يحدث الكاتب الصحفي لدى Bloomberg شيرا أوايد لماذا يحق لـ Apple طلب أموال هائلة على الهاتف الذكي الجديد ولماذا ستقبض تلك الأموال.
لا بد أن الكثيرين يظنون الآن أنهم لن يدفعوا ولا بأي شكل 1000 دولار وربما أكثر على iPhone. دعنا نعود إلى هذه الفكرة بعد حوالي ستة أشهر حين ستخرج من متجر وأنت تمسك بيديك بكل عنايةiPhone X الجديد أو Samsung Note أو أي هاتف ذكي آخر الذي تجاوز "حاجز السعر" السيء الصيت.
نعم الكثير من المستهلكين ساخطون على هذا السعر، ولكن ما يخص النموذج الجديد لـ iPhone إنها استراتيجية معقولة جداً للتسعير. فهي التي تعاون Apple (NASDAQ: AAPL.NASDAQ) على الازدهار حتى ولو كان الطلب على منتجات الشركة منخفضاً. كل من يعمل لإعداد هذه الاستراتيجية في أعماق المقر الرئيسي لـ Appleمن موظفي الإحصاء ومحللي السوق وغيرهم، كلهم عباقرة، ولكن للأسف قلّ من يقدر جهودهم.
في الوقت الذي يسخط فيه الجميع على السعر 1000 دولار أنا أراقب كيف ستساعد التراكيب الجديدة لـ Apple على التغلب على "حاجز السعر" الآخر: المؤشر الأوسط للإيراد 700 دولار على iPhone واحد. قبل كل شيء هذا سيحدث بفضل الامتياز العالي لـ iPhone وكذلك الرفع المنطقي والحذر لسعر سائر النماذج الجديدة.
طبقاً لمخططاتBloomberg اعتباراً من عام 2009 تحصل Apple بشكل مستقر من 600 إلى 700 دولار على كل iPhone مباع وسطياً. بغض النظر عن الأحداث التي تقع في الشركة أو في العالم يبقى إيراد Apple من بيع كل iPhone ضمن هذا النطاق. يتوقع المحللون أنه في السنة المالية التي ستنتهي في أيلول/ سبتمبر من عام 2018 سيصل هذا المؤشر إلى 697 دولار. وإذا زاد الرقم عن ذلك فسيكون هذا مفاجأة سارة للشركة.
نعم إن السعر الوسط لـ iPhone أقل بكثير من تلك الذروة التي تم بلوغها في كانون الأول/ ديسمبر عام 2015، ولكن في الآونة الأخيرة تنجح Apple في العثور على سبل التأثير غير المباشر على مؤشرات الإيراد.
إذا تصورنا سلسلة الهواتف الذكية الأكبر حجماً Plus في عام 2016 أضافت Apple حوالي 20 دولار إلى السعر المبدئي. حسب تقديرات المحللين في العام الماضي زاد قسط المشترين الذين اختاروا iPhone Plus عن قسط أولئك الذين فضلوا النسخ السابقة لنفس النموذج.
كما أن الشركة أضافت لونين للهيكل التي يضطر المشترون من أجلها على دفع 100 دولار إضافي. بفضل الارتفاع المطرد للسعر الأوسط زاد الإيراد من بيع iPhone خلال الأشهر التسعة الأولى من العام المالي 2017 الذي سينتهي في أيلول/ سبتمبر بنسبة 3.6% رغم أن الشركة قد باعت الهواتف الذكية أكثر من العام السابق بنسبة 2.2% فقط. هذا ما يجوز التوصل إليه بالرفع البطيء ولكن المستمر للسعر الأوسط وبالطبع إذا كانت أعمالك التجارية من نفس مقاييس Apple.
وها هي Apple تعرض الهاتف الأغلى ثمناً ولكن جميل دون شك للعملاء الأكثر ولاء. طبعاً من الصعب التنبؤ أي نسبة من مشتري iPhone ستكون مستعدة على دفع 1000 دولار لقاء قطعة زجاج ومعدن. في يوم الثلاثاء صرح الإداري الأعلى في الشركة الكندية للاتصالات BCE بأن iPhone X قد توصل إلى "السعر الذي نحن نخافه جميعاً". زد إلى ذلك كل الراغبين في الحصول على الهواتف الذكية الجديدة ذات شاشة كبيرة ولماعة والمنتجة بكمية محدودة سيضطرون على الاستعجال.
ولكن حتى iPhones العادية الجديدة سعرها أغلى وستساعد على الرفع من المؤشر الأوسط لدى Apple. يزيد سعر iPhone 8 الجديد بـ50 دولار وأكثر عن سعر نموذج العام الماضي: 699 دولار. ارتفع سعر الهاتف الذكي الأساسي في الخط Plus بقدر 30 دولار فبلغ 799 دولار. كلا النموذجين مزودان بذاكرة أكبر بالمقارنة مع النماذج السابقة، ولكن ينبغي الإشارة أن هذا لا يكلف الشركة كثيراً. لا أحد يندهش من ارتفاع الأسعار هذا وذلك لأنه في نهاية المطاف تتمكن الشركة من تزويد الهيكل الدقيق بكثير من التكنولوجيا المتقدمة.
ولكن حتى الرفع الزهيد من السعر الوسط لـ iPhone يجوز أن يؤثر كثيراً على أرباح Apple. أشاد توني ساكوناهي محلل سوق الأسهم في Bernstein أن كل 10 دولارات مضافة إلى السعر الأوسط للهاتف الذكي سترفع من ربح الشركة على كل سهم في العام المالي القادم بقدر 0.14 دولار أي حوالي 723 مليون دولار من الربح الإضافي. انتبهوا: هذا أكثر من الربح الصافي السنوي لدى نصف الشركات تقريباً التي تتضمنها قائمة S&P 500.
سيظهر ارتفاع أسعار iPhone مدى مرونة الطلب على الهواتف الذكية. على أي حال قد يحدث أن المستهلكين لن يكون أمامهم خيار واسع. كثير من نماذج الهواتف الذكية تغلى وتغلى. المنتجون يتحدّون قوانين الجاذبية بل وربما حتى الفكر السليم.
هذا الخبر لا يسر المشترين ولكنه مثير لمستثمري Apple، فقد وجدت الشركة سبيل النمو حين جعلت الناس يضطرون على زيادة مدفوعاتهم لقاء الأدوات الذكية الشبيهة كثيراً بالتي هم اشتروها من سنة أو سنتين. إحصائيون ومحللو حالة السوق يفوزون من جديد.