لماذا تسر الشركات التكنولوجية المستثمرين على الرغم من مخاطر الحروب التجارية والقرارات ضد المهاجرين.
لم يسر انتصار ترامب وادي السيليكون. كانت الشركات التكنولوجية تعتمد على التجارة الدولية وتدفق المهاجرين ذوو الكفاءات، واعتبروا ترامب تهديدا لهم.
ممثلو القطاع يتمركزون في الولايات الساحلية والتي تعتبر وكرا لليبرالية، أما الدعم الرئيسي لترامب كان في الغرب المتوسط، المعروف بميوله المحافظة.
لكن كما نرى من إغلاق مؤشر Nasdaq Composite القياسي فوق 6000 نقطة، نرى أن القطاع التكنولوجي ربح من انتصار ترامب أكثر من أي قطاع آخر باستثناء القطاع المصرفي.
ستة شركات كبرى من حيث الرسملة والتي كان لها الفضل الأكبر في النمو الكبير للمؤشر تقع في كاليفورنيا حيث تفوقت كلينتون على ترامب بنسبة 30٪. شركتين أخرتين من واشنطن حيث سبقت كلينتون ترامب ب16 نقطة. خمسة من سبعة شركات التي كان لها الفضل الأكبر في نمو مؤشر S&P 500 INDEX: SPX بنسبة 12٪ تستخدم بورصة Nasdaq. ومن هذا يمكننا التوصل لاستنتاجين اثنين.
1. انعدام التأثير السلبي
لم تؤثر سياسة ترامب سلبا على القطاع التكنولوجي كما كان متوقع. تعتمد الشركات التقنية الأمريكية على الأسواق الخارجية، وكانت أضحت أولى ضحايا الحرب التجارية.
لكن سياسة الحماية لدى ترامب تشمل قطاعات ضيقة محددة فقط، وليس دول بأكملها، لذلك الحرب التجارية تبدو أقل احتمالا.
زادت إدارة ترامب من ترحيل المهاجرين الغير شرعيين، لكن تشديد شروط الحصول على فيزا Н-1В للعمال المؤهلين المؤقتين ساهم فعليا في دعم شركات وادي السيليكون وأمن لهم ميزة تنافسية جديدة أمام شركات تأمين العمالة والتي تتمركز بغالبيتها في الهند.
من جهة أخرى فإن شركة Apple NASDAQ: AAPL.NASDAQ وشركات أخرى ذات احتياطيات في الخارج سيربحون من إصلاح النظام الضريبي الذي وعد به ترامب. وغالباً لن تقوم إدارته بفرض إجراءات حماية البيانات الشخصية لشركات مثل Google NASDAQ: GOOGL/NASDAQ.
رئيس صندوق تكنولوجيا المعلومات والابتكارات روب أتكينسون قال لـWall Street Journal:
“مع قدوم ترامب احتمال تدخل الحكومة الفيدرالية في نشاط الشركات التكنولوجية ضعف بشكل كبير".
2. الظروف الداخلية
أما الاستنتاج الثاني يكمن أن التوجهات الاقتصادية زادت من ثروة عمالقة وادي السيليكون وضربت بالقطاعات الاقتصادية التقليدية في الغرب المتوسط. وغالبية التوجهات كانت غير متقبلة لتغير التوجهات السياسية.
مثلاً، أعلنت سلاسل متاجر التفرقة هذا العام عن إغلاق ما يقارب 3 آلاف متجر. ومن الأسباب المذكورة المنافسة العالية وانخفاض تعداد السكان في المدن الصغيرة والأهم الانتقال إلى التجارة الإلكترونية.
مثل هذه العملية لا يمكن أن نسميها بالسلبية للاقتصاد: تخلق Amazon.com NASDAQ: AMZN.NASDAQ آلاف أماكن العمل خارج مدينتها الأصلية سياتل. وفي يناير نشرت الشركة مخططاتها لبناء مركز لوجيستي في شمال ولاية كينتوكي. وعدد الموظفين هناك سيكون أكثر من 2000 عامل.
رسالة البورصة تكمن في أن مستقبل تجارة المفرق مرتبطة ارتباطاً شديداً بإتاحة وراحة التجارة الإلكترونية. استطاعت أمازون أن تجعل نمط عملها مثالياً، أما الموزعون الآخرون يحاولون من اللحاق بها لكن دون جدوى. سلاسل المتاجر التقليدية تتراجع باستمرار.
السعر السوقي لـTesla NASDAQ: TSLA.NASDAQ أعلى من رسملة Ford Motor NYSE: F.NYSE، على الرغم من أن الأولى خاسرة أما الثانية تبيع سيارات أكثر بـ10 أضعاف.
يمكن أن تلغي إدارة ترامب المعايير البيئية العالية التي فرضها سلفه باراك أوباما. نظرياً ستربح من ذلك كل مو Ford وGeneral Motors NYSE: GM وتتضرر Tesla.
لكن ما يهم المستثمرين أكثر مشاريع تسلا المستقبلية، من أوضاعها الحالية. هم واثقون بها طالما يبقى العالم متوجها باتجاه الطاقة المتجددة، القيادة الذاتية والبطاريات ستستمر تسلا بأخذ الحصة من منتجي السيارات التقليدية. غالبية الشركات الأمريكية تؤمن بحتمية الاحتباس الحراري بغض النظر من الرئيس.
يبدو أن ثقة مساهمي تسلا معدية: كل من Ford وGM تستثمر المليارات في أنواع الوقود البديلة وتكنولوجيا القيادة الذاتية. ومع ذلك مضطرة لدعم إنتاج السيارات العادية القليلة الربحية، بما أن الرئيس توعد بمعاقبتهم على نقل الإنتاج خارج البلاد.
طبعا أمام القطاع التكنولوجي الكثير من العمل. على أمازون تبرير سعر أسهمها والتي هي أعلى بـ100 مرة من الأرباح المتوقعة. وتسلا تقوم بإحراق مبالغ هائلة من المال. أسواق منتجات آبل الرئيسية مشبعة أما ألفابت الشركة الأم لجوجل مازالت تحصل على أرباحها من الإعلانات بشكل رئيسي.
على الرغم من اللقاء الناجح الذي تم بين ترامب وممثلي القطاع في ديسمبر الماضي، مازال المجتمع التكنولوجي ينظر بحذر إلى السلطة. يتميز الرئيس الأمريكي بمعاداته للعولمة، وقلبه وعقله ملك الاقتصاد القديم. والدليل على ذلك الضرائب المفروضة منذ فترة على الأخشاب والحديد.
الاستثمار في الشركات التكنولوجية كان دائماً أكثر من الشهوة للمخاطرة. وانتصار ترامب لم يغير هذا الشيء أبداً.