في بعض الأحيان تكون المضاربة على هبوط الأسعار في سوق الصين فعالة حتى في هونغ كونغ.
حاول المضاربة ضد الشركات التي تعمل في المجالات غير الشفافة والتي ليس لديها حلفاء أقوياء.
لنأخذ على سبيل المثال ما حدث مع China Huishan Dairy Holdings Co.، التي تستعد للتصفية، فقد اكتشف أن صافي ديون الشركة قد تبلغ 1.6 مليار دولار تقريباً. وقد بدأت شركة Muddy Waters Capital التابعة لكارسون بلوك بالحرب على Huishan في شهر ديسمبر من العام الماضي. وقد صور بلوك بواسطة طائرات دون طيار جزء من مزارع الشركة فاستنتج بعد ذلك أن منتج مشتقات الحليب يبالغ في أرقام المبيعات وليس له في الواقع أي ثمن.
قبل حلول شهر مارس تبين أن رئيس مجلس الإدارة يانغ كاي المسيطر على 71% من أسهم Huishan قد رهن كل حصته تقريباً في الشركة بمثابة ضمان القروض، أما المدير المالي فقد اختفى، كما وذهب الكثير من أفراد مجلس الإدارة.
منذ ست سنوات أثبت بلوك على وجود احتيالات في الشركة الصينية لصناعة الأخشاب Sino-Forest Corp. التي كانت تباع أسهمها في بورصة تورونتو.
يبين هذان المثالان أن ارتفاع أسهم هونغ كونغ بنسبة 33% في هذا العام ليس عائقاً على طريق المضارب الجيد على هبوط الأسعار. كلتا الشركتان كانتا تعملان في مجالات غير شفافة إلى حد ما، أما الصيرفية الذين كانوا يحررون مستندات لـ IPO فكان يصعب عليهم البرهان أن Huishan أو Sino-Forest كانتا فعلاً تمتلكان الخشب أو الأبقار المعلنة عنها.
ومن جهة أخرى توجد في الصين شركة Evergrande Group التي تنال إعجاب الكثير من المضاربين على هبوط الأسعار. فهي تعمل في السوق الصينية العقارية وهذا الفرع هو أحد أكثر الفروع في العالم من التي تتعرض للدراسة والتحليل.
في عام 2012 وضع المضارب الأمريكي على هبوط الأسعار أندريو ليفت من Citron Research موضع الشك البيانات المالية لدى Evergrande، وفي العام الماضي تعرض للغرامة المالية، فقد أثبتت محكمة هونغ كونغ أنه نشر معطيات "كاذبة و/أو مضللة".
ارتفعت أسهم Evergrande منذ شهر يناير بنسبة 500% وجزئياً بفضل حصول جوزيف لاو من China Estates Holdings Ltd. على حصة من الشركة.
لكن المضاربين على هبوط الأسعار ينبغي عليهم التخاوف ليس فقط من الممولين الأثرياء الذين يظهرون فجأة، بل ومن الدعم من لدن الوسطاء، فحسب معطيات Bloomberg حين هجمت Muddy Waters على منتج الأرائك Man Wah Holdings بات المحللون المتفائلون عائقاً لهم.
ومع ذلك في بعض الأحيان يجوز التغلب حتى على أكثر المساهمين نفوذاً، فقد بين بلوك هذا على مثال يانغ من Huishan. ومن جهة أخرى إذا تذكرنا قصة Evergrande فنلاحظ أن الكثير من المضاربين على هبوط الأسعار قد أفلسوا إثر معارضتهم لرئيس مجلس الإدارة خواي كا يان.
ثمة خطر آخر وهو توقف المتاجرات، فقد توقف رواج أسهم Tianhe Chemicals Group Ltd. في البورصة في شهر مارس من عام 2015 وذلك بعد أن أعلن محللون مجهولون عن المبالغة في الربح وغيرها من انتهاكات المحاسبة بعد عدة أشهر من IPO الشركة.
ومع ذلك توجد في هونغ كونغ الكثير من الشركات الصينية التي تعمل في مجالات غير شفافة والتي تحافظ على توازنها وهي على حافة جرف (أو أبعد من ذلك)، والجهات التنظيمية للمدينة غالباً ما تعجز عن مراقبة الشركات التي يتواجد مديروها وأصولها غالباً على القارة.
فلذا يجوز لمضارب على هبوط الأسعار منتبه أن يربح شيئاً في هذه السوق.