يحدث تارة أن الأسهم التي تضرب أرقاماً قياسية جديدة هي في بداية ارتفاعها.
المستثمرون غالباً ما يتجنبون الأوراق التي تتداول بأسعار تكاد تكون قصوى. وإن مخاوفهم مفهومة، فإذا ارتفع سعر سهم ما خلال فترة أخيرة كثيراً فما هو احتمال استمرار ارتفاعها؟ ربما استهلكت كل القدرات وبعد قليل سيعود السعر إلى الانخفاض.
ولكن في بعض الأحيان تعلم المستويات القياسية الجديدة عن بداية الارتفاع الكبير. ويجوز أن يكون الرقم القياسي الجديد حافزاً للشراء إذ أنه يدل على أن أحوال الشركة تغيرت إلى الأحسن.
بالطبع لا بد من التأكد أن الأمور فعلاً تسير على هذا الوجه. نقدم ثلاثة مرشحين مناسبين. لنحاول أن نفهم لماذا أسهم General Motors و Celgene و Citigroup صالحة للشراء رغم الارتفاع الهائل لسعرها منذ فترة.
شركة General Motors
التكنولوجيا الحديثة غالباً ما تهدم الشركات التي تمارس أعمالها التجارية على الطريقة القديمة، ولكن في بعض الأحيان تتحول الفريسة إلى الصياد مقدمة للمستثمرين فرصة ممتازة للحصول على الربح.
ومن أمثالها شركة General Motors هي (NYSE: GM.NYSE)، فخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ارتفع سعر أسهمها بنسبة 30% تقريباً. يظهر أحد أقدم صانعي السيارات بشكل مقنع أن الاتجاهات الجديدة في الفرع لا تضرها أبداً.
تحافظ أسهم الشركة على درجتها القصوى منذ IPO عام 2010 بعد إعلان الإفلاس. ولكن هذا ليس إلا البداية. وهذا ما حدث لشركة GM خلال السنة الأخيرة:
- في شهر ديسمبر الماضي بدأ الإنتاج الضخم لأول سيارة كهربائية متاحة مع احتياط كبير للطاقة (Chevrolet Bolt EV)، وفي هذا المجال سبقت GM شركة Telsa بعدة أشهر ناهيك عن سائر المنتجين،
- في الأسبوع الماضي أكدت الشركة أنه قبل حلول عام 2023 سيتم إنتاج لا أقل من 20 نموذج جديد كهربائي تماماً، وسيتم إنتاج نموذجين أوليين خلال الأشهر الثمانية عشر المقبلة،
- في الأسبوع الماضي صرح كايل فوغت المدير العام لقسم GM المختص بتصميم سيارات ذاتية القيادة Cruise Automation أن Bolt الذاتي تماماً قد تم إعداده للإنتاج الضخم. يتوقع أن السيارات الأولى ستلتحق بموقف السيارات Cruise Automation بسان فرانسيسكو خلال الأسابيع المقبلة،
- تسيطر GM على حصة كبيرة في Lyft ولكن ثمة دلائل أن الشركة تخطط تشغيل الخدمة القابلة للتنافس في مجال النقل عبر شركة فرعية Maven. يبدو أن السيارات ذاتية القيادة ستلعب في هذا دوراً اساسياً.
بالطبع إن التكنولوجيا الحديثة غالية. إذا أخذنا بالحسبان كثرة الشركات الناشئة الجديدة في السوق يتساءل المستثمرون: من أين ستحصل الشركة على المال من أجل تحقيق أحلامها؟ بيد أن GM لا تقلق بهذا الشأن، فالسيارات الكلاسيكية تأتي بربح ممتاز بفضل الطلب العالي على الخط الجديد من الكروس أوفر.
ولو أنه في الآونة الأخيرة ارتفع سعر أسهم الشركة كثيراً فهي ما زالت رخيصة بمقاييس التحليل الأساسي. زاد سعرها بـ7.6 أضعاف عن الربح المتوقع في هذا العام. أما عائد توزيع الأرباح فبلغ 3.5%.
تترقب GM وقتاً ذهبياً، وما زال لدى المستثمرين متسع من الوقت لشراء أسهمها.
شركة Celgene
في هذا العام ارتفعت أسهم شركة التكنولوجيا الحيوية Celgene بنسبة 40%، وهي حالياً على وشك ارتفاع شديد جديد. وهي ما زالت رخيصة إذا حسبنا النتائج المقبلة. خلال السنوات الخمس الأخيرة كان ربح Celgene هي (NASDAQ: CELG.NASDAQ) يزداد كل سنة بـ25% تقريباً. حسب التنبؤات في السنوات الخمس المقبلة ستكون نسبة ارتفاعه 22%.
في هذا العام يجوز أن يأتي الدواء لعلاج الورم النخاعي المتعدد Revlimid للشركة أكثر من 8 مليارات دولار وينال مكانه في قائمة أكثر المستحضرات المضادة للسرطان بيعاً. منذ فترة بدأت Celgene إنتاج عدة مستحضرات أخرى بحجم المبيعات المتوقع أكثر من مليار. في الربع الثاني من العام ارتفعت مبيعات Pomalyst و Otezla بنسبة 23% و 49% على التوالي بالمقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي. حسب التنبؤات في عام 2017 سيزداد الإيراد عن بيع هذه المستحضرات عموماً عن 3 مليارات دولار.
توفر أدوية Celgene تدفقات كبيرة من الأموال التي تستخدمها الشركة لتوسيع خط إنتاج المستحضرات بطريقة إدماجات كثيرة لشركات التكنولوجيا الحيوية الصغيرة وإصدار تراخيص لها وعقد اتفاقات الشراكة معها. يتمتع دواء Ozanimod لعلاج التصلب المتعدد بقدرة كبيرة، ومع ذلك فهو ليس إلا واحداً من بين المستحضرات العشرة التي يتم تحضيرها ويتوقع أن الطلب عليها سيأتي بأكثر من مليار دولار سنوياً.
بالطبع في الوقت الحالي Celgene لا تبدو رخيصة. معامل السعر/ الربح (P/E) يعادل 45.4 ، بيد أن تقدير النتائج المقبلة تبدي أن أسهم الشركة تستحق كل سنت، وذلك لأن المعامل الآجل لـ Р/Еلن يبلغ في عام 2018 إلا 16.4. ستقوم وفرة المستحضرات والتطورات بتحديد نتائج Celgene عشر سنوات مقبلة على الأقل، لذا فهذا اللاعب في سوق التكنولوجيا الحيوية مرشح ممتاز للشراء رغم الغلاء الظاهر للأسهم في هذا العام.
شركة Citigroup
بعد الأزمة المالية لعام 2008 احتاجت الكثير من المصارف الضعيفة إلى بعض الوقت كي تنتعش من جديد. وكانت من بين هؤلاء الفاشلين Citigroup هي (NYSE: C.NYSE). قبل عام 2015 كان يمنع للمصرف أن يرفع من أرباح الأسهم بنسبة أكثر من 0.01% على كل سهم. عدا ذلك لم تكتسب الشركة القوة الكافية للمباشرة في تجديد دفع الأرباح العالية من الأسهم إلا في بداية هذا العام.
وإن هذا الانتعاش البطيء يعني أن أسهم Citigroup بقيت لفترة طويلة تتأخر عن منافسيها. ولو أنه في الوقت الراهن تتداول الأسهم قريبة من أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوع فهي ما زالت رخيصة و صالحة للشراء. ثمة عدة أسباب تخلق التفاؤل تجاه المصرف:
- وإن هذا الانتعاش البطيء يعني أن أسهم Citigroup بقيت لفترة طويلة تتأخر عن منافسيها. ولو أنه في الوقت الراهن تتداول الأسهم قريبة من أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوع فهي ما زالت رخيصة و صالحة للشراء. ثمة عدة أسباب تخلق التفاؤل تجاه المصرف:
- المعامل الجاري لـ Р/Еلأسهم Citigroup لا يزيد عن 15، أما الآجل فـ13،
- والآن بعد أن تعززت الشركة ينبيء المحللون أن ربحها خلال السنوات الخمس المقبلة سيرتفع كل عام بنسبة أكثر من 10%.
تدل معاملات السعر/ القيمة الدفترية والسعر/ الربح وإمكانية النمو أن قيمة أسهم الشركة معقولة. لا بد أن يفكر المستثمرون بشرائها رغم أنها تتداول قريبة من أعلى مستوياتها خلال 52 أسبوع.