أربع مهارات أساسية للمستثمر
الصفحة الرئيسية مال, النمو_الشخصي

يحدث شريك Collaborative Fund مورغان هوزل على ماذا يرتكز نجاح المستثمر في حقيقة الأمر.

"عندما تبدأ دراسة مجال ما لأول مرة يبدو لك أنه لا بد من حفظ عن ظهر قلب الكثير من الأمور. الأمر ليس كهذا. بل عليك تحديد المبادئ الأساسية، التي غالباً ما يتراوح عددها من من ثلاثة إلى عشرين، والتي تعمل في هذا المجال. المليون أمر التي ظننت أنه لا بد من حفظها عن ظهر قلب هي ليست إلا تراكيب مختلفة للمبادئ الأساسية" هذا ما جاء في كتاب جون ريد بعنوان "كن ناجحاً".

هذا يخص ليس مجرد دراسة مجال جديد، بل لا يقل أهمية لأولئك الذين يعتبرون أنفسهم خبراء. جوهرة الكثير من الأخطاء المهنية هي تجاهل الأفكار البسيطة التي تبدو لذوي الخبرة سطحية جداً ولا تستحق أي اهتمام.

إذا تمعنا في عالم الاستثمارات من منظورات مختلفة يمكننا إبراز أربع مهارات أساسية تتعلق بها بدرجة كبيرة نتائج نشاط المستثمرين.

1. القدرة على التفريق بين "الشيء الذي ليس عليه طلب مؤقتاً" و"الشيء السيء"

من المهم جداً التفريق بين الحالتين: "يبدو الاستثمار غير ناجح بسبب الوضع الراهن للسوق" و"يبدو الاستثمار غير ناجح لأنه فعلاً محكوم بالفشل". إدراك هذا الفرق على أرض الواقع صعب.

تعود القدرة على التفريق بينهما إلى القدرة على حساب فرص ظهور أي شيء سيصلح الوضع ويؤدي إلى نمو السوق أو أسهم الشركة التي يبدو استثمارها حالياً غير ناجح. بما أن هذه الفرص دوماً أقل من 100% فقد يحتاج إلى بعض الوقت من أجل الإدراك إلى كم حساباتك هذه ناجحة. حتى لو كانت الفرص لصالحك قد تكون النتيجة أسوأ من المتوقع. إجراء الحسابات كهذه صعب. ولكن الأسوأ بكثير (وهذا ما يرتكبونه أكثر) هو النسيان أنه قبل كل شيء لا بد من تمييز الحالة من الأخرى.

2. الاستعداد على تغيير الآراء التي تريد الحفاظ عليها

الاقتصاد ينمو وذلك لأن المصانع والمستهلكون والتكنولوجيا هم في تغير وتكيف مستمر. يبدو غريباً ولكن الكثير من المستثمرين يحاولون أن يربحوا على موجة التغيرات هذه مع عدم تغيير معتقداتهم. فعلاً هناك ثمة مجموعة من الأفكار الاستثمارية التي لا تتعلق بالزمن. بيد أن معظم المعتقدات التي نتبعها تعكس محدودية خبرتنا ونظرنا تجاه الحياة. حتى في الحالات حين يدرس المستثمرون التاريخ يفضلون أكثر الشيء القصص التي تطابق خبرتهم لسهولة فهمها كما أنها تثبت المعتقدات الموجودة.

من المؤلم التفكير بهذا لكن تصورات الكثير من الناس عن الاستثمارات ولو صحيحة ولكن لبعض الوقت فقط أو كاذبة ولكن تبدو صحيحة. إذا كنت لا تريد مراجعة آرائك حين يتغير العالم أو تكون منفتحاً بحيث تفهم أن بعض وجهات نظرك هزلية بطبيعتها ففي نهاية المطاف سيأكلونك في السوق.

3. القدرة على تحمل الحاجة بهدوء

وهذا أهم مبدأ من مبادئ الاستثمار. لن تستطع الاستمتاع بالرياضة دون الشعور بعدم الارتياح، وذلك لأن إذا أرهقت وشعرت بالألم في العضلات والتعب فهذا يعني أنك بذلت من الجهد ما يكفي حتى تنال الجائزة. والشيء نفسه مع الاستثمار. فإذا تأمل أن تقبض ربحاً دون الشعور بعدم الارتياح هذا كأنك تتمنى لو تنمي عضلاتك دون مغادرة الكنبة.

الربح لا يأتي مجاناً، وثمنه هو عدم اليقين والارتباك والخسائر قصيرة الأمد والاندهاش واللامعقول وفترات الملل والتأسف والقلق والخوف. وعليك دفع هذا الثمن.

ثمة أربع حالات نفسية للمستثمر:

  • بائس ولكن واثق من الربح المحتمل،
  • بائس ومستسلم،
  • واثق من نفسه ومستعد لتسوء الحالة في المستقبل،
  • واثق من نفسه وغير مبال بكل ما يحدث.

ذكرت هذه الحالات ابتداء من التي لا تصلح للإفلاح في العمل في السوق وانتهاء بالمبشرة بأكبر ربح. البعض منها يسهل تحملها والبعض الآخر يصعب، ولكنها قائمة كاملة ولا حاجة إلى غيرها.

4. القدرة على التفريق متى ينبغي إجراء تحليل ومتى ينبغي إدراك السيكولوجيا

لو كان في الاستثمار كل شيء عائد إلى البيانات لكانت أفضل المستثمرين الروبوتات التجارية. وكذلك لو كان كل شيء عائداً إلى السيكولوجيا لما عقدت في السوق صفقة واحدة وذلك لاختلاف الأهداف لدى كل مستثمر.

يجيد المستثمر الجيد استعمال وسائل التحليل ويفهم السيكولوجيا جيداً. وينحصر السر في التمييز متى نحتاج إلى هذه المهارة أو الأخرة، وكيف الواحدة منها تؤثر على الأخرى. ثمة أشياء يستحيل فهمها بالفكر السليم كمثل انتشار التقلبات أو تحليل الهامش أو الانقطاع عن المنافسين، ولأجل إدراك كل هذا لا بد من البيانات.

بيد أنه ثمة أمور لا يمكن فهمها ولا بمساعدة أية بيانات. والمثال على ذلك الميل نحو معالجة المفاهيم الصعبة التي تبرر هذه الأفعال أو تلك، أو استعداد المستثمر على الامتناع عن الاستراتيجية بسبب الانفعالات التي تسيطر عليه بعد ربح أو خسارة كبيرين. المعطيات لن تفيد في معرفة أي شيء عن الخوف أو الصبر، أما السيكولوجيا فستساعد على فهم أسعار الفوائد و EBITDA.

الصعوبة هي أن الإقبال التحليلي والسيكولوجي كالقطبين، الواحد منهما عقلاني ومستقر والثاني لا معنى له ويتغير باستمرار. الواحد يخص الأرقام التي ترونها والثاني يخص الانفعالات التي تعيشونها في بعض الأحيان.

من الصعب حل المشكلة باستخدام مهارتين مختلفتين في آن واحد. لكن محاولة حل المشكلة باستخدام مهارتين متناقضتين لبعضهما البعض سيجعل في محمل الشك كل الجدوى من تصرفاتك. والأصعب من ذلك تحمل الشعور بالإحباط الذي يلي محاولة حل المشكلة التي تحتاج إلى تحليل بواسطة السيكولوجيا وبالعكس.

المصدر: Collaborative Fund

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق