في الوقت الحالي يكاد يستحيل إيجاد موقع أخبار خالي من المقالات حول البيتكوين وهو (Bitcoin: BITCOIN) تلك العملة المشفرة التي يجوز بموجبها إجراء معاملات دون مشاركة وسيط مركزي (مصرف). يفضل معظمنا نيل المزيد من المعارف حول العملات المشفرة قبل أن يبدؤوا استخدامها. على كل حال لا بد من الاعتراف أن كل هذا قد أثار فضولنا. وهكذا إذا قام البيتكوين بالثورة في العالم المالي فلا ضير من الحصول على المزيد من المعارف حول التكنولوجيا التي يعتمد عليها وكيف يمكن أن تغير عالم الأعمال والتسويق.
هل البلوكشين هو إنترنت جديد؟
خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة ظهرت تكنولوجيا كثيرة لم نكن نتصور ما هي حاجتنا إليها. نستخدم على وجه الاستمرار الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، والآن نستعمل البيتكوين من أجل إجراء المعاملات الرقمية. من الجلي أن البلوكشين سيبقى معنا لفترة طويلة لذا فمن المعقول كسب أكبر قدر ممكن من المعارف حول هذه التكنولوجيا (وبأسرع وقت ممكن) لكي نستخدم أفضاله وعيوبه على أكمل وجه. دعنا نفكر كيف سيغير البلوكشين عالم الأعمال، ولماذا يتوجب على العاملين في التسويق إعارة اهتمام وثيق به.
البلوكشين والعملة الموثوق بها
بدأنا من البيتكوين والثورة التي قامت بها العملات المشفرة في المعاملات مع المال وحماية البيانات، بيد أنه يمكن استخدام البلوكشين عملياً في أي مجال.
في حقيقة الأمر إنه عبارة عن جدول ضخم يحتوي على تسجيلات مخزونة في شبكة لامركزية. يمكن إرسال وتوسيع الأحجام الضخمة من المعلومات بدرجة عالية من الأمانة. ليس بمقدور أحد تغيير البلوكشين أو القضاء عليه. ينشئ هذا الثبات أساساً موحداً ومأموناً لحفظ البيانات، وهذه الصفة قيمة جداً للشركات والعاملين في التسويق.
من الجائز جداً أن البلوكشين سيؤدي إلى ظهور "عملة موثوق بها"، كما يمكن التحقق من حقيقة المنتجات والوعود من لدن الأطراف بواسطة البلوكشين ما سيكون مفيداً جداً للعاملين في التسويق.
سيوفر البلوكشين شفافية لا تصدق عند نشر الإعلانات
سيرفع البلوكشين نشر الإعلانات إلى مستوى جديد، وبفضل هذه التكنولوجيا ستظهر إمكانية المراقبة الدقيقة للإعلان وفترة عرضه للمستخدم. كما ويمكن التحقق من اهتمام الجمهور وفعالية الإعلان وتحديد التواتر الأمثل للعروض على أساس فردي.
مثلاً يمكن لعلامة تجارية ما مراقبة عرض إعلانها من المخدم وتخزينها في البلوكشين للتحليل المقبل ومكافحة الاحتيال. وهذا ما يساعد على إيجاد الإعلان الذي تم عرضه في المتصفحات دون مستخدم واقعي. عندئذ سيعجب العاملون في التسويق كثيراً من الدقة والشمولية والمستوى العالي للغاية للاستهداف.
يمكن بفضل البلوكشين جمع بيانات مفصلة عن المستخدمين
في الوقت الراهن يسعى العاملون في التسويق نحو جمع أكبر قدر ممكن من البيانات حول المستخدمين، ويقدم البلوكشين الطريقة الجديدة للتحكم بذلك. الآن سيكون بمقدور العلامة التجارية جمع ليس فقط إحصائيات عادية بل والدفع للجمهور المستهدف لقاء بيانات إضافية على شكل مواصفات سلوكية ونفسية أو منحهم مكافآت جزاء على البيانات حول الاهتمامات الشخصية وخطط الشراء.
وفي المقابل ستقدم الشركة لعملائها تقاريراً عن كيفية استخدام البيانات المجمعة في ترويج السلع، وبالتالي سيرتفع مستوى الثقة بين الأطراف.
يستبعد البلوكشين الوسطاء ويرفع كثيراً من مستوى الأمن في تفاعل كهذا. في آخر الأمر يساعد هذا على زيادة ثقة العملاء واهتمامهم وولائهم.
يمكن بفضل البلوكشين إنشاء اتصالات فردية خاصة
بفضل البلوكشين ستصل الإعلانات إلى مستوى جديد تماماً. ستكون البيانات حول المنتجات متاحة للمستهلكين مباشرة. كل شخص سيكون بمقدوره مراجعة البيانات حول سلسلة التوريدات والمنتج المعين. ستلعب الأهمية والأصالة دوراً رئيسياً، كما وستزداد الثقة بين العلامات التجارية والمستهلكين.
سيجوز بفضل هذا الإقبال الشخصي الانتقال من التكتيك "الواحد للكل" إلى التفاعل الفردي، وهذا سيزيد من متعة وثقة المستهلكين. يرجح أن أفضل ناحية التسويق من هذا النوع تنحصر في أن التفاعل بين العلامات التجارية والمستهلكين لا يشبه أبداً ترويج السلع وإنما أشبه بالمعاشرة الطيبة بين الأطراف.
سيوفر البلوكشين شفافية تقارير الشركات والمسؤولية الاجتماعية
كان التسويق والعلاقات العامة خلال سنوات طويلة تعتمد على تطوير الاتصالات ووعود العلامات التجارية. ولم يكن بوسع الجمهور العام سوى التخمين ما إذا كانت الشركات تقوم بواجباتها أم لا.
سيساعد البلوكشين على تغيير الوضع السائد. سيسهل التحقق من الوقائع من حيث موثوقية السلع والشركات. كما أن وجود المصاعب والمشكلات القانونية بخصوص تنفيذ الواجبات سيسهل كذلك تحديدها. في النتيجة سيضطر العاملون في التسويق على تقديم الوقائع دون الالتجاء إلى الحيل الجديرة بالتسويق.
سيساعد البلوكشين كل مهتم بالأمر على التأكد من أن أولويات الشركة المعلن عنها صحيحة. وعلى نحو مماثل ستساعد التكنولوجيا الجديدة على التحقق من البيانات المسجلة في شبكات التواصل الاجتماعي والتفريق بين بوتات الإنترنت والناس الحقيقيين.
ما زال البلوكشين لا يستخدم في التسويق، بين أنه على المحترفين البدء في الانغمار في البيانات حول التكنولوجيا منذ الآن. قلّ من أدرك قدرات إنترنت الضخمة حين دخل إلى حياتنا اليومية. و يمكن قول الشيء نفسه عن البلوكشين. سيصبح ممكناً لعاملي التسويق الفطنين بفضل فهم مبادئ عمله المشاركة المباشرة في موجة الابتكارات التي سادت في عالمنا.