ما المكاسب التي ستحققها الشركة التي كانت من الأوائل في تطوير هذه التكنولوجيا؟ إلى الآن هناك ثلاثة أشياء واضحة:
- السيارات الذاتية القيادة لن تظهر في الأسواق في الفترة القريبة.
- ستجلب هذه السيارات أرباحا هائلة لبعض الشركات.
- غوغل هي الأولى في تطوير تكنولوجيا القيادة الآلية.
لكن هل يعني ذلك أن Alphabet NASDAQ: GOOGL.NASDAQ الشركة الأم لGoogle يمكن تكسب من تفوقها التكنولوجي؟ بكلمات أخرى هل يمكن البدء بحساب الأرباح المحتملة من تطور التكنولوجيا للقيادة الذاتية واعتبارها سببا لشراء أسهم Alphabet؟
الكثيرون يعتبرون أن الأمر يستحق، لكن هناك أسباب للشك.
يبدو أن Alphabet في الصدارة...
بدأت غوغل العمل بالسيارات المسيرة منذ عام 2009، قبل بكثير منذ أن بدأ المستثمرون النظر بجدية إلى هذه التكنولوجيا. في البداية كان الفريق يتألف من عدة نجوم من مهندسي الروبوتات، والذين كان عليهم اقتحام المستقبل. كان يبدو أن صناعة السيارات العادية متخلفة لعقود.
في السنوات الأخيرة قام مصنعو السيارات وقطعها استثمار أموال ليست بالقليلة في هذه التكنولوجيا وحققوا نجاحات واضحة. لكن القسم الذي يعمل على تطوير السيارة المسيرة في Alphabet والذي في النهاية خرج من إطار غوغل ويتغير اسمه إلى Waymo يحافظ على عدة ميزات:
على أقل بمعيار واحد، عدد المرات التي يضطر فيها السائق استلام التحكم بالسيارة، إذ حققت Waymo تطورا ملحوظا السنة الماضية وعلى ما يبدو سبقت منافسيها المشهورين.
السيارات الذاتية القيادة للعموم الأولى ستسخدم للاستشعار ليس الحساسات فقط، بل وخرائط مفصلة. غوغل على مدى السنوات تقوم بتطوير خرائط العالم، وWaymo ستستخدم هذه الخرائط، أما المنافسين فسيكون عليهم البحث عن خرائط أخرى.
قامت Waymo بتطوير تجهيزاتها الخاصة لمستشعرات السيارات ذاتية القيادة بما فيها الليدار، وهي أرخص من النماذج الأخرى المعروضة في السوق.
هذه الميزات هامة. لكن هناك سؤال هام والذي إجابته غير واضحة للمستثمرين الذين لا يفهمون بتفاصيل صناعة السيارات.
كيف ستطرح Waymo منتجها في السوق؟
الخروج إلى السوق يمكن أن يكون صعباً...
المدير العام لـWaymo جون كرافتشيك محارب قديم في صناعة السيارات، وتمت دعوته لترأس المشروع في سبتمبر عام 2015. أضاف كرافتشيك واقعية كثيرة للمشروع، وجعل الناس تفهم أن الشركة لا تنوي إنتاج السيارات، بل تأمل أن تطرح التقينة إلى الأسواق بالتعاون مع كبار منتجي السيارات.
هناك مشكلة واحدة: منتجو السيارات لم يهرعوا إلى كرافتشيك ولا يقدمون له عروضاً مغررية. لديهم أسباب مقنعة للابتعاد عن الصفقة مع Waymo وهو التحكم بالمعلومات التي تولدها السيارات المسيرة.
هم يفهمون بشكل جيد الشيء الذي حصل في سوق الأجهزة الذكية. منتجو الهواتف الذكية الذين قرروا تبني نظام أندوريد أضحوا مجمعين للأجهزة بهامش ربح قليل. أكثر الأرباح كانت من نصيب Alphabet بما أنها حصلت على معلومات المستخدمين بفضل نظام أندرويد.
كبرى شركات السيارات لا تريد مصيراً مؤلماً كهذا ويأملون أن تظهر في السوق حلول بديلة والتي ستسمح لهم بالحفاظ على المعلومات. على الأقل مشروع واحد سيتم تقديمه بنهاية عام 2019. شركات مثل Delphi Automotive NYSE:DLPH.NYSE، Intel XETRA: INL.XETRA وMobileye NYSE: MBLY.NYSE يعملون على تطوير أنظمة قيادة ذاتية متاحة لأي منتج سيارات وتساعدهم في الحفاظ على جزء من المعلومات. مدراء شركات السيارات ينظرون إلى هذا المشروع أنه أقرب ومصمم من قبل أناس من القطاع نفسه وليس من شركة جانبية من وادي السيليكون.
هل تستحق Waymo فرصة؟
على الرغم من ذلك بدأ عدة منتجي سيارات كبار بالعمل مع الشركة.
قامت Fiat Chrysler Automobiles MIL: FCHA.MIL بالتعاون مع غوغل العام الماضي بتطوير سيارات لتجارب Waymo على أساس ميكروباص أثبت جدارته Chrysler Pacifica. لكن لا توجد بعد أية دلائل أن العمل سيستمر إلى إنتاج منتج نهائي.
في ديسمبر نشرت Honda NYSE: HMC.NYSE تصريحاً غريباً بعض الشيء أنها "بدأت مفاوضات رسمية" مع Waymo، على الرغم من أن هذه المفاوضات على ما يبدو لم تؤدي لشيء بعد.
تستطيع Waymo بيع مستشعراتها للشركات الأخرى بربحية. وحتى من الوارد أن يقوم أحد منتجي السيارات بتجربة هذا النظام عاجلاً أم آجلا.
لكن دون ابتكارات جديدة من الصعب أن تحل Waymo المشاكل الحالية وتصبح في المستقبل القريب لاعباً مسيطراً في سوق القيادة الذاتية.
الاستنتاج.. لا تشتري أسهم Alphabet فقط لأنها تقوم بتطوير أنظمة قيادة ذاتية
هناك الكثير من الأسباب المقنعة لشراء أسهم Alphabet. لكن إن كنت تريد الاستثمار في مطور سيارات ذاتية القيادة تحديداً، اختر شركة أخرى. لا توجد أية ضمانات الآن أن تؤثر Waymo يوماً ما على أرباح الشركة.