجديدة، المديونية، أرباح الأسهم ومن ثم تقييم الشركة". أو إن كان تقييم لدولة ما نستطيع القيام بعملية مشابهة "دراسة نمو الناتج الكلي المحلي، المديونية، السلوك الاستهلاكي وأيضا تقييم الدين السيادي أو حجم الأسواق المالية".
أما بالنسبة للذهب كما يقول هارفي ليس هناك مؤشرات كهذه. قد لا يوافق المحللون على تقييمات أسهم معينة أو قطاعات. "لكن مجال الاختلاف يكون ضيقا. أما في حالة الذهب تقييمات الناس قد تختلف جذريا".
لنفهم كم تختلف وجهات النظر، لننظر في ثلاث طرق مختلفة لتقييم سعر الذهب:
- كوسيلة للتحوط من التضخم
- كوسيلة حماية من عدم الاستقرار السياسي
- كوسيلة لتنويع المحفظة
ما يخص البند الأول، علاقة سعر الذهب بالتضخم كانت مختلفة جدا لكن غير مستقرة منذ بداية سبعينيات القرن الماضية، حين تم السماح لمواطني الولايات المتحدة الأمريكية بالاستثمار في الذهب. علاقة سعر الذهب بالدولار بمؤشر الأسعار الاستهلاكية تراوحت من 1.5 إلى 8.7 كما لاحظ كلود إيرب، المسؤول السابق عن الأصول الخامة في TCW Group.
كأداة للتحوط من مخاطر التضخم، يعمل الذهب فقط على فترات زمنية طويلة، خلال عشرات السنوات إن لم يكن أكثر كما يلاحظ إيرب وهارفي، الذين قاموا بدراسة ديناميكية أسعار الذهب خلال السنوات ال2000 الأخيرة. أي محاولة تحوط بالذهب خلال زمن قصير عديمة الفائدة.
حسب أقوال إيرب، إن كان المستثمر يريد أخذ التضخم بالحسبان خلال تداول الذهب، فلا يجب أن يكون معه أصول من الذهب الآن. اليوم سعر سبائك الذهب مرتفع عن السعر العادل له بنسبة 46% والمقيمة مع أخذ التضخم بالحسبان والذي يجب أن يكون 860 دولار للأونصة، كما استنتج خلال بحثهما إيرب وهارفي.
أما ما يخص الاستثمار بالذهب كوسيلة للحماية من عدم الاستقرار السياسي، يبدو أن هناك مغزى في ذلك. لكن إلى وقت قريب لم يتم تأكيد ذلك بالأرقام بما أنه لم يكن يوجد مقياس لعدم الاستقرار. ثم قام ثلاثة دكاترة في الاقتصاد.. سكوت بايكر من جامعة الشمال الغربي، نيك بلوم من جامعة ستانفورد وستيفن ديفيس من جامعة شيكاغو. قاموا باستنباط مؤشرات لقياس عدم الاستقرار الاقتصادي EPU. حسب قول البروفسور هارفي، هناك علاقة تاريخية ضعيفة للذهب مع معدل EPU العالمي.
الآن هذا الارتباط المتواضع يعطي إمكانية التنبؤ بارتفاع سعر الذهب، بما أن المؤشر العالمي EPU يقع على عتبة قياسية عالية، أما الذهب فيتم تداوله بسعر أقل بنسبة 35% من الحد الأعلى التاريخي له 1925$ للأونصة. لكن يجب تذكر أن نموذج تقييم سعر الذهب مبني على التضخم ويفترض انخفاضاً ملحوظاً.
الحجة الثالثة لصالح الاستثمار بالذهب ينصح به الخبراء الماليون. بحسب قولهم شراء الأصول الذهبية يساعد على تنويع المحفظة الاستثمارية، بما أن الذهب يرتفع على خلفية انخفاض الأصول الأخرى والعكس صحيح. لكن يدعو إيرب إلى عدم الاتباع الأعمى لهذه النظرية. بحسب قوله خلال فترة 30 سنة الأخيرة خلال التدنيات الكبرى في الأسواق المالية كان الذهب يرتفع أحياناً وينخفض أحياناً أخرى باحتمالات متساوية تقريباً.
لكن أرخص وسيلة للاستثمار في الذهب هي غالباً صناديق البورصة. أكبرها الذي يستثمر في المعدن نفسه هو SPDR Gold Trust. يمتلك أصولاً بقيمة 33.9 مليار دولار. أما عامل المصاريف يساوي 0.4% أي كلفة الخدمات تشكل حوالي 40$ لكل 10 آلاف دولار من الاستثمار. أما أكبر صندوق يستثمر في شركات استخراج الذهب هو VanEck Vectors Gold Miners بأصول بقيمة 11.5 مليار دولار وعامل مصاريف 0.52%.
لكن إن كنت تبحث عن أرخص طريقة للتحوط من التضخم ربما يجب عليك النظر في الاستثمار بأوراق الخزينة الأمريكية، المحمية من التضخم TIPS. أرخص وسيلة للاستثمار في الـTIPS تقدمها Schwab U.S. TIPS ETF بمعدل مصاريف 0.07% فقط.