ما الذي يحول دون أن تصبح متداولاً جيداً

لقد قرأت الكثير من المقالات وقررت أن تبدأ التداول في الأسواق المالية لكن حظك عاثر؟ حتى تصبح متداولاً ناجحاً يجب ألا تفهم مبادئ عمل السوق فحسب، بل ومبادئ السيكولوجيا البشرية. يمكن أن تكون قد وقعت في أحد هذه الفخاخ التي دبرها لك عقلك، لكن سنحكي لك كيف نهرب من كل منها.

جون كوتس خبير الأعصاب من جامعة كامبريدج ومتداول سابق درس كيفية تأثير البيولوجيا على قرارات مشاركي الأسواق المالية. تجاره مشروحة بالتفصيل في كتابه "ساعة بين الكلب والذئب: المخاطرة، الحس، بيولوجيا الدمار". كما تدل أعمال كوتس، الانفعالية الزائدة يمكن أن تؤدي ليس فقط إلى قرارات استثمارية عاطفية شخصية، بل إلى انهيار أسواق كاملة. لا تخاف من الأرقام ولا تتبع الدوافع اللحظية: كما قال الاقتصادي جون مينارد كينس " يمكن أن تبقى الأسواق غير طبيعية مدة أطول من بقاء المستثمرين قادرين على الدفع".

السعي لتبني موقف الأغلبية هو أمر فطري. إن كنت تريد التداول مثل الجميع افعل ذلك في الحساب التجريبي. أما إن كنت تريد كسب المال فمن الأفضل التفكير وتطوير استراتيجية خاصة.

لنفترض لديك 1000 درهم وأمامك الخيار: إما أن تربح بشكل مضمون 500 درهم أو ترمي قطعة فكة وإن ظهر النقش فستربح 1000 ثانية وإن كانت نسراً لا تربح شيء. كما تدل الأبحاث فكرة خسارة 500 مقابل احتمال 50% في ربح 1000 مخيفة لغالبية الناس والغالبية تفضل عدم المخاطرة. نفس الشيء ينطبق على الأسواق المالية: إن كنت تثبت الأرباح الدنيا فدخلك لن يزيد كثيراً.

وصف هذه الظاهرة النفسية الاقتصاديان ريتشارد تالير ودانييل كانيمان في سبعينات القرن الماضي: الإنسان يقدر أكثر الأشياء التي يملكها من الأشياء التي قد يملكها. بالتأكيد لديك في محفظتك أسهم مفضلة. فكر ملياً إن كان الارتباط العاطفي بها يمنعك من التقدير الصحيح لربحيتها؟

حين تقوم بعبور الشارع أنت لا تقوم بأية توقعات. أنت تعرف إن لم يكن هناك سيارة فهي حتماً ليست موجودة. حين تسمع صوت سيارة مبتعدة أنت واثق من أن بإمكانك عبور الطريق بأمان. فلماذا إذن تظن أن التوقعات هو شيء يمكن أن تبني عليه استراتيجية؟ حين تعبر الشارع أن تقيم ضمنياً احتمال هذا السيناريو أو ذلك. يجب أن تكون نظرتك للأسواق المالية واعية أكثر. بدلاً من أن تؤمن بالكرات البلورية السحرية، قم بتحليل حالة السوق وقد كل المخاطر المحتملة وحتى السيناريوهات الأقل احتمالاً لتطور الأحداث.