يا للكوينات الغريبة: متى ينبغي على المستثمر أن يكون حذراً

لماذا على المستثمرين أن ينظروا بشك على الشركات أو المنظمات التي اهتمت فجأة بأمر البلوكشين والعملات المشفرة.

رغم التقلبات التي لوحظت في الآونة الأخيرة هيهات أن المستثمرين شاهدوا يوماً ما سرعة النمو كالتي أظهرتها سوق العملات المشفرة منذ فترة.

منذ بداية عام 2017 وحتى 14 يناير من عام 2018 ارتفعت رسملتها السوقية من 17,7 مليار إلى 746 مليار دولار. بكلمة أخرى ارتفعت بنسبة 4100% خلال إثني عشر شهر ونصف. من الصعب تصور نفس مستوى الربح في سوق الأوراق المالية مثلاً.

خلق النمو الحاد لسعر العملات المشفرة اتجاهاً جديداً. أخذت الشركات سواء الكبيرة أو الصغيرة منها تغير تسمياتها أو اختصاصها أو منتجاتها المنفردة بغية استخدام مصطلح "البيتكوين" أو "المشفر" أو "البلوكشين" وبهذا الشكل جذب انتباه المستثمرين والمستهلكين.

يوجهنا مصطلح "المشفر" إلى أكثر من 1400 من الكوينات الموجودة حالياً. البيتكوين وهو (Bitcoin) أشهر وأكبر عملة مشفرة من حيث الرسملة، أما البلوكشين فهو تكنولوجيا رقمية ولامركزية التي هي أساس العملات المشفرة ومسؤولة عن تسجيل كافة المعاملات. يبدأ تقدير كل شركة أعلنت عن ارتباطها بمجال العملات المشفرة بالنمو.

في الأسبوع الماضي أعلنت كل من Eastman Kodak و WENN Digital عن شراكتهما وسينشئ الطرفان ضمن إطار هذه الشراكة منصة KODAKOne. وسيتمكن المصورون عبرها من بيع أعمالهم للشركات والأشخاص بواسطة تكنولوجيا البلوكشين وقبض المدفوعات بالعملة المشفرة KodakCoin. وبعد هذا التصريح ارتفع سعر أسهم Eastman Kodak.

بيد أن سبب نموها يبدو مشكوكاً، إذ تزيد منصة البلوكشين في الواقع من صعوبة عملية بيع الصور، وعند تشغيلها تبدأ Kodak تنافس مباشرة الشركات العاملة بنجاح في هذه السوق دون البلوكشين.

أعلنت شركة KFC Canada (تنتمي إلى Yum Brands) يوم الخميس في 11 يناير أنها ستقدم "سطل البيتكوين" الذي سيحتوي على عشر قطع من الدجاج ورقائق البطاطا والحجم الأوسط من المجملات ومرق اللحم ونوعين من الصلصلة. سيبلغ سعر المجموعة ما يعادل 20 دولار كندي ولكن لن يكن جائزاً إجراء الدفع بها، بل بإمكان المشترين طلب المجموعة عبر الإنترنت والدفع بالبيتكوينات.

ومن باب الاحتياط استهزأت KFC من نفسها على هذا المقترح في Twitter.

قبل 18 يناير لم يكن هذا المقترح موجوداً على موقع الشركة، وكانت المجموعة المماثلة تسمى بـ"العائلية" وكانت تباع بعشرين دولار كندي.

كما أن KFC ليست شبكة وحيدة من مطاعم الوجبات السريعة التي قررت قبول العملة المشفرة بمثابة الدفع. حسب معطيات Cointelegraph في شهر أغسطس من عام 2017 عرض القسم الروسي من Burger King عملته المشفرة الخاصة WhopperCoin التي باتت جزءاً من برنامج الولاء للشركة.

وليس هذا كل شيء.

في بداية شهر ديسمبر أعلن رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو عن نية الحكومة على إصدار عملتها المشفرة El Petro لمكافحة الأزمة، وستكون مدعومة باحتياطات النفط والغاز والماس في البلاد. حسبما قال مادورو لا بد من العملة المشفرة بغية تأمين الاستقلال المالي للبلاد. يفترض إصدار 100 مليون Petro وسيكون سعرها مرتبطاً ببرميل النفط، أما الرسملة فستبلغ حسب حالة منتصف يناير حوالي 6,3 مليار دولار.

في الأسبوع الماضي أشاد الحزب المعارض في برلمان فنزويلا أن هذه الخطة أشبه بالبيع الآجل لنفط فنزويلا مما بإصدار العملة المشفرة ويمهد طريق الفساد. ويجوز كذلك أن إصدار El Petro سيتأخر بسبب الاضطرابات السياسية في البلاد.

هيهات أن الشركات في الوقت القريب ستخفف من محاولة الكسب على النمو السريع للعملات المشفرة معلنة مشروع البلوكشين أو مصدرة كوينها الخاص. على المستثمرين الحذر كي لا يتعرضوا للخداع.

بالطبع في يوم من الأيام قد تبرهن العملات المشفرة على فائدتها أما تكنولوجيا البلوكشين قد تصبح رئيسية في مجال الخدمات المالية.

ولكن ما زالت التكنولوجيا حديثة نسبياً والمستهلكون لا يفهمونها جيداً. كل محاولات الشركات للانتقال إلى شيء جديد متعلق بسوق العملات المشفرة ينبغي النظر إليها بتشكك.

مثلاً ليس هناك ما يضمن أن KodakCoin سيؤثر بأية طريقة على إيراد Eastman Kodak أو أن "مجموعة البيتكوين" ستساعد KFC على توسيع أعمالها التجارية في كندا. وهيهات أن El Petro سينقذ اقتصاد فنزويلا المعتمد على النفط.