لماذا يجوز أن يكون أحدهم مع البلوكشين وضد البيتكوين
Pincasso / Shutterstock.com
الصفحة الرئيسية مال, البلوكشين, بيتكوين

يحكي كاتب العمود Bloomberg تيم كولبان عن الفرق بين التكنولوجيا وإحدى وسائل استخدامها التي تراها بوضوح المؤسسات المالية العالمية.

البيتكوين لا يتساوى مع البلوكشين كما أن البلوكشين ليس نفس البيتكوين. تحتاج هذه الفكرة إلى تكرار: يجوز أن تكون مع البلوكشين وضد البيتكوين.

في الأسبوع الماضي شارك المدير العام لـ Credit Suisse Group تيجان ثيام رئيس JPMorgan Chase & Co. جيمس دايمون في مهاجمته للبيتكوين (Bitcoin). وقد وصف ثيام هذه العملة المشفرة كونها "المثال الحقيقي للفقاعة".

في غضون ذلك تدرس كلتا الشركتين وسائل استخدام البلوكشين في أعمالهما، وتقوم بالشيء نفسه عشرات الشركات أخرى، أما الماجنون فوجدوا في ذلك نوعاً من النفاق.

منذ فترة أشاد لي أحد قراء أعمدتي إلى أنه رغم انتقاد دايمون تدرس JPMorgan تكنولوجيا البيتكوين عبر منصتها Quorum. برأيي ليس ثمة تناقض بين هذين الموقفين.

أنشئ البيتكوين بناء على تكنولوجيا البلوكشين، لكن البيتكوين ليس الخيار الوحيد لاستخدام البلوكشين. يوجد كذلك محضر Ethereum. فيما عدا العملة المشفرة الإيثريوم التي تبلغ رسملتها حالياً 30 مليار دولار توجد طرق أخرى لاستخدام هذا المحضر مثلاً العقود الذكية. البيتكوين ليست لديه وظيفية كهذه، إذ يمكن بواسطة التكنولوجيا الكامنة فيه تحويل الموارد فقط.

وهذا أحد الأسباب لماذا يؤكد دايمون وثيام وأكسل ويبر من UBS والكثير غيرهم من الخبراء الماليين بأن البيتكوين ليست لديه قيمته الخاصة.

حتى هذا الوقت كانت الأسواق تجادلهم في ذلك كثيراً.

كما أن هؤلاء الصيرفية الثلاثة يجسدون النظام المالي التقليدي الذي يتمرد ضده الفوضويون المشفرون الذين تنحصر فكرتهم في أنه إذا كان لدى الناس إمكانية إرسال المال لبعضهم البعض مباشرة وبصورة رقمية مع مراعاة تدابير الأمن فهذا يقلل من الحاجة إلى المصارف العالمية. كما ويزعم أنصار البيتكوين أن الصيرفية الذين يهاجمونه يفعلون ذلك فقط لصالح أعمالهم التجارية. من الجائز أن هذا التفسير أقرب إلى الحقيقة من الكلام عن خطر الاحتيال.

ومع ذلك يجوز أن تلعب تكنولوجيا البلوكشين دوراً كبيراً في تطور المؤسسات المالية كذلك ، وهم يعرفون ذلك. المصارف لا تخفي ذلك رغم أنها ما زالت تقول أن البيتكوين هو احتيال.

ومن جهة أخرى رغم التصريحات العلنية من لدن معظم المصارف حول عملها مع البلوكشين قد يكون في هذا المجال الأقوال أكثر من الأفعال حتى الآن، ولكن حتى هذا لا يجعلهم منافقين.

إنهم يقولون فقط أن البيتكوين ليس مستقبل البوكشين، وبخلاف الكثير من النقاد يحق لهم التأكيد على ذلك لأنهم يدركون الفرق.

من أجل وصف تكنولوجيا جديدة تستخدم كذلك سائر المصطلحات الغريبة، وأكثرها شعبية هي السجل الموزع العام ولو أن البلوكشين هو ليس إلا أحد الطرق الفنية لإنشاء سجل كهذا، هذا ما فسره أنتوني لويس مدير أبحاث جمعية المصارف العالمية والمؤسسات الحاكمة R3.

ينتمي لويس إلى الفريق الذي يقوم بتصميم ما يسمى بالمعاملات "الذرية" التي تم من خلالها تبديل صاحب مبلغ من المال أو ورقة مالية على الفور. يجوز بواسطة هذا الإقبال التخفيف من خطر المتعهد المحتمل والرفع من السيولة وإسراع عملية معالجة المعاملات وخفض تكاليف إجرائها. هذا مثال تكنولوجيا السجل الرقمي غير المتعلق بالبيتكوين.

في العام الماضي أظهر Credit Suisse عضو جمعية R3 استخدام السجلات الرقمية للتعامل مع القروض المشتركة. ويقوم JPMorgan الذي تخلى عن R3 بغرض التحرك في اتجاه آخر بتطوير منصة Quorum التي توصف كنسخة الشركات Ethereum. وهذا مثالان آخران على استخدام البلوكشين دون أية علاقة بالبيتكوين.

على النقاد أن يدركوا أن رؤساء المصارف الكبيرة والمؤسسات المالية ليسوا مرتابين من البلوكشين، إنهم يهاجمون البيتكوين لإدراكهم الفرق بين البيتكوين والبلوكشين، ويرون أن السجلات الرقمية تتمتع بإمكانيات أكثر.

المصدر: Bloomberg

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق