الوسيط السابق في Morgan Stanley ومؤسس الموقع التحليلي Stock Traders Daily توماس كي عن كيفية تأثير القواعد الغير معلنة في عالم البنوك الاستثمارية الصغير في أكبر اكتتاب عام في التاريخ.
لعلم المستثمر: فريق من الخبراء الذي يقوم بتجهيز طرح أسهم أرامكو السعودية الحكومية للاكتتاب العام يقوم بتنظيم دعم هذا الاكتتاب من قبل المؤسسات الاستثمارية. وهذا بدوره يمكن أن يجعل أسعار النفط تتجه للأعلى.
الآن تستعد كبرى شركات التأمين والتي منها عمالقة مثل J.P. Morgan، Morgan Stanley و HSBC. لكن ستتبارى كبرى البنوك الاستثمارية العالمية على حصتها في هذه الشركة.
قيم المسؤولون السعوديون سابقاً شركتهم بـ2 ترليون دولار. أما في الاكتتاب العام فسيتم طرح حزمة أسهم نسبتها 5% فقط.
المشاركة في تأمين الاكتتاب العام يعطي للبنوك الاستثمارية إمكانية التحكم بالعملية وكسب مالاً أكثر.
كل شيء بالنتيجة يتعلق بالمال، على الأقل في عالم البنوك الاستثمارية. عادة ما يصف الناس البنكيرين بأناس جشعين للمال، لكن عادة غالبية الشركات الحكومية لا تعارض هذا الشيء.
أكبر اكتتاب عام في التاريخ
بالمحصلة الشركة التي تدرج في البورصة في حالتنا أرامكو السعودية هدفها أيضاً الحصول على أكبر قدر من المال لقاء أسهمها. وهذا ما تسعى له أرامكو السعودية. وكنتيجة سيكون من مصلحة الشركة وملاكها الصراع من أجل سعر أفضل للسهم.
أسعار النفط اليوم تتراوح حوالي 50$ للبرميل، أقل بكثير من منتصف عام 2014 حين وصلت للـ100$ تقريباً. هذا الهبوط الكبير يبرر بسعي أوبك لزيادة الإنتاج من أجل انهيار الأسعار والضرر بالشركات الأمريكية التي تستخرج النفط الصخري. لكن هذه السياسة كان يجب إيقافها من أجل الاكتتاب العام على أرامكو السعودية. اتفقت دول أوبك تحديد الإنتاج بهدف رفع أسعار النفط.
سعر الاكتتاب متعلق بسعر النفط
أحيانا تأمين الاكتتاب العام وعرض الأوراق على المستثمرين يمكن أن يكون أمراً صعباً، لكن بحالة أرامكو السعودية يمكن رؤية الارتباطات ببساطة. كلما زاد سعر النفط كلما كان السعر المحتمل للاكتتاب أعلى. والعكس صحيح.
إذا كانت أسعار النفط منخفضة، سيكون سعر الاكتتاب أيضاً منخفضاً، هذا واضح. شهد عام 2016 اكتتابين فقط.
وفي هذه الحالة دعم المؤسسات الاستثمارية قد يكون مفيداً ويغير الوضع. المؤمنون المسؤولون عن عقد الصفقة والاستشارات المالية يمكن أن يحصلوا على أعلى الأرباح. فهم يتحكمون بالجزء الأكبر للتوزيع العالمي بين البنوك الاستثمارية حول العالم وبفضل ذلك يمكنهم ببساطة فرض قواعدهم الخاصة للعبة.
عالم البنوك الاستثمارية صغير نسبياً على الرغم من قدرته على عقد صفقات ضخمة. وداخل هذه المجموعة هناك اتفاقيات غير مكتوبة.
القواعد الغير معلنة
كنت أعرف خلال عملي في Morgan Stanley عن طرق العمل مع المستثمرين. أولئك الذين يودون شراء أسهم أثناء اكتتاب جيد كان عليهم أن يأخذوا فوقها أسهماً أسوأ. هذا لم يكن مكتوباً في عقد رسمي، لكن الجميع كان يعرف أن الأوراق التي ستنمو باحتمال كبير بعد طرحها للاكتتاب العام وتسمح للمستثمر كسب أموالاً كبيرة بفترة قصيرة، لا يتم عرضها على المستثمرين الذين لا يشاركون في الصفقات الأخرى لهذه البنوك.
بما أن الارتباط بين أسعار النفط وقيمة طرح أرامكو السعودية هو ارتباط وطيد، ولدى البنوك الاستثمارية أقسام تعمل بالأصول الخامة، ويمكن توقع أن تقوم البنوك المؤمنة باللعب على رفع أسعار النفط.
أما مع اعتبار القاعدة الغير معلنة المذكورة أعلاه، يمكن توقع أن يتم الطلب من البنوك التي لا تشارك في هذه الصفقة أن تعمل على رفع سعر النفط.
طبعاً من المستبعد أن يكتب هذا في العقود. لكن على اعتبار الرابط المباشر بين أسعار النفط وسعر الاكتتاب العام وقدرة المؤسسات الاستثمارية على التأثير فيها. أما هدف أي مشتري محتمل لأوراق هذه الشركة فمن مصلحته الحفاظ على الأسعار كما هي منذ هذه اللحظة حتى طرحها للاكتتاب العام.