الكثير من المستثمرين الأمريكيين من الجيل القديم يتذكرون شهادات الإيداع المستقرة نسبيا وصناديق الأسواق المالية كانت تجلب دخلا لا بأس به، تقبلوا بسرور خبر نمو معدلات الفائدة.
لكن أولئك الذين يتعاملون بحذر مع مدخراتهم قد يصبح الوضع سلاحا ذو حدين.
نمو معدلات الفائدة يمكن أن يؤدي إلى نقص الطلب على الأسهم المبالغ في تقييمها قبل بكثير من أن تصبح استثمارات صندوق التقاعد وشهادات الإيداع مصدر ربح جيد للمستثمرين الحاليين، كما كانت في زمانها مربحة للمستثمرين من الجيل القديم.
الآن تشغل الأسهم المكانة الأهم في الحقائب التقاعدية، وهذا يعني أن ملاك الحسابات التقاعدية سيتعرضون للخسائر بما أن ربحية الأوراق المالية ستنخفض. لذلك يقترح العديد من الخبراء الماليين استمرار الاستثمار في الأسهم، لضمان المحافظة على رأس المال ويسبق النمو التضخم، لكن يجب فعل هذا بحذر.
إليكم عدة نصائح وتحذيرات لمن يحاول فهم هذا الجو الاستثماري المتقلب.
1. لا تجري وراء اللقمة الكبيرة
بدأ المركزي منذ الخريف الماضي رفع معدلات الفائدة مرتين، ومن المتوقع أن يرتفع عدة مرات هذا العام. الأسهم التي ترتفع باستمرار والتي وضع عليها المستثمرون آمالا كبيرة قد تتعرض لضربة موجعة إن بدأ سعر الدولار بالتراجع بسبب نمو معدلات الفائدة.
سكوت كليمونس، كبير مستشاري شركة Brown Brothers Harriman ينصح المستثمرين بالاستثمار في الأسهم الثقيلة لكن المضمونة مثل أسهم Procter & Gamble أو Johnson & Johnson والتي أكثر قدرة على تحمل هبوط الأسعار. يقول:
“المستثمرون المهتمون بالحفاظ على رأس المال ونموه ليس عليهم السعي وراء الأرباح الكبيرة".
دينيس نوتشيك المستشار من Safeguard Investment Advisory Group في سان دييغو يقول أن الاستثمار في الشركات ذات الدفق المالي الكبير والتي تزيد دفعات العائدات على الأسهم باستمرار يمكن أن تحمي من الخسائر بسبب ارتفاع معدلات الفائدة. يستخدم نوتشيك خدمات ETF Vanguard Dividend Appreciation والتي أظهرت نفسها بشكل جيد عند تراجع الأسعار في السوق الواسع. هناك ETF آخر يعمل بنفس المبادئ iShares Core Dividend Growth.
2. نوع حقيبتك
حين يتغير مزاج السوق هناك دائما خطر أن يستمر المستثمرون بالتمسك بالأسهم التي انتهت الموضة عليها. لا تراهن رهانات كبيرة على قطاع واحد أو نوع واحد من الأوراق المالية، كما ينصح مايك ميك، رئيس شركة Petros Advisory Services. الحقيبة المتنوعة ستعطيك فرصا أعلى للنمو والاستقرار والحفاظ على مدخرات تقاعدك.
يمكن التوصل إلى هكذا تنوع باستخدام صندوق المؤشرات Vanguard Total Stock Market مثلا، والذي يملك أوراق 3600 شركة تقريبا برسملة سوقية مختلفة. كما تقدم صناديق iShares Core S&P Total US Stock Market وSchwab U.S. Broad Market محافط تحتوي على تشكيلة متنوعة من الأوراق المالية الأمريكية وتأخذ بالمقابل عمولات بسيطة.
3. احذر من الاستثمار في الأسهم التي يتعلق سعرها بشدة بتغير سعر الخصم
بعض المستثمرين يبحثون عن أسهم قليلة التقلب عالية الربحية مثل أسهم شركات المرافق العامة. إن تابعت ربحية السندات بالنمو، قد تنقص أرباح هؤلاء عند بيعها بما أن المستثمرون سينتقلون في استثمارات مضمونة أكثر مثل السندات، والتي ستتعادل أرباحها مع أرباح تلك الأسهم، كما يؤكد داغ ريمزي مدير قسم الاستثمارات في Leuthold Group.
لكن إن استمر الاقتصاد بالنمو، سيحصل المستثمرون على أرباح جيدة من استثماراتهم في الصناديق التي تستثمر في القطاع الاستهلاكي، مثل الطاقة وتكنولوجيا المعلومات، هذه القطاعات كانت ناجحة تاريخياً حتى عند ارتفاع معدلات الفائدة يقول تود روزينبالت الذي يترأس قسم أبحاث ETF في شركة التحليلات CFRA من نيويورك.
ينصح روزينبالت الاستثمار في Fidelity Dividend ETF for Rising Rates والذي يملك أسهم Apple Inc. وJ&J أو PowerShares S&P 500 Ex-rate Sensitive Low Volatility والذي من بين أصوله شركات مثل J&J و3M.
4. ابحث عن الاقتصادات النامية خارج الولايات المتحدة
بما أن أسهم الشركات الغير أمريكية منقوصة التقييم، يعتبر بعض الخبراء أن تلك الأسواق لديها أفق نمو أفضل من الأسهم الأمريكية. كريس برايتمان كبير مستشاري الاستثمار في شركة Research Affiliates يعتبر أنه في السنوات العشرة القادمة أن النمو السنوي في الدول ذات الاقتصاد النامي سيشكل 9%، منها بسبب نقض تقييم تلك الأسواق.
أما ماك من Petros Advisory Services فيوزع الاصول الغير أمريكية في الحقائب التي يتولاها بالتساوي تقريباً، نصفها يتكون من أوراق شركات في دول ذات اقتصاد متقدم (مثلا الدول الأوروبية)، أما النصف الآخر استثمارات في الدول النامية. يستخدم خدمات صناديق المؤشرات Vanguard Developed Markets وVanguard Emerging Markets Stock والذي كل منها يعمل كـETF.
“الأسواق العالمية تفتح أفقاً واسعة"، يقول ماك.
5. خذ بعين الاعتبار المصاريف المرافقة، دورها يزداد
من الواضح أنه الأفضل الاستثمار في صندوق يتقاضى عمولة قليلة. وكلما كانت العمولة أقل، كلما زاد ربح المستثمر. راسل كينيل والذي يترأس قسم التحليلات في Morningstar Inc. يقول أنه بحسب نتائج الأبحاث التي قاموا بها: الصناديق التي تأخذ عمولة قليلة تصل لنتائج أفضل في السوق من الصناديق ذات العمولة العالية.
أحد أسباب هذا يمكن أن تكمن في أن الصناديق ذات الإدارة الجيدة تجذب أموالاً أكثر من المستثمرين وعلى حساب الدوران الكبير للأموال يمكنهم تخفيض عمولاتهم.
“العمولات دائماً لها دور-- يقول كينيل. لكن إن أعرت هذا الموضوع اهتماماً زائداً، أما الربح الذي حصلت عليه أقل من المتوقع، يعني أنك لم ترتب أولوياتك بالشكل الصحيح".