دان ليب الذي يدير صندوق التحوط Third Point والمعروف بأنه راهن رهانات كبيرة على عمالقة الصناعة الأمريكيين واليابانيين ويجبرهم على عدم النوم وبداية تغييرات مهمة اهتم هذا الأسبوع بأوروبا.
اشترى صندوقه 1.3٪ بقيمة 3.5 مليار دولار من شركة Nestlé SIX: NESN.SIX السويسريةة ونشر دعوة للتغيير في عمل الشركة.
عما يتحدث ليب؟ جمعت Nestlé حقيبة ممتازة من العلامات التجارية، لكن لم تستطع جعلها تعمل بكامل طاقتها لصالح المساهمين. أما إن تم الضغط على الشركة بطريقة معينة، فالربح يمكن أن يزداد بشكل ملحوظ.
ليس واضح إلى الآن مدى صحة وجهة نظر ليب وكيف ستستجيب الشركة لنقضه.
لكن إن تبين أن طريقته ناجحة، ففي أوروبا شركات أخرى منفوخة والتي كان يمكن أن تظهر نتائج أفضل من الآن. منها مثلا Novartis SIX: NOVN.SIX وHSBC NYSE: HSBC.NYSE وVolkswagen XETRA: VOW3.XETRA وUnilever EURONEXT: UNA.EURONEXT.
كلها يمكن أن تعمل أفضل بكثير عند اتباع سياسة إدارية صارمة. إن أرادت صناديق التحوط أن تبدأ بتكسير وإعادة تأهيل الشركات الكبيرة، فمن الأسهل فعل هذا في أوروبا والتي بدأ اقتصادها ينتعش بعد التراجع الذي شهده.
وشركة Nestlé ليست سيئة ابدا. فالمستثمرون الذين راهنوا عليها كان خيارهم جيدا. خلال السنوات الخمسة الأخيرة ارتفع سعر الأسهم من 56 إلى 80 فرنك سويسري. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفرنك في هذه الفترة كان قويا مقارنة بالعملات الأخرى، فإن المستثمرين من خارج سويسرا كسبوا أكثر.
تشكيلة العلامات التجارية التي تملكها الشركة ضخمة: من Nescafe إلى Nespresso ومن KitKat إلى Butterfinger. إنها أكبر منتج للمواد الغذائية في العالم. لكن يركز ليب على أن الشركة متخلفة عن منافسيها الأساسيين فيما يخص في استخدام الأصول ويمكن أن تزيد من أرباحها بشكل كبير والمدفوعات لمساهميها بشكل كبير، إن رفعت من فعاليتها.
سيتضح إن كان على حق أم لا خلال سنتين. لدى ليب إنجازات كثيرة مثل إنجازاته مع Yahoo وBaxter اتت له بأموال جيدة. أما Nestlé هي أكبر وأهم رهان في حياته إلى اليوم كمستثمر، لذلك بلا شك يدعم كلامه بالأفعال، بهذا يدعم ليب اليوم المدير العام للشركة مارك شنايدر ويسعى لإقناعه تبديل نظام الإدارة المستقر في الشركة.
في أوروبا تحديدا هناك أهداف كثيرة للمستثمرين الناجحين. وهذا لسببين. أولا، تتصف الثقافة المالية في المنطقة باللباقة، خاصة خارج بريطانيا. قليلا ما يتحدى المستثمرون الإدارة وهذا كثيرا ما يعني أن الإداريون الكسالى يشغلون مناصبهم لوقت طويل.
ثانيا، بعد الأزمة في منطقة اليورو بين عامي 2010-2011 بدأ المستثمرون العالميون بتجنب أوروبا. لا أحد كان يريد العمل مع الشركات الإيطالية أو الإسبانية، وهذا أيضا كان يخص الشركات الألمانية والفرنسية. أما الآن حين أصبحت الأزمة من الماضي، بدأ المستثمرون ينظرون إلى المنطقة المنقوصة التقييم، وخاصة إلى الشركات ذات النتائج الأسوأ مما كان يمكن أن تكون.
ها هي الشركات الأوروبية التي يمكن أن تصبح هدفا لاهتمام المستثمرين الناشطين في الوقت القريب.
Novartis
الكثير من شركات الأدوية الأوروبية تظهر نتائج ضعيفة للغاية خلال العقد الأخير، ولم تتمكن إنتاج عدد كافي من المنتجات الجديدة بدلا من تلك التي تنتهي رخصها. GlaxoSmithKline NYSE: GSK.NYSE وAstraZeneca LSE: AZN.LSE والتي خيبت المستثمرين. لكن متميزة على خلفية الآخرين.
أسهمها اليوم لم يرتفع سعرها منذ عام 2014. فرع الشركة المتخصص بإنتاج مواد العناية بالعيون فشل. كما أصبحت هدفا للتحقيقات في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية. بدأ المدير العام جو خيمينيس بتقليص امبراطوريته الواسعة. لكن بقي لديه الكثير ليفعله وشخص من الخارج لن يكون من الصعب عليه تحسين الشركة.
HSBC
تحول البنك البريطاني إلى أحد العمالقة مع فروع حول العالم. لكن عليه فهم أن المستثمرون يريدون بنكا عالميا، وهذا موضوع مختلف عن مجرد القدرة بالقيام بتحويلات مالية حول العالم. بالمحصلة من يأبه إن كان للبنك فرع في استراليا أو المكسيك إن كانت صافاته تعمل؟ وبنفس الوقت تبدي الأسهم نموا ضعيفا وسعرها اليوم أقل مما كانت عام 2001 أو 2013. قد يكون على البنك بيع فروعه المحلية ودفع المال للمستثمرين.
Volkswagen
عملاق السيارات الألماني تضرر بسبب فضيحة الانبعاثات لمحركات الديزل، ومن الصعب فهم متى ستستعيد الأسهم مكانتها. قبل الفضيحة كان سعر أسهم Volkswagen حوالي 250 يورو، أما الآن فحوالي 134 يورو. لكن لدى الشركة إحدى أفضل حقائب للعلامات التجارية من Audi وPorsche إلى Skoda. مثلا إن قررت Apple NASDAQ: AAPL.NASDAQ أن تصبح منتجا للسيارات ألن يكون عليها شراء Audi أو حتى VW؟ قد يجعل المستثمر الناشط الشركة تنظر في هذه الخيارات الراديكالية لزيادة سعر الأسهم، طبعا إن كانت حزمة أسهمه أكبر من حصة سلطات ساكسونيا.
Unilever
كما Nestlé تمتلك هذه الشركة الضخمة حقيبة رائعة من العلامات التجارية والتي منها Knorr وBen&Jerry's. لكن خلال السنوات الأخيرة أصبح صعبا عليها أن تجعلها تعمل. ويجدر القول أن سعر أسهم الشركة ازداد خلال السنوات الأخيرة من 30 إلى 50 يورو، لكن بنفس الوقت كان يمكن أن تكون النتيجة أفضل. لماذا لا تقسم الشركة أعمالها؟ أو القيام بخطوة جريئة أكثر، الاندماج بNestlé ما كان أدى لتوفير أموال كثيرة. بجميع الأحول لا شك أن الشركة يمكن أن يكون أداؤها أفضل
إن راقت للمستثمرين الناشطين مثل ليب الشركات الأوروبية العملاقة، فهذا يمكن أن يدر دخلا جيدا للمساهمين الذين سيشترون أوراق الشركات قبل الناشطين.