لماذا يصعب إلى هذا الحد الفهم ما هو ثمن العملة المشفرة
الصفحة الرئيسية مال, العملات المشفرة

منذ بداية الانهيار أثناء الركود العظيم في شهر مارس من عام 2009 بلغ الربح وفقاً لمؤشر S&P 500 وهو (INDEX: SPX) حوالي 300%ً. وهذا أحد أفضل المؤشرات من التي شاهدها المستثمرون إذ أن تاريخياً يبلغ المتوسط السنوي من ربحية سوق الأسهم مع حساب التضخم وإعادة تمويل الأرباح الموزعة 7%.

لكن العملات المشفرة اجتازت سوق الأسهم فتركتها بعيدة في الخلف. منذ بداية العام وصل إجمالي رسملة السوق لكل العملات المشفرة من 17.7 مليار دولار إلى 370 مليار دولار. لكي تكسب الشيء نفسه في سوق الأسهم قد يستغرق هذا كل العمر، أما المستثمرون المشفرون فقبضوا الربح بنسبة 2000% تقريباً خلال أحد عشر شهر (بالطبع إذا كانوا يمتلكون الكوينات منذ بداية العام).

لماذا تنمو بهذه السرعة

من الصعب ذكر سبب واحد لهذا النمو الحاد للعملات المشفرة. يظهر أن هناك عدة عوامل.

قبل كل شيء هو الضجيج الهائل المتعلق بتكنولوجيا البلوكشين التي ترتكز عليها معظم العملات المشفرة وفي المستقبل يجوز أن تغير بشكل جذري قطاع الخدمات المالية.

عدا ذلك يرى الكثيرون قدرة العملات المشفرة بأنها ستصبح إحدى أشكال الدفع في عمليات p2p والصفقات التجارية. بدأت بعض الشركات المعروفة بقبول البيتكوين (Bitcoin) بمثابة دفع منذ عام 2014، ومنذ ذاك الحين زاد عدد متاجر التجزئة التي تقبل البيتكوينات. وذهب أبعد من ذلك متجر الإنترنت Overstock.com إذا يجوز فيه إجراء مدفوعات بالبيتكوينات والاثريوم وكذلك بـ Ripple و اللايتكوين و Monero و Dash.

من الراجح أن الكثير من المستثمرين يستثمرون في العملات المشفرة في الغالب تحت تأثير الانفعالات، فهم يرون أن الأصل يغلى بسرعة فيخشون أن تفوتهم مصلحتهم. يجوز فهمهم في ذلك، فثمن البيتكوين ارتفع بنسبة 1300% تقريباً منذ بداية العام، أما رسملته فتتفوق على رسملة بعض الشركات مثل General Electric وهي (NYSE: GE) و Walt Disneyوهي (NYSE: DIS).

لماذا يستحيل تقدير العملات المشفرة بصورة صحيحة

لكن لكل ناصر للعملات المشفرة يوجد متشكك فيها الذي يؤكد بأن السوق هو عبارة عن فقاعة، ومن الجائز أن هذا المتشكك محق، ومن الجائز أنه مخطئ. نحن لا نعرف من المحق وذلك لأن إجراء التقدير الموثوق للبيتكوين و الاثريوم و اللايتكوين و Ripple وغيرها من العملات المشفرة المشهورة مستحيل لسببين.

1. لا يمكنك الرهان ضد العملات المشفرة (على الأقل في الوقت الحالي).

أولاً حتى الآن لا توجد لدى المستثمرين إمكانية المضاربة على هبوط أسعار العملات المشفرة بالرهان ضدها.

وفي الحال مع أسهم المستثمرين بالتجزئة والمستثمرين من المؤسسات توجد إمكانية بيع أو شراء قصير الأمد للخيارات التي تحتمل انخفاض سعر الأصل. وبفضل هذا يجوز سواء للمتحمسين أو المتشككين كسب المال بغض النظر عن ارتفاع أو انخفاض السعر.

وبالمقابل يوجد لدى مستثمري العملات المشفرة عملياً خيار واحد ألا وهو البيع أو الشراء. ليس هنالك إمكانية البيع قصير الأمد كما ولا توجد خيارات. من الجائز أن الحالة الاستثنائية الوحيدة هي Bitcoin Investment Trust وهو (OTCMKTS: GBTC) الذي تحتوي محفظته على كمية معينة من البيتكويات. توجد لدى المستثمرين إمكانية إجراء بيع قصير الأمد للأوراق المالية للصندوق إذا اعتبروا ضرورياً الرهان ضد البيتكوين. لكن طرق تحديد سعره السوقي العادل قليلة.

قد يتغير الوضع بعد أسبوع أو اثنين. ستشغل البورصتان CBOE و CME Group في 10 و 18 ديسمبر لأول مرة في التاريخ تجارة العقود الآجلة على البيتكوين. سيؤدي هذا ليس فقط إلى جذب الأموال إلى سوق العملات المشفرة من لدن المستثمرين من المؤسسات بل وسيمنح المستثمرين أول إمكانية واقعية للرهان ضد البيتكوين. لكن تدفق أموال جديدة إلى السوق قد يؤدي إلى خسائر المستثمرين في البيتكوين.

2. في حقيقة الأمر أنت لا "تستثمر" في العملات المشفرة

ينحصر السبب الثاني لاستحالة تقدير العملات المشفرة عملياً في أنك في حقيقة الأمر لا "تستثمر" في هذه الأصول لأنها غير مدعومة وغير مراقبة أبداً.

حين تشتري أسهم شركة تمتلك حصة منها مهما كان معدلك صغيراً. عدا ذلك تقوم الشركة بنشر معطيات الميزان الحسابي والتقارير عن الأرباح والخسائر وكذلك تقدم مختلف المستندات للمنظمين، فيجوز للمستثمرين استخدام كل هذه البيانات لتحديد سعر السهم.

أما في حال العملات المشفرة فالأمر يختلف، فشراء التوكينات لا يمنحك حصة في بلوكشين البيتكوين أو Ethereum ولو أنه برأي معظم الخبراء هو بالذات يكمن القيمة الحقيقية للعملات المشفرة. زد إلى ذلك بما أن هذه العملات محرومة من الدعم الحكومي ليس ثمة أي شيء عملياً تتعلق به حركتها إلى الأعلى أو إلى الأسفل. قد تؤدي أخبار أن متجر تجزئة ما قد بدأ قبول التوكينات للدفع بها إلى نمو العملة المشفرة ولكن هيهات أنها ستجعل المستثمرين يدركون قيمتها الواقعية.

وإذا كان تشغيل تجارة العقود الآجلة قادراً على حل المشكلة الأولى فلا يوجد حل للمشكلة الثانية إطلاقاً إذا أخذنا بالحسبان أن اللامركزية هي الميزة الرئيسية للعملة المشفرة.

بكلمة واحدة يرجح أن التقلب سيبقى عالياً أما "تقديرات" العملات المشفرة فستبقى عديمة الفائدة للمستثمرين التقليديين.

المصدر: The Motley Fool

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق