صناديق التحوط التي شاركت في حمى العملات المشفرة التي وقعت في العام الماضي اتخذت الآن موقف الانتظار والترقب، ولقد أضحى ذلك دليلاً آخر على أن المستثمرين يشكون في النمو المقبل للبيتكوين وسائر العملات المشفرة.
بات النمو السريع للبيتكوين وهو (Bitcoin) في عام 2017 نعمة لعدد قليل من صناديق التحوط. ارتفع مؤشر شركة Hedge Fund Research المكونة من 17 صندوق العملات المشفرة في العام الماضي بنسبة 3000% تقريباً متقدماً بفارق كبير الربحية المتوسطة للمجال العالمي لصناديق التحوط (8,7%).
الآن تصرح بعض صناديق العملات المشفرة أنه حان الأوان لاستعادة الأنفاس. قال لي روبنسن مؤسس الشركة الإدارية Altana Wealth (وقد جاء صندوقها للعملات المشفرة بأصول قدرها 45 مليون دولار في العام الماضي للمستثمرين ربحاً بقدر 1500%) ما يلي:
"الشيء الذي ينبغي فعله هو الجلوس ووضع الرجلين بماء بارد والتفكير الجيد بما يحدث".
حسبما قال روبنسن لقد بدأ يقلق لأول مرة في العام الماضي حين تقلص الوقت المطلوب لمضاعفة التسعيرات بعدة مرات.
في الوقت الراهن يستعد صندوقه إلى انهيار سعر الأسهم المتعلقة بالبيتكوين والبلوكشين، ويقلص من الرهان على النمو المقبل للعملات المشفرة.
لقد تزامن تغير مزاج المستثمرين أمثال روبنسن مع عوامل أخرى تضغط على البيتكوين. يقلق المنظمون الماليون من قفز أسعار العملات المشفرة واستخدامها غير الشرعي ولا سيما في بلدان آسيا حيث تركزت الأحجام الرئيسية للمبيعات.
حسبما قال محمد حسان رئيس قسم أبحاث صناديق التحوط لشركة EurekaHedge لقد ظهرت صناديق العملات المشفرة منذ فترة وجيزة لذا تعرضها المصارف الخاصة لعملائها على مضض. تتبع معظم الصناديق أبسط استراتيجية بشراء العملات المشفرة بسعر منخفض ومن ثم بيعها حين تغلى. قال حسان:
"إنها تستخدم استراتيجية بدائية جداً. لا أفهم لقاء ماذا ينبغي هنا دفع مكافأة بقدر 20%؟"
على كل حال اهتمام الإدارة المهنية للصناديق تجاه سوق العملات المشفرة يزداد بالتدريج، وتساعد على ذلك تشغيل العقود الآجلة على البيتكوين في الولايات المتحدة في نهاية العام الماضي. كما أن العقود الاشتقاقية لا تزيد فقط من ثقة المستثمرين بسوق العملات المشفرة بل وكذلك تسهل المضاربة على انخفاض وليس فقط على ارتفاع الأسعار.
يترك بعض الإداريين المواقع المربحة في وول ستريت ويفتحون في مراكز مالية أخرى صناديقهم الخاصة.
انتقل لويس فيلاس مدير المحفظة السابق في Harvard Management Company (تتحكم الشركة بصندوق الجامعة) في عام 2016 من بوستون إلى هونغ كونغ لتأسيس Bletchley Park Asset Management.
كسب صندوقه في العام الماضي 106% بتأسيس القرارات الاستثمارية على التحليل الفني لأسواق العملات المشفرة وبمقارنة العملات الرقمية بشبكات التواصل الاجتماعي مثل Facebook و Twitter (برأي إداريي الصندوق إنها تتمتع بمواصفات شبيهة).
في هذا العام بدأ فيلاس بتقصير المواقف تجاه العملات المشفرة وفي الوقت الراهن انخفض قسط الموارد المستثمرة في صندوقه من 90% إلى 50%.
تشير معطيات لجنة تداول السلع الآجلة في الولايات المتحدة أنه في بداية العام كان عدد الصناديق التي استعدت لانهيار البيتكوين أكبر بأربعة مرات من الصناديق التي كانت تتوقع نموه المقبل.
بيد أن بعض الصناديق ما زالت متفائلة. في الشهر الماضي صرح محللو Pantera Capital أنه قبل بداية عام 2019 قد يغلى البيتكوين إلى 50000 دولار ويصل إلى "السعر العادل" أي 500000 دولار خلال السنوات العشر المقبلة. حسبما قالوا "من المحتمل" أن العملة كانت تنمو بسرعة كبيرة جداً "ولكن لا شيء في هذا يدعو إلى القلق".
رداً على تقلبات السوق تطور بعض صناديق التحوط استراتيجيات أكثر أمانة من مجرد الرهانات على ارتفاع الأسعار. كما أن التفنن المتزايد لدى صناديق العملات المشفرة يرد على السؤال ما إذا كان نشاطها يزيد من ربح العملاء.
كما ويستخدم BitSpread وهو صندوق التحوط للعملات المشفرة المسجل في جزر كايمان الخوارزميات المطورة خصيصاً للمضاربة على تقلب الأسعار في مختلف البورصات. في عام 2017 كسب الصندوق 105,7%، أما أصوله تحت الإدارة فزادت عن 100 مليون دولار.
حسبما قال مدير ومؤسس الصندوق سيدريك جنسون تقصد الاستراتيجية أن الصندوق "مستثمر دوماً بنسبة 100%". في السابق كان جنسون يعمل في الأقسام التجارية لمصارف J. P. Morgan Chase و BNP Paribas و Nomura.