MorozkiArt
الصفحة الرئيسية مال, النفط

خلال السنوات الثلاث والعشرين القادمة ستتعرض صناعة الطاقة للعديد من التغيرات الملحوظة ابتداء من توسع تكنولوجيا الطاقة المتجددة وانتهاء بزيادة دور الماء.

لم تتغير طريقة الحصول على الطاقة واستخدامها كثيراً خلال نصف القرن الذي مضى، ولكن هيهات أن الأمر سيستمر على هذا المنوال خلال العقود القادمة. مصادر الطاقة المتجددة تصبح أرخص وأكثر أماناً، وفي كل العالم يتم تطوير التكنولوجيا التي يمكن بفضلها تخزين وتوزيع القوة المحصول عليها بفعالية أكثر، وهذا يعني أنه خلال 20-25 سنة مقبلة قد تطرأ على صناعة الطاقة تطورات جادة.

يجوز أن اتفاق باريس بخصوص المناخ الذي تم توقيعه عام 2015 سيغير جذرياً استخراج واستخدام الطاقة في المستقبل (حتى دون مشاركة الولايات المتحدة) ولكن قبل أن تنعكس التدابير المتخذة وفقاً للاتفاق على المناخ ستمر عشرات السنين. الهدف الأول للاتفاق الذي أيدته عموماً 197 دولة هو الحفاظ على الحرارة العالمية لا أعلى من درجتين مئويتين فوق مستواها في العصر ما قبل الصناعة.

من الجائز أن الطريقة الوحيدة لبلوغ هذا هو التخفيض الملحوظ لدور النفط الخام والفحم بمثابة مصادر الطاقة. صرحت الوكالة الدولية للطاقة في تقريرها بعنوان "آفاق الطاقة العالمية – 2016" أن الطلب المتزايد على الطاقة سيلبى على حساب الوقود ذات محتوى منخفض من الكربون والتكنولوجيا الملائمة.

ينبغي التوقع أن الحكومات في كل العالم ستحفز على توسيع استخدام المصادر المتجددة للطاقة كالرياح والطاقة الشمسية وكذلك الغاز الطبيعي وذلك لأن انبعاثات الكربون والملوثات عند استخدامه أقل بكثير مما هو عند استخدام الفحم.

خلال السنوات العشرين القادمة ستكون 40% من الاستثمارات في هذه الصناعة من نصيب الطاقة المتجددة

حتى رغم انتقال العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة ما زالت الكثير من منشآت الطاقة تستهلك كميات هائلة من النفط. ولكن عموماً ينبغي التوقع أن توزيع الاستثمارات في مختلف أنواع الطاقة سيتغير بالتدريج. حسب معطيات الوكالة الدولية للطاقة خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة كانت 70% من استثمار الرأسمال في الطاقة من نصيب الوقود الأحفوري. تتوقع الوكالة أنه في المستقبل ستكون حصة الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة في ازدياد.

يتوقع أنه في الفترة ما بين 2017 و 2040 سينفق على إمدادات الطاقة 44 تريليون دولار منها 60% سيكون من نصيب الوقود الأحفوري. قد يبدو التحول بسيطاً ومع ذلك فهذا يعني أنه حتى عام 2040 سيتم استثمار 17.6 تريليون دولار إلى مصادر الطاقة المتجددة.

سيتضاعف عدد السيارات ولكنها ستستهلك كمية أقل من النفط

رغم كل هذا الضجيج حول قدرة السيارات الكهربائية ما زالت حصتها في أسطول المركبات العالمي ضئيلاً جداً، وسيتغير الوضع دون شك حتى عام 2040. حسب تقدير الوكالة الدولية للطاقة في هذه الفترة سيتضاعف عدد السيارات على الطرقات ولكنها ستحتاج إلى كمية أقل من النفط مما يستهلك حالياً. سيجوز التوصل إلى ذلك بفضل عدة عوامل بما في ذلك بفضل تزايد كبير لعدد السيارات الكهربائية، فقبل حلول عام 2040 يجوز أن يصبح نصيبها من المبيعات أكثر من النصف.

لكي نتصور كيف سيكون المستقبل لا بد من الأخذ بالحسبان مشاريع Ford Motor وهي (NYSE: F.NYSE) في زيادة إنتاج السيارات الكهربائية والهجينة. تخطط الشركة إنفاق 700 مليون دولار على توسيع المصنع في الولايات المتحدة حيث سينتج نموذجين جديدين للسيارات الكهربائية، وفي السنوات القريبة تقديم ستة نماذج إضافية للسيارات الكهربائية والهجينة.

ومع ذلك في عام 2040 ستبقى الحاجة إلى الوقود الأحفوري عالية ولا سيما في مجال الطيران ونقل الشحن. من المحتمل كثيراً أنه سيزداد الطلب على المنتجات البتروكيماوية وذلك لأن العالم الذي سيزدحم بالسكان أكثر سيحتاج إلى كميات أكثر من البلاستيك والمطاط والسماد وغيرها من المنتجات.

سيتغير دور الولايات المتحدة في توفير الطاقة للعالم

سيؤدي الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة في الفروع مثل المواصلات وإنتاج الطاقة الكهربائية وكذلك زيادة استخراج الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة إلى تغيير كيفية توفير البلدان لنفسها الوصول إلى الخامات والبنى التحتية الملائمة. ومن المحتمل جداً أن هذا سيغير من الأفضلية الحربية لأمريكا.

خلال عقود من الزمن حافظت الولايات المتحدة على وجودها الكبير في مختلف أرجاء العالم بغية توفير الوصول لنفسها إلى النفط الخام، بيد أن تعلق الولايات المتحدة بالنفط الأجنبي قد انخفض بفضل التكنولوجيا المتقدمة وسينخفض أكثر مع انتشار السيارات الكهربائية. وهذا سيخفض من حاجة أمريكا إلى السيطرة على الطرق العالمية للنقل البحري.

في نفس الوقت سيكون من المهم أكثر المحافظة على منظومة إمدادات الطاقة الكهربائية في الولايات المتحدة في حالة صالحة للعمل وتوفير الأمن لها. خلال العقود القادمة ستوفر الطاقة الكهربائية المنتجة في البلاد بما في ذلك باستخدام طاقة الشمس والريح الجزء الأكبر من شبكة المواصلات الأمريكية في حين أن كمية النفط التي تستهلكها السيارات ستنخفض فمن المحتمل أن استيراده أيضاً سيقل.

لهذا السبب يحتمل أن حكومة الولايات المتحدة ستضطر إلى رفع النفقات على حماية أصول الطاقة والبنى التحتية داخل البلاد وفي نفس الآن تقليل النفقات على اليقين أن النفط الأجنبي سيصل إلى سواحل البلاد.

ستزداد حصة سوق الغاز الطبيعي

خلال السنوات الثلاث والعشرين القادمة سيستمر انخفاض الطلب على الفحم في حين أن الطلب على النفط الخام سيستمر في الارتفاع إذا كان رخيصاً نسبياً. أما حصة النوع الآخر من الوقود الأحفوري وهو الغاز الطبيعي فيجوز أن تزداد في السوق العالمية للطاقة.

يخلق الغاز الطبيعي انبعاثات الكربون وجزيئات ضارة تلوث المياه وتسبب الضباب الدخاني. عدا ذلك فبفضل الابتكارات التكنولوجية أصبح استخراج الغاز الطبيعي أرخص ثمناً أما ارتفاع الطلب العالمي فأدى إلى أن المنتجين أخذوا يستثمرون مبالغ هائلة إلى قوى تمييع وتصدير الغاز.

سيتم استخدام الغاز الطبيعي بشكل أوسع بمثابة المادة الخامة للصناعة البتروكيماوية ولا سيما في الولايات المتحدة. ففقط في السنوات العشر المقبلة يخطط منتجو البتروكيماويات استثمار 200 مليار دولار في توسيع القوى الإنتاجية على ساحل خليج المكسيك. ويحتمل أن هذه المصانع ستعمل خلال العقود المقبلة.

سينخفض عدد الناس الذين يعيشون دون كهرباء بمرتين

Fabio Lamanna / Shutterstock.com

حسب معطيات منظمة الأمم المتحدة في الوقت الحالي 1.2 مليار إنسان ما زالوا محرومين من الكهرباء. ولو أن الأمم المتحدة تسعى وراء توفير الطاقة الكهربائية للجميع قبل حلول عام 2030 خلال السنوات الثلاث والعشرين القادمة سينخفض هذا العدد إلى 500 مليون إنسان تقريباً وذلك لأن زيادة إنتاج الطاقة سيتم غالباً على حساب الدول النامية.

حسب تقديرات الوكالة الدولية للطاقة معظم الناس المضطرين إلى الاستغناء عن الكهرباء سيكونون من سكان المناطق الريفية الإفريقية جنوبي الصحراء الكبرى.

سيزداد الارتباط بين الماء والطاقة

خلال العقود القادمة سيكون الماء من أكثر الموارد المحفوفة بالمخاطر. فبسبب التغير المناخي والتزايد المستمر لسكان الأرض يجوز أن يصبح الماء قبل حلول عام 2040 أغلى ثمناً والوصول إليه سيكون أصعب. وستؤثر العواقب على صناعة الطاقة كذلك.

من المحتمل جداً أن العلاقة بين الماء والطاقة تصبح وثيقة أكثر. بما أنه خلال ال20-25 سنة قادمة يتوقع التزايد السكاني على الأرض بمليار نسمة على الأقل سيحتاج الناس إلى مصادر إضافية للماء النقي. وسيحصلون على الجزء منها بطرق كثيفة الاستهلاك للطاقة كالتحلية والتنقية.

في نفس الآن يلعب الماء دوراً رئيسياً في صناعة الطاقة، إذ هو البخار المحرك للمولدات في محطات الطاقة الكهربائية، والأنهار التي تغذي المحطات الكهرومائية، وكذلك يستخدم الماء في التكسير الهيدروليكي لآبار النفط والغاز. سيحتاج العالم إلى المزيد والمزيد من الماء لاستخراج الطاقة والحفاظ على حياة الناس.

اقرأ أيضا:
Strawberry Cake Media Corp. © 2024 ما معنى Cookies هيئة التحرير أرشيف

ihodl.com - نشرة مصورة عن العملات المشفرة و الأسواق المالية.
نقوم كل يوم بنشر أفضل المقالات عن الأحداث الأخيرة للقراء المهتمين بالاقتصاد.