هل العملات المشفرة فئة جديدة من الأصول؟
دونات سوروكين\تاس
الصفحة الرئيسية مال, العملات المشفرة

من الراجح أن البيتكوين سيصبح فئة الأصول الجديدة والمستقلة كالذهب أو الأسهم التي يمكن أن يتاجر بها كبار المستثمرين والتي تخضع للتنظيم، هذا ما صرح به هذا الأسبوع في المقابلة مع Reuters الرئيس الفخري لـ CME Group ليو ملامد. سيجعل تشغيل العقود الآجلة بيع البيتكوينات على المكشوف ممكناً وهذا ما قد يجلب كبار المستثمرين من المؤسسات وليس المضاربين فقط حسبما قال ملامد. وقد أشاد إلى أوجه الشبه بين العملة المشفرة والعقود الآجلة لتجارة العملة في سوق العملات الدولية التي تم تشغيلها عام 1972: "في السبعينات لم يكن العالم يعتبر تجارة العملة أداة مالية كاملة، وأنا أيضاً سلكت سبيلاً طويلاً من عدم الإيمان (بالبيتكوين) إلى الرغبة في معرفة المزيد".

هل ملامد محق؟ يروي الخبير المالي والمدير الإداري ورئيس قسم أبحاث الأسواق المالية لدى AQR Capital Management آرون براون ما هي المعايير التي ينبغي الاسترشاد بها للبحث عن الجواب على هذا السؤال.

إذاً هل العملات المشفرة هي فئة معينة من الأصول؟ هذا يعود إليك. حين تشكل محفظة الاستثمارات هل تضيف إليها هذه العملات الجديدة إلى جانب الأسهم والسندات وأدوات السوق المالية؟

هذا لا يتعلق بقضية وجوب الاستثمار أو عدمه وبأية كمية. يجوز أن تعتبر العملات المشفرة بأنها فئة من الأصول ومنحها وزن الصفر أو حتى ما دونه في محفظتك. أو يجوز أن تقرر أنها ليست فئة الأصول وتحاول الكسب على حركتها بواسطة فئات أخرى من الأصول.

يوجد سببان رئيسيان لإبراز فئات الأصول.

أولاً تستخدم مختلف الفئات بطرق مختلفة. الأسهم يشترونها غالباً مع حساب نموها والسندات لقبض عائد القسيمة، أما أدوات السوق المالية فمن أجل السيولة. من البديهي لمعظم المستثمرين تثبيت المؤشرات الهادفة للنمو والعائد والسيولة لمحفظتم قبل اتخاذ قرارات معينة بخصوص الأصول.

ينبغي الإشارة أنه من وجهة النظر هذه ليس من الضرورة نسب الأصول إلى فئاتها الاسمية. يجوز أن تشتري سنداً إشكالياً أو قابلاً للتحول متوقعاً تغير حالة جهة الإصدار، فسيلعب في محفظتك نفس الدور الذي تلعبه الأسهم، أو شراء سند الخزينة من أجل السيولة وتصنيفها إلى الموارد النقدية. زد إلى ذلك أنه يمكن نسب بعض الأصول كالأسهم ذات الأرباح الموزعة العالية إلى فئتين من الأصول وذلك لأنها لا تقتصر بالنمو فقط بل وتأتي بدخل مستمر.

بعض المستثمرين يخرجون خلف إطار الفئات الثلاث الكبيرة من الأصول. تمثل الإضافة المنتشرة إلى المحفظة العقارات والمواد الخام والسندات المحمية من التضخم، وهذه الأصول تستخدم لتثبيت المؤشرات الهادفة للتضخم حسب المحفظة. بعض المستثمرين يضيفون القرض. ولكن خطوة عقلانية كذلك هي الإيداع في القيم المادية عبر الأسهم المتعلقة بها أو إلى القرض عبر السندات. إذا كان شيء ما يسمى بفئة الأصول هذا لن يغير من حجم ودائعك في هذه الأداة وإنما يغير طريقة توزيع الموارد ومراقبة ديناميكية ثمن الأصل.

هل ينبغي الاعتبار أن العملات المشفرة لا تستخدم كأصول مالية تقليدية لذا فالاستثمار فيها هو قرار على مستوى استراتيجية المحفظة؟

سيكون الجواب بالإيجاب للغيك (المهووسين) الذين يشاركون في تصميم العملات المشفرة ويستخدمونها في المعاملات. وسيكون الجواب سلبياً للناس الذين يشترون العملات المشفرة لأن ثمنها قد ارتفع منذ فترة، ويأملون بيعها حين يرتفع ثمنها أكثر، وكذلك لأولئك الذين يشترون العملات المشفرة فقط من أجل الحماية من التضخم.

أما البقية فعليهم الإدراك أن أي تنبؤ يبدو حقيقياً: إما ستسهم العملات المشفرة في تطوير سوق قطاع الأعمال غير التقليدية وهذا سيؤدي إلى انجراف الحدود بين المستثمرين والموظفين والعملاء، إما ستستخدم تكنولوجيا البلوكشين من قبل الأعمال التجارية التقليدية التي تمول على حساب توزيع الأسهم والسندات. ونكرر أن القضية لا تنحصر فيما تفكر عن احتمال نجاح العملات المشفرة والتكنولوجيا المتعلقة بها وإنما فيما إذا كنت تعتبر أن قيمتها (في حال وجودها أساساً) ستجذب الشركات التقليدية أو حاملي الأصول المشفرة. ليس من الضرورة أن تعرف هذا بالتأكيد. إذا كنت تعتبر أن هناك احتمال كبير أن جل الاقتصاد في المستقبل ستمثله الأصول المشفرة فمن المنطقي أن تفكر كيف سينعكس هذا على محفظتك الاستثمارية.

ينحصر السبب الثاني لوجود فئات الأصول في صعوبة المقارنة بين مختلف أنواعها مثلاً الأسهم والسندات. بعد أن اخترت فئة الأصول يجوز لك أن تدرس كل الأصول المحتواة فيه واختيار التركيبة المناسبة أكثر من غيرها لاستراتيجيتك. واذا لا يهمك في العملات المشفرة سوى ديناميكية السعر عندئذ ينبغي نسب هذا الأصل إلى فئة الأسهم. إذا كنت تخطط لقراءة الوثائق الرسمية وإجراء محادثات مع المصممين واختبار الشيفرة وحساب العائد المقبل عندئذ من الأفضل أن تبرزها كفئة منفصلة من الأصول وذلك لأن هذه الدراسات تختلف عن دراسات الأسهم والسندات.

بقيت مجموعة واحدة من المستثمرين الذين يهتمون بالمؤشرات الأساسية للعملات المشفرة ولكنهم يفضلون لو يكلفوا إجراء الأبحاث إما إداريي صندوق نشط أو السوق نفسها أي الإيداع في صندوق المؤشرات. هنا ينبغي اختيار كيفية تقييمك للاستثمارات. إذا أردت استخدام المؤشرات التقليدية مثل ألفا ونسبة شارب ينبغي المساواة بين هذه الودائع والودائع في الأسهم، وستستخدم هذه الأصول من أجل تحسين النسبة بين المخاطرة والعائد في محفظتك.

ومن جهة أخرى إذا كنت تعتبر أن مهمة الإداري هي عدم قبض الربح بالدولارات وإنما زيادة نمو محفظتك لتشفير العملة المقاسة بالعملات المشفرة عندئذ ينبغي عليك النظر إليها وكأنها فئة منفصلة من الأصول. هل تنوي بيع محفظتك لتشفير العملة نقداً بعد خروجك إلى التقاعد لكي تنفقها في هدوء؟ أم أنك تنوي الكسب بالعملات المشفرة لتملئة حساب معاشك التقاعدي؟

لا تسمح لأولئك الذين يدعون أنهم يعرفون كل شيء أن يفرضوا عليك ما إذا كان عليك أن تنظر إلى العملات المشفرة بأنها فئة من الأصول أم لا.

هذا القرار لا علاقة له أبداً بالارتباطات وحجم التداول ورسملة السوق والعائد المتوقع وإدارة الشركات أو تنظيمها. يجري الحديث عن كيفية تخطيطك للمستقبل. إذا كنت ترى أن العملات المشفرة هي وسيلة محتملة للرفع من رفاهيتك المودعة في الأصول التقليدية عندئذ ينبغي نسبها إلى الفئة التقليدية من الأصول. أما إذا كنت تعتبر أنها ستمهد لك السبيل إلى نوع جديد من الثروة عندئذ ينبغي إبرازها كفئة منفصلة.

المصدر: Bloomberg

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق