يمتلك العملاق التكنولوجي Baidu NASDAQ: BIDU.NASDAQ أكبر محرك بحث في الصين ومنصة خرائط وموقع الفيديو iQiyi، ويربط هذه الخدمات بيئة من خدمات شبكية وسحابية.
لكن على المستثمرين المهتمين بBaidu دراسة مصادر الدخل وتقييم التحديات التي تواجهها الشركة.
من ماذا تكسب Baidu المال؟
في عام 2016 كان 91% من الربح يأتي من التسويق الالكتروني. لكن ازداد دخل هذا القسم خلال سنة بنسبة 0.8% فقط إلى 9.3 مليار دولار. كان هناك عاملان مؤثران على نمو المبيعات.
أولا أجبرت الشركة من قبل هيئة الرقابة على حذف الاعلانات (منها إعلانات سلع وخدمات طبية) والتي اعتبرتها الهيئة مضللة. بدأت السلطات الضغط على الشركة بسبب موت طالب استخدم دواء للسرطان مشكوك بمصدره والذي كان إعلانه على Baidu.
منذ عدة سنوات اتهم محرك البحث المنافس Qihoo 360 شركة Baidu أن 30% من الأرباح الدعائية تجلبها إعلانات لأدوية وخدمات طبية مشكوك بها. عملية التنظيف الفعالة أدت إلى خفض عدد الزبائن الفعالين انخفض خلال عام بنسبة 18.6% في الربع الرابع، إلى 452 ألف. أما المبيعات بدورها انخفضت بنسبة 8.2% خلال سنة.
ثانيا قامت Baidu بمقايضة 45% من الأسهم التي تملكها للشركة السياحية Qunar على 25% من أسهم منافسه الأكبر Ctrip. الأمر الذي سمح بتوحيد الشركتين وإنهاء حرب الأسعار التي كانت تخفض هامش الربح.
لكن بالنتيجة انخفضت المبيعات التسويقية في Baidu. دون أخذ تأثير مقايضة الأسهم بعين الاعتبار، ارتفعت المبيعات في هذا القطاع عام 2016 بنسبة 5.4%، أما المبيعات الكلية بنسبة 11.9%. مع أخذ المقايضة بعين الاعتبار أعلنت الشركة عن ارتفاع مبيعات نسبته 6.3%.
بهذا سيعود نمو Baidu للتسارع بعد أن تمر عواقب الإعلانات الكاذبة ومقايضة أسهم Qunar. حسب تقييمات المحللين ستزداد مبيعات Baidu هذا العام بنسبة 21%. ومع ذلك سيرتفع الربح من الزبون الواحد في هذا القطاع بنسبة 7.9% إلى 65.3 ألف يوان أو 9405$ سنويا. هذا يمكن أن يعوض التباطؤ المؤقت في زيادة عدد الزبائن.
ما هي حصة المساهمين من المبيعات؟
مشكلة أخرى تقلق المستثمرين: تستثمر Baidu الكثير من الأموال في توسيع بيئتها المرتبطة بالخدمات على الشبكة وخارجها. الاهتمام الرئيسي لدمج خدمات التكسي والتوصيل ومتاجر الانترنت، الدفعات الإلكترونية، الألعاب، الفيديو وخدمات أخرى على شكل تطبيقات مثل تطبيق Baidu للبحث على الأجهزة الذكية أو WeChat لشركة Tencent HKEX: 0700.HKEX.
هدف الشركة جذب المستخدمين لتطبيقاتها وإبقائهم فيها عن طريق جعلهم يدمنون على البيئة. لمواجهة نمو عدد مستخدمي WeChat تستثمر Baidu الكثير من الأموال في بيئتها. لهذا انخفضت أرباحها التشغيلية عام 2016 بنسبة 10% أما الربح الصافي انخفض بنسبة 17%.
غالباً سيبقى هذا الاتجاه بما أن حجم الربح لن يتغير هذا العام، أما العام القادم فمن المتوقع أن يزداد بنسبة 38% بفضل تقليل المصاريف والاستثمارات في البيئة ستبدأ بجلب الأرباح.
هل تستحق أسهم Baidu الشراء؟
لا تبدو أسهم Baidu رخيصة، على الرغم من أن نسبة السعر إلى الربح تشكل 39، ما هو أقل من وسطي النسبة في القطاع 50. عذا ذلك يجب على المستثمرين الأخذ بعين الاعتبار أن انخفاض الأرباح مؤقت وغالباً ستعاود الشركة النمو بعد أن تحل مشاكلها المؤقتة. لذلك نسبة الربح إلى السعر المتوقعة عند مستوى 23 تبدو منطقية مع أخذ النمو المتوقع بعين الاعتبار.
مستوى انتشار الانترنت في الصين مازال عند مستوى 52% مقارنة ب89% في الولايات المتحدة. مئات ملايين مستخدمي الأجهزة الذكية لم يتصلوا بعد بشبكات 4G. هذا سوق كامن بالنسبة لـBaidu وTencent.
تحتل Tencent الآن مركز الصدراة في قطاع الشبكات الاجتماعية والألعاب، أما Baidu في قطاعي البحث وخدمات الخرائط. السوق لا يحب Baidu، إذ انخفضت أسهم العملاق خلال عام بنسبة 8%. لكن المستثمرين الذين سيشترون أسهمه اليوم يمكن أن يكافئوا خلال السنوات القريبة.