تخطط Kodak لإصدار عملتها المشفرة الخاصة وتأجير معدات التعدين. اقرأ ما الذي ينبغي على المستثمر أن يفهم عن هذه المشاريع.
في عام 1975 اخترع مهندس في Eastman Kodak وهي (NYSE: KODK.NYSE) أول كاميرا رقمية. ولكن الشركة سرعان ما ألغت المشروع على أمل تأجيل اليوم حين ستزيح الكاميرات الرقمية الأفلام. لكن هذا القرار ترك Kodak في موقف فاشل لعقود قادمة.
ربما بعد أن تعلمت Kodak من تجربتها إلى كم الوقت غالي لا تريد الآن بأن تسمح لذروة العملات المشفرة بأن تتجنبها. ترغب الشركة التي يحصى تاريخها بمائة وثلاثين سنة الخروج ولو على نحو غير مباشر إلى سوق البلوكشين والعملات المشفرة على أمل منح حياة جديدة لأسهمها.
كل شيء عن KODAKCoin
إن بيع وشراء حقوق استخدام الصور والفيديو عمل جدي. حسب تقدير Shutterstock يبلغ حجم السوق حوالي 14 مليار دولار سنوياً، وتريد Kodak أن تنال جزءاً منها، فقد أعلنت الشركة أنها تقوم بتطوير منصة البلوكشين للتحكم بحقوق التصوير والمحتوى الآخر وبيعها.
ببساطة ستنشئ Kodak ساحة لتجارة الصور والحقوق (KODAKOne) وستكسب على العمولات على المعاملات. ولكن بدلاً من إنشاء هذه الأعمال بصورة تقليدية يبدو أن Kodak تنوي استخدام تكنولوجيا البلوكشين. وهذا ما جاء في البيان الصحفي لدى الشركة:
"يقترح للمصورين المشاركة في إنشاء نموذج اقتصادي جديد في التصوير وقبض مدفوعات على الاستخدام المرخص لأعمالهم بعد البيع مباشرة، وكذلك (سواء للمحترفين أو الهواة) بيع الأعمال عبر منصة البلوكشين الآمنة. توفر منصة KODAKOne المسح الضوئي المستمر لصفحات الويب من أجل رصد وحماية IP عناوين الصور المسجلة في المنظومة. إذا اكتشف استخدام غير مرخص للصور فبمقدور منصة KODAKOne التحكم الفعال بالعملية بعد الترخيص لتوفير مكافآت للمصورين".
بكلمة أخرى تريد Kodak أن تفعل بواسطة البلوكشين ما تفعله Shutterstock مثلا من دونه. يجوز للمصورين استخدام منصة KODAKOne لبيع الصور المرخصة للأشخاص والشركات وإجراء معاملات بـ KODAK Coin وليس بالعملات العادية.
من الناحية النظرية الناس الراغبون في شراء حقوق التصوير سيسرهم القيام بخطوة أخرى لتحويل الدولارات أو اليورو التابعة لهم إلى KODAKCoin لشراء التصوير المرخص والمحتوى الآخر لدى المصورين. يبدو أن المصورين سيعجبون بفكرة استلام المال بـ KODAKCoin ومن ثم تحويله إلى عملة هذه أو تلك.
هنا يوجد مجال للشك، وذلك لأن استخدام KODAKCoin مجرد يضيف خطوة أخرى في عملية بيع وشراء حقوق المحتوى ما يعقد عمل الباعة والمشترين بدلاً من تسهيله.
المنصات لبيع وشراء حقوق التصوير والفيديو موجودة حالياً ومنها على سبيل المثال Shutterstock و iStockphoto و AdobeStock. حسب بيانات Shutterstock الرسمية يوجد لدى المخدم 300 ألف مستخدم. خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2017 تم في شبكة الشركة أكثر من 128 مليون تحميل مدفوع للصور.
إنشاء الشبكات الثنائية صعب في غالب الأحيان. وإقناع المصورين الذين حالياً يكسبون الدولارات في Shutterstock على الانضمام إلى KODAKOne وقبض مدفوعات بـ KODAK Coin ذات تقدير غير محدد لن يكن سهلاً. ولكن على ما يبدو لا يهتم المستثمرون بهذا، فهم متركزون على كلمة "البلوكشين" فلا يلاحظون أن KODAKCoin هو عبارة عن نسخة الأكثر صعوبة من بين المنصات الموجودة.
وليس هذا بكل شيء!
لن تتوقف Kodak على إصدار عملتها الرقمية الخاصة، إذ وتخطط الشركة للقيام بتعدين سائر العملات المشفرة مثل البيتكوين وهو (Bitcoin: BITCOIN).
في الوقت الحالي تعدين البيتكوين هو تجارة ذات منافسة عالية. يقوم المعدنون بشراء معدات تخصصية غالية تستهلك كمية هائلة من الطاقة الكهربائية للتغذية والتبريد.
ليس من باب الدهش أن مزارع التعدين تبنى عادة في آيسلندا والصين حيث الكهرباء رخيصة ومتوفرة. إذا استخدم الجميع معدات التعدين المماثلة ستكون الأفضلية التنافسية عند الذي وجد أرخص مصدر التغذية.
كما ويتوضح أن الكهرباء الرخيصة يمكن إيجادها في روتشستر بولاية نيويورك حيث يقع مقر Kodak. تكلف الكهرباء لـ Kodak بثمن رخيص لوجود محطة كهربائية خاصة بالشركة التي حسب معطيات بي بي سي "تقدر على تزويد مزارع التعدين بالكهرباء بسعر 0.04 دولار على كيلواط ساعي". من أجل المقارنة تبلغ التسعيرة التفضيلية في الصين 0.03 دولار على كيلواط ساعي أما التسعيرات الأخرى فأغلى. وفي الولايات المتحدة يبلغ متوسط سعر الطاقة الكهربائية للمنازل 0.12 دولار على كيلواط ساعي.
لكن توجد لدى نموذج الأعمال لدى Kodak ميزة أخرى. فبدلاً من المخاطرة برأسمالها بالاستثمار في مزارع التعدين ترغب Kodak بأن يدفع المستثمرون على المعدات 3400 دولار لقاء نصف البيتكوينات التي سيتم استخراجها خلال سنتين. تفترض الشركة أنه خلال هذه الفترة سيقبض المستثمر 9000 دولار أي سيبلغ ربحه 5600 دولار. وقد وضع المشاركون في الصناعة هذه التنبؤات في موضع الشك، فإذا كان الربح كهذا ممكناً فلماذا ستقاسمه الشركة مع أحد إذا حسبنا أن لديها مصدر الطاقة الكهربائية الرخيصة.
إذا أثار وصف مشاريع الشركة الارتباك لديك فلا بد من شطب كلمة "بلوكشين" وعند ذلك سيصبح مفهوماً ماذا يمثلون في حقيقة الأمر. أسهم Kodak تنمو وذلك لأن الشركة تنشئ شبكة معقدة فوق الحد لبيع وشراء التصوير المرخص، وكذلك اختارت الطريق الوعر لدخول الأعمال منخفضة الهامش على شكل تأجير المعدات بواسطة الإمكانية المشكوكة لتعدين البيتكوينات.