سوق ICO في العام 2017: من مهووسين إلى آلة مهنية لجمع موارد
الصفحة الرئيسية مال, ICO

تحولت المقترحات الأولية للعملات (ICO) التي باتت في دائرة الضوء عام 2017 من الطريقة غير المعروفة نسبياً لجلب الموارد في مجتمع البلوكشين إلى الآلية التي يجوز بها جلب أكثر من 4 مليارات دولار خلال سنة. بفضل ICO أصبح جائزاً لشركات البلوكشين الناشئة جلب الموارد لمشاريعها بإصدار التوكنات الرقمية التي يمكن أن يبيعها المستثمر فيما بعد أو يستخدمها ضمن إطار المشروع الذي هو قيد الإنشاء. تنحصر إحدى الفروق الأساسية بين IPO و ICO في أن حاملي التوكنات لا يملكون أسهم الشركة الناشئة التي أودعوا إليها، لذا ليس لديهم طريقة إجبار الشركة على تنفيذ واجباتها.

من ماذا بدأ كل شيء

قبل هذا العام كانت الشركات التي تمكنت من جلب ملايين الدولارات على ICO ظاهرة نادرة. في عام 2015 جلب Ethereum ذلك المشروع الذي ظهرت على أساسه العملة المشفرة الثانية من حيث الرسملة 18 مليون دولار بفضل عقوده الذكية المبتكرة. في عام 2016 جلبت الشركة الناشئة DAO حوالي 150 مليون دولار خلال دقائق، ولكن مؤخراً سرق هذا المال في نتيجة القرصنة ففقد آلاف الناس أموالهم.

مهووسان ووثيقة

ولكن في عام 2017 أصبحت فكرة ICO فعالة أخيراً. حسب معطيات ICOdata منذ بداية العام فقط تم جلب 5 مليارات دولار ومعظمها في الفترة ما بين شهري مايو وأكتوبر، أما نوفمبر فأصبح أكثر الأشهر حرارة إذ حصلت المشاريع الجديدة على أكثر من 900 مليون دولار.

تنحصر الأفضلية الأساسية لـ ICO بالنسبة للشركات الناشئة في أنها تمنح إمكانية القيام بالحملات لجمع الموارد دون أية مراقبة منتظمة ومن دون وجود أدنى منتج أو قاعدة العملاء أو بيانات مالية أو عموماً أية براهين على وجود الشركة.

وقد أعجب بذلك بعض الأشخاص عديمي الضمير الذين استمالهم الإغفال عن الهوية والسهولة الظاهرة لجمع الموارد. ليس كل منظمي ICO ذات نوايا سيئة، لكن هذه السهولة الظاهرة في جلب رأسمال أدى إلى أن الناس أخذوا يختلقون في الإنترنت أفكار المشاريع على البلوكشين فقط للاغتناء السريع. وقد سميت هذه الطريقة لجلب موارد "مهووسان ووثيقة فنية" والسبب أن الكثير من الناس مع خبرة قليلة أو معدومة لممارسة الأعمال التجارية حاولوا الاغتناء على الاتجاه الساخن على الإنترنت وأي منظم عجز عن إيقافهم.

التوكنات الهزلية

بسبب مدخل الحواجز المنخفض جداً لجلب موارد كبيرة ظهرت في السوق مشاريع إما مجرد احتيالية أو حتى الهزلية. ومن بين الأخيرة أصبحت أشهرها "Ethereum توكن عديم الفائدة" (UET)، وقد مثل كأول مشروع ICO صادق 100% أما المستندات فاحتوت حرفياً على ما يلي: " تريد إعطاء مالك لأول شخص تصادفه، أما فهو فيريد إنفاقه على احتياجاته الشخصية. نقول بكل جدية: لا تشتر هذه التوكنات". لقد كان فريق UET صريحاً تماماً، ولم يكن لديه أي منتج أو خدمة، لكن الناس ما زالوا مستعدين على إعطاء المال لهم. لقد جلبوا 310 اثريوم أي حوالي 260 ألف دولار وفقاً للسعر الجاري.

سوق ICO نضجت

ولكن إذا وضعنا النصابين والمازحين جانباً فسيتوضح أنه في عام 2017 مرت سوق ICO بمرحلة التكوين. ازداد حجم الموارد التي تم جلبها عبر ICO كثيراً وعلى أثره ازداد تشكيك المستثمرين الذين حاولوا التفريق بين المشاريع الشرعية و الاحتيالية. بهذا الصدد أصبح ICO في حاجة إلى إثبات جدارته بالثقة، فأخذوا يجذبون الصيرفية الأسبقين من وول ستريت والمختصين الخبراء في القانون ومطوري البلوكشينات والتشاور مع أشرف اللاعبين في هذا المجال.

لننظر على سبيل المثال فريق trade.io الشركة الناشئة التي يرأسها العامل القديم في وول ستريت جيم بلايسلر الذي عمل خلال سنوات كثيرة في الخدمات المصرفية الاستثمارية في UBS ثم فتح عدة صناديق تحوط ناجحة. كما ويوجد ضمن هذا الفريق رجل الأعمال الخبير صاحب المليارات الصيني تشين لي مالك شركة NewCity Capital والنادي الفرنسي لكرة القدم OGC Nice.

تجذب الفرق أفضل وأبرز المحترفين إلى مشاريعها ، وهي قادرة تماماً على دفع مبالغ ضخمة لقاء هذا بالتوكنات. وبهذا تذكر أول شركات الإنترنت التي كانت تجذب الإداريين الموهوبين بالتقديم لهم خيارات على الأسهم ذات قدرة كبيرة على النمو.

ما الذي سيحدث في المستقبل؟

رغم أن ازدياد حجم الموارد المجلبة مع سير ICO قد تباطأ في نهاية عام 2017 فهذا يجوز أن يتساوى بعض الشيء مع ارتفاع أسعار سواء البيتكوين (BTC) أو Ethereum وهو (ETH) اللذان يستخدمان كثيراً لشراء ICO. عدا ذلك في نهاية العام ازداد عدد الشركات الداخلة إلى ICO، أما الحد الأدنى للمبالغ التي لا بد منها لضمان حيوية المشروع فلم تنخفض.

سيكون عام 2018 هو العام حين يصبح التحاق المال المؤسسي إلى سوق العملات المشفرة وسوق ICO أسرع. في حين أن الإشارات إلى البلوكشين والعملات المشفرة لا تفارق صفحات وسائل الإعلام، أما الصناديق المشفرة فتظهر هنا وهناك لا بد من التوقع أن سوق ICO ستتطور أيضاً وتتوسع وتصبح وسيلة لجلب الموارد لشركات البلوكشين في العام القادم.

المصدر: Forbes

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق