مفاجأة للمتداولين.. كيف يؤثر بنك الاحتياطي الفيدرالي على سعر الذهب
الصفحة الرئيسية مال

لماذا انخفض الدولار أما الذهب ارتفع.

ارتفع الذهب COMEX:GC بعد أن أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن رفع الفائدة. للوهلة الأولى قد تبدو ردة فعل السوق غريبة، لكن هذا ليس كذلك. تستشهد MarketWatch بكلمات روس نورمان، المدير العام لشركة Sharps Pixley:

“هذه الحالة تتطابق تماما مع مقولة "بع بناء على الشائعات، اشتري بناء على الحقائق". وفي سياق غريب للأحداث يظهر الذهب في الفترة الأخيرة نمواً مستقراً بعد زيادة الفائدة. هذا يتعارض مع الفطرة إذ ارتفاع سعر الفائدة تاريخياً يعتبر عاملاً سيئاً للذهب إذ تنخفض جاذبية المعدن مقارنة مع السندات والأصول الأخرى.

رفع البنك الفيدرالي الاحتياطي يوم الأربعاء معدل الفائدة بـ25 نقطة من 0.75 إلى 1%. إضافة إلى ذلك يتوقع زيادة هذا المعدل مرتين.

بحسب أقوال نورمان حضر المضاربون مسبقاً لاجتماع المصرف الفيدرالي الاحتياطي وقاموا ببيع المعدن الثمين بانتظار هبوط سعره. ارتفاع الفائدة أدى إلى إغلاق البيع المكشوف ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

معدلات الفائدة العالية تزيد من جاذبية الدولار وتخفض الطلب على الذهب، إذ المعدن النفيس على خلاف السندات لا يجلب دخلاً مستمراً.

لكن بعد قرار المصرف الفيدرالي الاحتياطي لم ينخفض سعر الذهب بل ارتفع. خلال ساعة من نشر القرار ارتفعت أسعار العقود الآجلة على المعدن الأصفر في أبريل من 1200.7$ إلى 1215.2$ للأونصة. برين لوندين محرر في Gold Newsletter يقول:

“حين يكون رفع سعر الفائدة شيء متوقع يقوم المضاربون الكبار بشراء الدولار وبيع الذهب. بعد الرفع يقومون بإغلاق الصفقات وبيع الدولار وشراء الذهب.

بعد الرفع الأول للفائدة هذا العام انخفضت العملة الأمريكية فجأة، خلال عدة دقائق فقط انخفض مؤشر الدولار ICE INDEX: DXY.INDEX انخفض 0.8%.

بحسب رأي لوندين سلوك الذهب هذا لا يمكن تسميته بالغريب. يقول:

“ردة فعل مشابهة لاحظناها بعد أول رفعتين في ديسمبر 2015 وديسمبر 2016. يستمر المصرف الفيدرالي الاحتياطي بإصلاح السياسة المالية-القرضية. نفس الشيء حصل هذه المرة الأسبوع الماضي رئيسة المصرف الفيدرالي الاحتياطي جانيت يللين بذلت كل جهودها حتى لا يكون قرار البنك مفاجئاً لأحد. في جميع هذه الحالات رد الذهب بالارتفاع. عدا ذلك قرارات الاحتياطي الفيدرالي عامي 2015 و2016 سببت توجهاً صعودياً للذهب والفضة وأسهم شركات استخراج الذهب".

النبرة الحذرة

ردة فعل الذهب والأصول الأخرى تبرر ليس فقط بتصرفات المضاربين. ارتفاع معدلات الفائدة كانت متوقعة من قبل الجميع، وبهذا حقق المصرف التوقعات كما يعتبر شري كارغوتكتار مدير محافظ Sprott Asset Management.

بحسب قوله كان يهم المضاربين تصريح المركزي أكثر من رفع المعدل. كانوا يستعدون لنبرة إيجابية لكنهم حصلوا على توقعات متواضعة. كما في ديسمبر يخطط المركزي لرفع المعدلات ثلاث مرات هذا العام (بما فيها هذه المرة). يقول كارغوتكار:

“على الرغم من أن تقييم الاقتصاد والتضخم كان إيجابياً، توقعات نمو الناتج الكلي المحلي لم تتغير. بهذا يحافظ الفيدرالي المركزي على الحذر مستمراً في التخلف عن الواقع".

برر المركزي قراره بالنمو المستمر للاقتصاد وتحسن الوضع في سوق العمل والتضخم الذي يقترب من مستوى 2% المخطط له. ومع ذلك ترك المركزي لنفسه المجال للتصرف في حال تباطؤ التضخم أو تباطؤ النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة أو التأثير السلبي لبعض قرارات إدارة الرئيس دونالد ترامب. روب هافوت المدير الاستراتيجي للاستثمار في U.S. Bank Wealth Management يقول:

“بنظرنا سيتابع الفيدرالي الاحتياطي رفع معدلات الفائدة هذا العام طالما المؤشرات الاقتصادية تشجع على ذلك. في الأشهر القريبة سيشكل هذا ضغطاً على أسعار الذهب".

من جهة أخرى برين لوندين واثق أنه "سنرى مع الزمن" إن كان سيستمر سباق الذهب عام 2017. منذ بداية العام ارتفع المعدن الثمين بنسبة 5.8% تقريباً. يتوقع لودين استمرار النمو:

“ضغط التضخم يزداد، ولن يخاطر الفيدرالي الاحتياطي بسبق التضخم خلال محاولته لتحسين السياسة. هذا يضمن معدلات فائدة حقيقية سلبية خلال الأشهر والسنوات القادمة، والطلب العالي على الذهب خلال فترة معينة".

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق