نتحدث عما الذي قد يواجهه المستثمرون في العملات المشفرة والقنب الهندي.
يعتبر رئيس مصرف JPMorgan Chase جيمس دايمون أن البيتكوين (Bitcoin) هو احتيال، أما إداريو الصناديق فيقولون أنه موضوع ملح جداً. وهذا شبيه بالاستثمار في إنتاج القنب الهندي في الولايات المتحدة إذ أنه يزدهر كذلك رغم المخاطر الجلية. على كل حال في الأشهر الثلاثة الأخيرة خفف الخوف أمام التنظيم من حمية المستثمرين في كلا النوعين من الأصول.
على أي حال ففي نقطة واحدة يحتمل أن دايمون محق: فالعرض الزائد عن الحد قد يخفف من حمية المستثمرين قبل تدخل المنظمين.
منذ فترة كانت العملات الافتراضية والقنب الهندي يتجاوران في الشبكة المظلمة (دارك نت)، أما الآن فهي أصبحت عبارة عن أصول التي تعود الجميع أن يروا فيها آفاقاً واسعة للنمو. زد إلى ذلك إن بعض المسافة قد تم عبورها: فالبيتكوين يكلف 4000 دولار إلا نيف، أما الشركات المنتجة للقنب الهندي فكاد تقييمها يعادل قيمة البيولوجيا الحيوية. أما هذا الأسبوع فكان كله عيداً إذ ظهرت العملة المشفرة الجديدة لسوق القنب الهندي تحت تسمية Paragon ويمثلها فنان الراب The Game وعارضة أزياء السابقة جيسيكا فيرستيغ. شيء رائع حقاً.
أكثر المخاطر وضوحاً هي تلك التي تتعلق بالتنظيم، وفقط بضع دول حاولت وضع حظر مباشر على البيتكوين، لكن المنظمين في مختلف البلدان حذروا كلهم على أنماط مختلفة من ICO، وهكذا فإن الرموز المالية الجديدة الخطرة والمتقلبة كمثل Paragon قد أثرت تأثيراً سلبياً على سعر العملات المشفرة الأولى والألتكوينات.
نعم إن سوق القنب الهندي ينمو على خلفية موجة الإباحة في الولايات المتحدة، لكنه ما زال غير شرعي على المستوى الفدرالي، ويعطي السياسيون إشارات متناقضة.
وهكذا فحين توحد العملات المشفرة و ICOوالقنب الهندي في أصول واحدة ترتفع المخاطر المتعلقة بالتنظيم.
على كل حال ليس هذا هو الخطر الأهم، إذ ينبغي الخشية بالدرجة الأولى من العدو التقليدي لأية سوق ألا وهو العرض الفائض والطلب القليل.
في الوقت الراهن توجد أكثر من 800 عملة مشفرة والأكثر منها ما زالت قيد الإنشاء. البيتكوين نفسه أيضاً انفك منذ فترة مع ظهور عملة جديدة Bitcoin Cash (EXANTE: Bitcoin.Cash) التي حسبما يفترض يجب أن تكون أفضل من الأصل.
يعتبر المتفائلون أن سبب الذروة هو ازدياد الطلب وإدراج العملات المشفرة وليس المضاربة، لكنBloomberg يعتبر مستشهداً بشركة الأبحاث Juniper أنه منذ عام 2014 عملياً لم يتغير حجم الاستخدام العملي للبيتكوين ولو أن عدد المعاملات قد زاد بنسبة 50%.
كما وأن المستمثر في صناديق التحوط راول باول كان قد باع البيتكوينات معتبراً أن العرض اللانهائي المحتمل يحول على الأرجح دون ارتفاع الأسعار، وقد صرح في شهر حزيران/ يونيو: "نظراً لكثرة المتنافسين تنخفض قيمة سلسلة الكتل حتى الصفر. هذا ليس نفس البيتكوين الذي استثمرت إليه أيام زمان".
في غضون ذلك تعيش سوق القنب الهندي بفضل الإيمان أن الطلب سيزداد باندفاع وهذا ما سيؤدي بدوره إلى زيادة العرض. أسعار القنب الهندي الشرعي قد انخفضت الآن وذلك لأنه ضمن إطار "الحمى الخضراء" يتدفق المزارعون إلى الولايات حيث تم إباحته مثل كولورادو. على كل حال الطلب فعلاً يزداد، ففي عام 2015 قبضت ميزانية كولورادو بفضل إباحة القنب الهندي 2.4 مليار دولار، وحسب تقدير شركة الأبحاث ArcView عند حلول عام 2021 سيزداد استهلاك القنب الهندي المباح على شخص بالغ واحد بسبعة أضعاف.
ولكن إلى أية درجة هذه السوق موثوق بها؟ لنأخذ على سبيل المثال أمستردام حيث القنب الهندي شبه مباح: خلال السنوات العشرين الأخيرة فقدت المدينة حوالي نصف مقاهي الكانابيس، واستنتجت إحدى الأبحاث أنه في الفترة الممتدة ما بين 1997 و2005 تقلص استهلاك الكانابيس من قبل الشباب. كما أن تمازج الكراهية الاجتماعية والموقف السياسي الغامض تحول دون أن يصبح القنب الهندي رذيلة شائعة.
النمو السريع لسوق هذه أو تلك يحمل معه دوماً الخوف من الفقاعة، لكن يجوز أن تكون التوقعات الطويلة جداً أكثر خطراً بالنسبة للعملات المشفرة والقنب الهندي من التنظيم الخارجي. مثلما كان الحال مع الفقاعات السابقة من المحتمل أن يتأخر المنظمون، وقبل ذلك ستتلاشى أموال المستثمرين كالسراب.