المستثمرون غالباً يعرفون تاريخ شركة Hewlett Packard NYSE: HPQ.NYSE الشركة التكنولوجية التي أسسها بيل هيوولت وديف باكارد في كراج للسيارات في بالو-آلتو منذ 80 سنة تقريباً وتعتبر مؤسسة وادي السيليكون. خلال هذه السنوات تحولت الشركة من منتج لمعدات للتجارب الإلكترونية إلى أكبر منتج حواسب شخصية في العالم وحافظت على اللقب منذ عام 2007-2013، ثم انتزعته منها شركة Lenovo HKEX: 0992.HKEX الصينية.
السنوات الأخيرة كانت صعبة على الشركة. شراء Compaq، EDS، Palm وAutonomy أدت إلى تبعات مدمرة لأعمال الشركة، خلال عامي 2010-2011 قامت الشركة بتبديل مديرها العام ثلاث مرات ثم انقسمت لشركتين. بقي إنتاج الحواسيب ومعدات الطباعة في HP، إضافة لتكنولوجيا معالجة الصور. أما Hewlett-Packard Enterprise NYSE: HPE.NYSE فتقوم بإنتاج المعدات والبرمجيات لقطاع الأعمال.
لكن الحقائق التالية قد تغير فكرتك عن العملاق التكنولوجي الكهل.
1. لولا HP لما كان هناك Apple
مؤسسو Apple ستيف جوبز وستيف فوزنياك عملوا سابقاً في HP. حين كان جوبز بعمر 12 عاماً كان يريد تركيب مقياس للترددات، لكن لم تكن لديه القطع الكافية. بدلاً من أن يطلب المساعدة من والديه، عثر جوبز على رقم رئيس الشركة آنذاك بيل هيوولت واتصل به.
شجاعة جوبز أثارت دهشة هيوولت وبذلك حصل الولد ليس فقط على القطع بل على عرض عمل صيفي على خط الإنتاج. في مقابلة عام 1994 قال جوبز أن "غالبية الناس لا يحصلون على الخبرة لأنهم لا يطلبونها".
بعد عدة سنوات تعرف جوبز على فوزنياك والذي كان مختصاً في HP بآلات الحساب الإلكترونية الكبيرة. كان فوزنياك ينوي ترك HP من أجل بداية مشروعه الخاص وعرض على الشركة تصميم Apple I خمسة مرات وكل مرة قابلوه بالرفض. يمكن القول بثقة أنه لولا HP لما كان تعرف الشابان على بعضهما البعض والتقنيات التي نراها اليوم كانت اختلفت عما نعرفه.
2. هذه الشركة تهتم بالبيئة
منذ عام 2006 كانت كل من HP وApple خائفتان من المزاعم أن حواسيبهم تحتوي على مواد سامة أعلى من أجهزة المنتجين الآخرين. هذه التقارير حفزت كلا الشركتين للعمل على إنتاج نظيف خلال السنوات الـ10 القادمة.
في عام 2007 أعلنت HP عن التوصل لهدفها الذي تعمل عليه لثلاث سنوات بإعادة تصنيع نصف مليار طن من الالكترونيات والمحابر المستهلكة. وفي عام 2008 كانت أول شركة تنشر بيانات عن معدلات التلوث التي لدى مورديها.
بفضل هذه الجهود حصلت الشركة على تقييم عالي من Greenpeace والتي مرة كل عدة سنوات تقوم بدراسة جهود المنتجين في التخفيف من الانبعاثات الضارة والتخلي عن المواد الخطرة المستخدمة في الإنتاج والتغليف.
3. لقد قتلت مشروع الهاتف الذكي من Palm
بعد أن اشترت عام 2010 شركة Palm كانت HP تخطط بتحويل منتج الهواتف الذكية الذي كان على حافة الإفلاس لمنافس Apple ومنتجي أجهزة Android. أعجبت أجهزة Pre الذكية الخبراء، لكن المستهلكون كانوا يفضلون أجهزة iOS وAndroid بفضل البيئة المتوسعة والبرمجيات.
نظام تشغيل WebOS الذي طورته Palm كان يمكن أن يتحول إلى بيئة ضخمة لو استطاعت HP تنفيذ خطة الثلاث سنوات. لكن ليو أبوتيكر والذي جاء خلفاً لمارك هيرد عام 2010 أوقف المشروع بعد سنة. هذه الخطوة المفاجئة أدت إلى أن الأجهزة اللوحية الجديدة TouchPad بيعت بسرعة على أمل إنتاج حاسب شخصي بنظام WebOS، لكن هذا لم يحصل وفقدت بذلك HP سوق الأجهزة المحمولة.
4. لقد صارعت Oracle ستة سنوات
رفعت HP قضية ضد Oracle NYSE: ORCL.NYSE عام 2011 بعد أن توقفت الشركة عن تطوير برمجياتها لمعالج Intel Itanium المستخدم في مخدمات HP ذات الإنتاجية العالية.
التوقف عن تطوير البرمجيات لهذا المعالج يمكن أن يكون بسبب نية Oracle إنتاج مخدماتها الخاصة ببنية معالجات قابلة للتوسع. ربحت HP القضية عام 2012 وأجبرت المحكمة Oracle على متابعة تطوير برمجيات متوافقة مع مخدمات بمعالجات Itanium وتعويض شركة HPE التي ورثت حقوق الشركة الأم بعد انقسامها بدفع غرامة قدرها 3 مليار دولار.
تقوم Oracle الآن بالطعن في قرار المحكمة عام 2012 لذلك في الفترة القادمة ستبقى الشركتان على عداوة. لكن هذا لم يمنع المدير العام السابق لـHP مارك هيرد الذي ترك منصبه بسبب قضية تحرش جنسي أن يصبح مديراً مساعداً في Oracle.
كيف سيكون المستقبل؟
تختلف HP اليوم كثيراً عن تلك الشركة التي أسسها هيوولت وباكارد والتي عمل فيها جوبز وفوزنياك وتحولت إلى شركة تعاني من التبديل المستمر للمدراء وصفقات الشراء الفاشلة.
هذه الشركة ذات الإدارة الواضحة والتي تبيع الحواسيب والطابعات وأجهزة لمعالجة الصور. وتلك الشركة التي رمت بالوزن الزائد وحصلت على تقدير المستثمرين الذين يريدون كسب الأموال من أسهمهم.