العقود الآجلة بالبيتكوين: لماذا لا يتذوق الصيرفية الاستثماريون طعم النوم الهادئ في الليالي
الصفحة الرئيسية مال, بيتكوين, العملات المشفرة

شغلت Cboe Global Markets تجارة العقود الآجلة على البيتكوين يوم الأحد في العاشر من شهر ديسمبر، لكن هذه القضية بدأت تقلق رؤساء بعض المصارف الكبيرة قبل ذلك بفترة طويلة.

ما زالت بعض المصارف تتردد ما إذا كانت هذه الأداة مستحقة لتقديمها للعملاء، وإذا نعم فكيف توفر هذه العملية. صرح في المقابلة بعض الرؤساء والتجار بأن أقسامهم تسعى نحو بدء العمل مع العقود الآجلة بالبيتكوين، لكن أكثرهم عبروا عن مخاوفهم مؤشرين إلى المشكلات والأسئلة التي بقيت دون أجوبة. بسبب التقلبات الكبيرة لسعر البيتكوين تبدو السوق في الأسبوع الماضي أكثر خطراً.

أجرى Bloomberg مقابلة مع موظفي ستة أكبر مصارف استثمارية وكلهم تكلموا بشرط عدم الكشف عن هويتهم. في بعض الأحيان سبب ذلك هو أن ما قالوه يناقض التصريحات العلنية من لدن رؤساء شركات. ويعتبر الآخرون أنه ما زال الوقت مبكراً لاتخاذ موقف معين ما. وها هي بعض المشكلات التي تقلق الخبراء الماليين.

مشكلات السمعة

خلال الأشهر الأخيرة كان بعض رؤساء المصارف وقواد الفروع يسخرون من البيتكوين وهو (Bitcoin). وقد حدث أن سموه بـ"الاحتيال" و"معيار الفقاعة" و"مؤشر غسل المال" كما ونعتوه بالعديد من الكلمات المذمومة بشكل منفرد.

فإذا أخذت نفس مصارف الاستثمار بمساعدة العملاء بالاستثمار في العملات المشفرة فكيف سيبدو هذا؟ كيف يجوز أن يبدو التعليق حول العقود الآجلة إذا حدث أنه وقع في دعوى قضائية؟ مثلاً سمى أحد الصرفية المستثمرين بشكل منفرد العملة المشفرة بـ"قرفكوين".

عملة أم سلعة؟

يعتبر أنصار البيتكوين بأنه عملة، أما لجنة تجارة العقود الآجلة للسلع فتعتبره سلعة، وتشاركها الرأي في ذلك Goldman Sachs Group وهي (NYSE: GS). لذا فمن الطبيعي تكليف تجارة العقود الآجلة بالبيتكوين للتجار من الأقسام المناسبة.

لكن أحد الصيرفية كان قد قال للوكالة أنه توجد على الأقل حجة واحدة لصالح تكليف العمل بالبيتكوين للتجار المختصين بالأسهم. برأيه البيتكوين يتصرف على غرار سهم غير مستقر، أما العقود الآجلة فتشبه على الأقل الخيارات التي يجوز بواسطتها مراقبة أدوات كهذه.

تقلبات جادة

حين تكون أسعار الأصول مستقرة فمن مصلحة المصارف أن تتمثل بمثابة صناع السوق أي مساعدة الشاري على شراء أو بيع أصل ومن ثم الانتظار بعض الوقت ريثما يتم العثور على عميل آخر يريد أن يتخذ موقفاً معاكساً.

بيد أن البيتكوين خطر جداً للمصارف وذلك لأن سعره قد يتغير كثيراً بدقائق، وليس ثمة نموذج متخذ لحساب السعر على الميزانية العمومية. لذا ستحاول المصارف على إجراء تبادل البيانات في العقود بالتوصيل بين المشترين والباعة. لكن هذا قد يكون صعباً. حسبما قال بعض التجار إن الكثير من العملاء يهتمون بالمواقف القصيرة. وهذا قد يعقد عمل مصارف الاستثمار وذلك لأنه من دون مواقف طويلة قد تكون المتاجرات غالية الثمن ومعقدة.

أخطار في تبادل البيانات

جاء في رسالة رابطة مجال العقود الآجلة التي ظهرت هذا الأسبوع أن CME Group وCboe قد باشرتا بتجارة العقود الآجلة بالبيتكوين دون الحساب الصحيح للمخاطر. وقد عبرت المجموعة التي ينتمي إليها أكبر الوسطاء في العالم عن قلقها إزاء التقلبات الشديدة للعملة المشفرة بأنها قد تؤدي إلى إفلاس المستثمرين. وهذا قد يكون صدمة للشركات التي تقترح تبادل البيانات.

المجيء المتأخر إلى السوق

سيصعب للمصارف المنغمرة في البيروقراطية إنشاء كل هذه الآلية واختيار موقفها الخاص خلال فترة قصيرة. قال مصدر الوكالة القريب من Goldman Sachs أنه في بادئ الأمر سيقوم المصرف بإجراء تبادل البيانات حول العقود للعملاء المعينين.

صرح ممثلو Bank of America Corp و Citigroup Inc أنهما لن يقدما تبادل البيانات في الأسابيع القريبة. كما وصرح رؤساء سائر الشركات أنه بقدرتهم الخروج إلى هذه السوق حالما يستعدون لذلك. إذا أرادوا فعلاً الخروج إلى هذه السوق ستسير الأمور على أفضل وجه. ولكن هل يعطي الحضور المحدود للاعبين الكبار الأفضلية للشركات المرنة المستعدة على المغامرة التي ستخرج إلى السوق منذ البداية؟

المصدر: Bloomberg

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق