أدى النمو السريع للعائد والربح إلى الارتفاع الجنوني لسعر أسهم الزعيم في سوق وحدات معالجة الرسومات.
كل مستثمر يراقب قطاع التكنولوجيا يعرف عن شركة NVIDIA وهي (NASDAQ: NVDA). استخدم منتج معالجة الألعاب الرسومية تطوراته غالباً في منظومات الذكاء الاصطناعي ومراكز معالجة البيانات والسيارات ذاتية القيادة. قدرة كل من هذه الأسواق كبيرة جداً فلذا أدى الجمع بين المؤشرات الممتازة للشركة في هذا العام مع آفاق طويلة الأمد إلى النمو العجيب لسعر الأسهم.
دعنا ننظر في بعض منجزات NVIDIA في عام 2017 ونفكر لماذا تترقب الشركة في المستقبل نمواً كبيراً.
القفزة العجيبة للأسعار
في نهاية عام 2016 لم يكن أحد يفكر أن العام 2017 سيأتي لـ NVIDIA بهذا النمو السريع، فقد ارتفع سعر أسهمها خلال سنة بنسبة 224%، بيد أنه في هذا العام زادت أوراق الشركة بنسبة 80%.
وتستمر معدلات NVIDIA في النمو لسببين رئيسيين وهما أن مؤشرات ربع العام تبقى جيدة خلال عام كامل، أما المستثمرون فينظرون بتفاؤل إلى الآفاق في مجال الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية القيادة.
قفزت أسعار أسهم الشركة لأول مرة بعد نشر في شهر مايو نتائج الربع السنوي الأول للعام المالي 2018. ارتفعت المبيعات بنسبة 48% إلى 1,94 مليار دولار، أما الربح فقفز بالنسبة المذهلة 144% فوصل إلى 507 مليون دولار. كما تضاعفت المبيعات في قطاع مركز معالجة البيانات بثلاث مرات تقريباً. أذهلت نتائج ربع العام المستثمرين، أما الأسهم فغلت بنسبة 38%.
استمر النمو خلال معظم فترة السنة ولا سيما بعد نتائج الربع الثالث. ازداد العائد بنسبة 32%، أما الربح الصافي فازداد بـ55%، وربح السهم قفز بنسبة 66% فتفوق بذلك على تقديرات الرئاسة. كما ولا بد أن نذكر أن NVIDIA سبقت تنبؤات المحللين في كل ربع من هذا العام.
البحث المستمر عن إمكانيات جديدة
كما قيل أعلاه ارتفع العائد في مجال مركز معالجة البيانات في هذا العام بشكل ملحوظ، وفي مجالات أخرى أيضاً سار التطور بسرعة عنيفة.
تم تقديم الجيل الثالث لأجهزة الكمبيوتر للسيارات بدون سائق وسمي بـ Pegasus وهي تتفوق على النموذج السابق من حيث القوة بعشر مرات وتسمح للمهندسين على تطوير السيارات ذاتية القيادة مطلقاً. في السابق وقعت NVIDIA عدة اتفاقيات مع شركات كبيرة لإنتاج السيارات، وفي هذا العام انضمت إليها شركتان أيضاً.
في الوقت الحالي يأتي من نصيب قطاع السيارات حوالي 5% من عائد NVIDIA. حسب تنبؤات الرئاسة قبل حلول عام 2025 سيأتي هذا المجال للشركة مبلغاً يصل إلى 8 مليارات دولار.
في غضون ذلك تستمر إمكانيات NVIDIA في مجال الذكاء الاصطناعي في النمو. كما أن معالجات الرسومات تناسب على الوجه الأمثل أنظمة الذكاء الاصطناعي فتفترض الشركة أن شرائحها تستطيع الهيمنة في الحوسبة عالية الأداء والتعليم العميق وغيرها من مجالات الذكاء الاصطناعي (مثلاً في المدن "الذكية").
يفسر عدد من الطلبات في مجال مركز معالجة البيانات باهتمام العملاء بالذكاء الاصطناعي للخدمات السحابية، وإلى جانب تطور أنظمة الذكاء الاصطناعي سيرتفع الطلب على معالجات الرسومات لدى NVIDIA.
جاء في تقرير PwC الذي صدر مؤخراً أن الذكاء الاصطناعي هو "أكبر إمكانية تجارية في الاقتصاد المعاصر سريع التغير" حسبما أفادت MotleyFool. حسب تقديرات الشركة الاستشارية قبل حلول عام 2030 يمكن أن تزيد الحلول في مجال الذكاء الاصطناعي 14% إلى الناتج الإجمالي العالمي. كما وتنبئ NVIDIA بدورها أن سوقها الإجمالي للعناوين في أنظمة الذكاء الاصطناعي ستزداد إلى 38 مليار دولار.
في هذا العام استمر منتج بطاقات الفيديو في زيادة مواقفه في قطاع الألعاب. فما زال يمثل حوالي 59% من عائد الشركة وسبب ذلك هو هيمنة NVIDIA في سوق مسرعات الفيديو المنفصلة. حسب معطيات Jon Peddie Research في الربع الثالث ارتفعت حصة الشركة في سوق GPU إلى 72,8%، أما حصة منافسها الأساسي AMD وهو (NASDAQ: AMD) تقلصت إلى 27%.
من العجيب أن قطاع الألعاب للشركة يتطور باطراد حتى على خلفية النمو في المجالات الأخرى. في الربع الثالث ارتفع العائد من هذا المجال بنسبة 25%. تفوق NVIDIA الكبير بالمقارنة مع AMD يعني أن الشركة في العام القادم يمكنها أن تتوقع نتائج ممتازة.
غالية ولكن متنامية
في الوقت الحالي تبلغ نسبة السعر إلى ربح NVIDIA الأمامي 40. بكلمة أخرى أسهم الشركة غالية إلى حد ما بالمقارنة مع أسهم سائر ممثلي القطاع التكنولوجي. من أجل تبرير السعر العالي يتوجب على NVIDIA أن تنمو باطراد. على أي حال إذا أخذنا بالحسبان منجزاتها في زيادة العائد والربح ربما ستتمكن الشركة من إقناع حتى المتشائمين المتأصلين في قدرتها على التوصل إلى ذلك.