كيف تكف عن إنفاق كميات زائدة من المال
freestocks.org/Unsplash
الصفحة الرئيسية مال, الميزانية_الشخصية

خمس حجج حمقاء لإجراء مشتريات لا تستطيع تحملها.

كلنا قادرون على تهدئة ضميرنا وتنويم الفكر السليم في الوقت المناسب كي نفعل ما لا يجب أن نفعله، وخصوصاً حين يتعلق الأمر بالتسوق.

بغض النظر عن الأسباب المنطقية تماماً التي تلفقها بمهارة كي تنزل بقرضك إلى تحت الصفر وتفرغ حصالتك أو تنفق المال الذي هو واقعياً غير موجود بحوزتك بأية طريقة أخرى إن العيش فوق قدراتك المالية سينعكس دون شك بوجع رأس فظيع. حان الأوان الكف عن الإسراف والتبذير مع تبرئة النفس في ذلك.

1. "أنا أستحق ذلك"

بعد نهار طويل وشاق من العمل تقرر زيارة متجرك المفضل، ولِمَ لا، ألا يحق لي أن أدلل نفسي بعد هذا العمل المرهق؟ المشكلة أن هذا ليس بوسعك. بعد إنهاء مشروع هام تذهب إلى جولة فاخرة وذلك لأنه حان وقت الاستراحة، بالقرض طبعاً. وعندما امتنعت سيارتك العجوز عن التشغيل تقرر هدر كل أموالك على سيارة رياضية للتباهي أمام عابري السبيل.

الشراء الغالي قد يكون قرة عين لفترة ما، ولكن الديون التي أخذتها من أجله سرعان ما ستنزلك من السماء إلى الأرض. هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟

كيف تصلح الوضع

إذا كنت تعتبر نفسك مستحقاً ما هو فوق قدراتك فهذه بلبلة. ما تستحقه فعلاً هو التخفيف من توتر الأعصاب والمزيد من السعادة. ثمة وسائل كثيرة كيف تكافئ نفسك على العمل الشاق، وهي لا تتعلق بإنفاق المال. خصص بعض الوقت للتنزه مع صديقك/ صديقتك، أو شاهد مسلسلك المفضل أو مجرد فكر بشيء جيد.

أما عندما تتعذب وتضطرب من عدم وجود الشيء الذي تستحقه حتماً خصص دقيقة لتحرير قائمة الأشياء الموجودة لديك والتي أنت شاكر عليها. هذا سيجعلك تنظر إلى مآثرك من طرف آخر.

2. "لقد اشتريت هذا بخصم"

كثير ما نقوم بمشتريات فقط لأن السلعة قد رخص سعرها فجأة، فيدفعنا إلى ذلك دماغنا غير العقلاني. مع الأسف الباعة يعرفون هذه الألعاب للتفكير الإنساني ويستغلون ذلك قدر الإمكان. تعمل المتاجر كل ما بوسعها كي تبدو السلع جذابة للمشتري قدر الإمكان: ترفع الأسعار كي تنزلها فيما بعد إلى مستوى "الخصم" وكذلك ترسل كتيبات الإعلانات مع قائمة السلع التي تباع بالعرض إلى بريدك مباشرة.

كيف تصلح الوضع

ثمة وسيلتين: أولاً تجنب "الأوكازيون" حيث سيغرونك بالأسعار "المنخفضة"،. حسب الأبحاث التي أجريت عام 2013 جاءت في مجلة علم النفس الشخصية بأن الوسيلة الوحيدة للامتناع عن الإغراءات هو اجتنابها. وقد حدثت مايا سلافيتس عن ذلك في أبحاث TIME: "كانوا [ الناس ذات الانضباط الذاتي المدرب] يتجنبون المواقف التي تعرض قوة إرادتهم للاختبار الزائد، وقليل ما كانوا يتكلمون عن ضرورة الاختيار بين المتعة قصيرة الأمد ومن ثم الشعور بعدم الارتياح طويل الأمد".

أما الذين ي لا يستطيعون مقاومة أنفسهم أمام "الاوكازيونات" فتوجد طريقة أخرى للقضاء على هذا التبرير الكاذب: وجه لنفسك ثلاثة أسئلة عن السلعة التي تباع بالخصم فتغريك:

  1. هل أنا بحاجة إليها؟
  2. لو كان سعره اعتيادياً هل كنت قد اشتريتها؟
  3. هل بوسعي إنفاق هذا المبلغ؟

إذا لم يكن جوابك على الأسئلة الثلاثة "نعم!" أعد السلعة إلى الرف وانصرف.

3. "كنت أنوي شراء هذا في كل الأحوال"

ولكن ماذا لو أنك فعلاً تحتاج إلى السلعة من "الأوكازيون"، ولكنها حتى رغم سعرها المنخفض فوق قدراتك المالية؟ في مثل هذا الحال من السهل جداً أن تقول لنفسك أنك كنت قد اشتريته في كل حال من الأحوال، فلماذا لا أفعل ذلك الآن؟

هل هذا صحيح أم لا ليس مهماً. مع الأسف الناس ماهرون في خداع أنفسهم. تصور أنك في يوم مشمس جميل تقف أمام حذاء مطاطي رائع فتشتريه لأنه "سينفعك يوما ما في كل الأحوال". فبقي هذا الحذاء يلازم الخزانة ولا يغادرها أبداً. تبين أنك لم تكن تحتاج إليه في ذاك الزمان والمكان بالذات، وكان بمقدرتك الاستغناء عنه لفترة طويلة، ولكن المال كان قد بقي بحوزتك. ولكنك أردت شراءه فلذا كان سهلاً عليك إقناع نفسك بأن اتخذت قراراً صحيحاً.

كيف تصلح الوضع

هذا التبرير هو نوع من التظاهر بأنك في حاجة ماسة إلى أية سلعة جميلة. كيف تفرق بين "أريد" و"أحتاج"؟ كلما نويت إجراء شراء غير مخطط له قوي إرادتك واخرج من المتجر وخصص الوقت للتفكير، 24 ساعة مثلاً. وهذا ما سيساعدك بالانتقال من الهيجان: "يا سلام، أريد هذا الشيء الآن" إلى القرار العقلاني: "سأنتظر وأعود لشراء هذا مؤخراً".

4. "لقد كنت أوفر طيلة الشهر ويحق لي أن أدلل نفسي قليلاً"

لقد كنت تستغني عن سيارات أجرة وتركب في باصات مزدحمة، وكنت تشرب باشمئزاز قهوة المكتب سريعة الذوبان بدلاً من لاتيه مع الشربات، كما وكنت تمتنع من زيارة الحانات والأصدقاء. والآن حان الأوان لجني المحصول من هذا التوفير.

المشكلة هو أن هذا التفكير يذكر بتبرير الذين يتركون طعام الحمية أو يغيبون عن تدريبات رياضية. أنت تتذكر الشهر الذي مضى (حين كنت تتناول طعام الحمية وتخرج في الأمسيات للجري) وكأنك ضحيت بشيء. إذا كنت تعتبر أن الغرض من التوفير هو فقط إنفاق كل شيء براحة الضمير خلال مساء واحد فليس ثمة أية فائدة من هذا التوفير.

كيف تصلح الوضع

من المهم إدراك حدود ميزانيتك أو تخطيط المصروفات مسبقاً، وهذا كي لا تشعر نفسك مغروماً ومحروماً ومع ذلك تعيش ضمن إمكانياتك المالية. يجوز تجنب تبرير الذات إذا خططت ميزانيتك بحيث أن تستثني المشتريات التي هي ليست بالدرجة الأولى من الأهمية، وإدراج بدلاً منها الأشياء التي هي فعلاً مفيدة لك. إذا خططت حياتك المالية بشكل مريح ستتخلص من رغبة "ضيافة نفسك" بشيء غالي وغير مهم.

5. "هذا وقت الأعياد"

الأعياد هي حجة ممتازة لشراء هدايا للأصدقاء والأقرباء، وقد يوسوس لك عقلك أنك لا تشتري لنفسك فليس ثمة أية أنانية في ذلك. في آخر الأمر يجب أن يكون لدى الأحباء فرحة العيد وهذا يحتاج إلى هدايا، لذا يجوز ترتيب الحسابات مؤخراً. لكن عواقب الأعياد المسحورة واقعية تماماً، وسيحزن أقرباؤك بعد أن يعرفوا أنك غرقت في الديون من أجل فرحتهم بالهدايا.

كيف تصلح الوضع

أفضل طريقة للتخلص من الأعذار هو الإدراك ما الذي تناله أنت من نفقات العيد على الهدايا والحلي والضيافة. ربما فيما عدا أفراح عائلتك تشتري كذلك مكانة بابا نويل أو منظم مائدة العيد الفاخرة.

حين تعترف أن مصروفات العيد ليست نزيهة كل هذا الحد وأنت تنال شيئاً ما في نتيجة مصروفاتك الباهظة، سيجوز لك أن تبتكر وتخترع شيئاً بديلاً الذي لن يحرمك من مالك.

المصدر: Business Insider

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق