ولو أن منتجات Starbucks بدأت تظهر بالتدريج على رفوف محلات السوبرماركت ما زالت هذه العلامة التجارية تستمد إيرادها الأساسي من المقاهي. غيرت مؤسسة Starbucks هي (NASDAQ: SBUX) تقاليد شرب القهوة وذلك بأمركة فكرة المقهى التي ظهرت في إيطاليا أيام زمان، فحولتها إلى ظاهرة عالمية.
باتت الشبكة إحدى أكبر العلامات التجارية في العالم إذ يتبع لها 26736 محل بيع التجزئة في 75 دولة. في الولايات المتحدة حولت Starbucks المقاهي إلى أماكن مألوفة. في بادئ الأمر كانت تقترن بالأرائك القديمة القذرة والزبائن الغريبي الأطوار، لكن Starbucks حولت المقاهي إلى مؤسسات متاحة للجميع ذات أثاث فاخر و Wi-Fi حيث يجوز العمل والمعاشرة.
بنى مؤسس ورئيس الشركة هوارد شولتز شبكة Starbucks لمنح الناس الأماكن حيث يمكن لهم أن يقضوا أوقاتهم خارج العمل والمنزل. كانت الفكرة ناجحة وبفضلها بالذات تحصل Starbucks على معظم أموالها.
كيف تحصل Starbucks على معظم أموالها؟
رغم أن Starbucks أصبحت علامة تجارية يمكن إيجاد منتجاتها في مختلف البلدان في محلات السوبرماركت الغذائية وفي كثير من المتاجر قرب المنزل حيث تباع المشروبات، ما زالت الشركة تحصل على جل أموالها في متاجر التجزئة التابعة لها. يزداد الإيراد من المقاهي التابعة لها بأربعة أضعاف من إيراد المقاهي العاملة بالترخيص وكذلك من بيع السلع المعبأة وغيرها من القطع التجارية.
كان الإيراد في الربع الثالث من العام قياسياً، وكما هو واضح من الجدول بقيت المحركات الأساسية للنمو هي متاجر التجزئة. حسبما علق المدير العام كيفن جونسون في البيان الصحفي حول نتائج كل ربع هيهات أن الأمر سيتغير في الوقت القريب.
"لقد استخدمت Starbucks بفعالية الابتكارات في مجال إنتاج المنتجات والمشروبات وكذلك المستوى العالي من الخدمات في القهوات والاتصالات الرقمية الشخصية مع العملاء بغية التوصل إلى المؤشرات القياسية لربع سنة من جديد رغم ضعف السوق الذي أثر على اتجاهاتنا الأساسية في أعمالنا التجارية. كما أنه بفضل اهتمامنا المستمر بتحقيق أولوياتنا الاستراتيجية استطعنا على الحصول على حصة من السوق واتخاذ مواقف جيدة للتطور في المستقبل" هذا ما قاله المدير.
ما الذي سيحدث مع Starbucks في المستقبل؟
ستستمر الشركة في توسيع خط المنتجات المعروضة في محلات السوبرماركت والمتاجر قرب المنزل، لكن نمو مؤشراتها سيكون متعلقاً كثيراً بالتغيرات في المقاهي التابعة لها. لقد ترأس شولتز بنفسه الاتجاه الجديد الهادف إنشاء عدة محمصات Roastery في المدن الرئيسية الكبرى. كما أنه مسؤول عن تشغيل المقاهي من شبكة Reserve من المستوى الأعلى للأسعار وكذلك فتح دعائم Reserve في 20% من مقاهي Starbucks الموجودة.
شركة Roastery هي شيء شبيه بمصنع الشوكولا لويلي ونكا ولكن العاملة مع القهوة. تستخدم الغرف الواسعة كمراكز الأبحاث والتصنيع وفي المقاهي فعلاً يتم تحميص القهوة للبيع والتوزيع في المتاجر القريبة. قهوات ودعائم Reserve هي كأنها نماذج مصغرة لـ Roastery حيث ستقدم القهوة من الدرجة الممتازة، والخدمات كمثل تلك التي تقدم لزبائن بارات المشروبات.
بما أن فكرة Reserve ما زالت جديدة تقدم Starbucks بعض البيانات حول نتائج العمل في هذا الاتجاه. من المعروف أنه في عام 2016 كان زبائن Reserve يدفعون وسطياً أربعة أضعاف مما يدفعه زبائن المقاهي العادية من هذه الشبكة.
من الارجح أن الفرق بين الحساب الأوسط في المقاهي العادية ودعائم Reserve سيخف كثيراً وذلك لأن زيارة Reserve سيكون أقل أهمية من زيارة Roastery بغرض التذوق، بيد أن المنتجات والمشروبات فيها ستكون أغلى وهذا يعني أن المبلغ في الحساب الأوسط سيكون أعلى.
المقاهي تجري مجراها
فيما عدا تطوير العلامتين التجاريتين الممتازتين Reserve و Roastery لا تؤجل Starbucks نشاطها في فتح مقاهيها العادية. قبل حلول عام 2021 تخطط الشركة لفتح 5000 متجر في الصين.
وفي المستقبل ستستمر المقاهي في توفير أكبر إيرادات Starbucks، مع نمو العلامتين التجاريتين Reserve و Roastery ستستمر حصة الإيراد من البيع في المقاهي في التزايد بالمقارنة مع سائر القطاعات.