البيتكوين والتناقض في التحكم به: ماذا يريد المستثمرون
الصفحة الرئيسية مال

يحدث شريك Riser Adkisson LLP المحامي جاي أدكيسون ما هي مشكلة التحكم بسوق العملات المشفرة الذي يتكلمون عن ضرورته أكثر وأكثر

منذ فترة أصبحت شركة Bitconnect مدعى عليها بالدعوى الجماعية حيث يتهمونها بإنشاء الهرم المالي. يؤكد المستثمرون أن خسائرهم زادت عن 771000 دولار مع حساب استثماراتهم في الشركة وسائر الخسائر. بلغت رسملة السوق لتوكن Bitconnect في 6 يناير عام 2018 2,6 مليار دولار، ولكن في 30 يناير انهارت إلى 58 مليون دولار.

في يوم الجمعة الماضي فقدت بورصة العملات المشفرة اليابانية Coincheck توكنات NEM بمبلغ يزيد عن 500 مليون دولار إثر هجوم القراصنة.

بيد أنه حتى هذه المبالغ الضخمة تتضاءل أمام المعطيات التي قدمت في البحث "التلاعب بالأسعار في النظام البيئي للبيتكوين" المنشور في بداية الشهر في "البلاغ حول الاقتصاد المالي الاقراضي". في غضون ذلك تظهرافتراضات أن التلاعب الملحوظ بسعر البيتكوين ما زال قائماً على أساسه.

وهكذا خلال أسبوع فقط عرفنا عن احتيال ضخم محتمل وكذلك عن سرقة والتلاعب بالأسعار في سوق العملات المشفرة. هذا لا يشبه أبداً المثالية الاستثمارية ومع الأسف هذا خيال فقط أن معظم الناس الذين تكبدوا في الخسائر هم أولئك الذين يقدرون على تحملها. في حقيقة الأمر تظهر شواهد أكثر وأكثر أن الكثير من المستثمرين بالعملات المشفرة يلعبون القمار ليس فقط بالمال الذي لا يخشون فقدانه، وإنما بالمال غير الموجود لديهم وذلك بشراء العملات المشفرة ببطاقات ائتمان.

كل هذا جعل العملات المشفرة متقلبة جداً، ورسومها البيانية التجارية تذكر بأمواج المحيط العاصف.

كما وتحدث المتاعب كهذه كذلك مع العملات التي تصدرها الحكومات ولكن بدرجة أقل بكثير وذلك لأن هذه العملات تخضع للتنظيم والمراقبة الحكوميين. مثلاً الدولار هو فقط عبارة عن قطعة ورق صغيرة ولكنه ينظم من قبل وزارة المالية للولايات المتحدة والنظام الاحتياطي الفدرالي، كما وتقف وراء وزارة المالية والنظام الاحتياطي الفدرالي وزارة العدل للولايات المتحدة وغيرها من هيئات التشريع كأقسام الأبحاث الجنائية لهيئة الضرائب. إذا حاول شخص ما أو مجموعة من الأشخاص التلاعب بالدولار فسرعان ما يشعرون بقوة السلطات الأمريكية على أنفسهم.

هيهات أن الولايات المتحدة فريدة من نوعها في هذا المجال، فكل الحكومات تقوم عبر الوكالات المالية أو المصارف المركزية أو أية هيئات أخرى بالتنظيم الدقيق لعملتها. وبفضل هذا بالذات يبقى تصرف تلك العملات قابلاً للتنبؤ إلى حد ما. طبعاً يتغير سعرها بالنسبة للأسواق وبالنسبة لبعضها البعض ولكن سرعة هذه التغيرات أبطأ بكثير، فلا تحدث قط التقلبات اليومية بنسبة 10% أو 20%.

أما العملات الخاصة بما فيها المشفرة فغير منظمة وضعيفة الحماية أمام التلاعب بالأسعار (وذلك إذا افترضنا وجود الحماية لها أساساً). الآلية المحمية الوحيدة هي السوق نفسها أي المستثمرون الذين قد يرفضون شراء العملات المشفرة بسعر معين لشكهم في وجود تلاعب على الأسعار، ولكن هذا قد لا يحدث.

وذلك لعدم وجود بالأساس الهيئة التي قد تبحث عن أدلة التلاعب بسعر البيتكوين والتي بمقدورها إصدار أمر إيقاف البيع.

وهذا ما يقربنا إلى تناقض التنظيم من قبل الحكومة، فالعملات المشفرة تحتاج إلى تنظيم من أجل كبح التلاعب بالأسعاروما يتعلق بها من سوء المعاملة، ومع ذلك فعدم وجود التنظيم كهذا بالذات هو أحد أهم أسباب استثمار المستثمرين في العملات المشفرة.

بكلمة أخرى المستثمرون يريدون الاستقرار الذي يوفره التنظيم الحكومي ومع ذلك لا يريدون بأن تنظم العملة المشفرة من قبل السلطات.

السوق وحدها لن تحل هذه المشكلة وذلك لأنه ريثما يكتشف المشاركون في السوق حدوث تلاعب ملحوظ بالأسعار أو احتيال ما يكون هذا بعد فوات الأوان.

من الجائز أنه في المستقبل ستبدأ الحكومات بإصدار عملاتها المشفرة الخاصة والمنظمة، وتحديد أسعار التبديل وكل وما هو يلزم لضمان وجود العملة. لقد استمر النظام المالي على هذا الشكل لفترة طويلة، والآن تذهب النقود الورقية بنفسها إلى الماضي ما حدث أيام زمان مع الصدف البحري وفرو السنجاب (إذ في غابر الزمان كانت تستخدم هي أيضاً كوسيلة دفع).

لكن هذا لم يحدث بعد، و في نفس الوقت تبقى العملات المشفرة متقلبة كثيراً ومعرضة للتلاعب بأسعارها. هيهات أنه توجد أسباب للشك في أن السوق ستشهد الكثير من القصص الشبيهة بقصة Bitconnects حين تتبخر المليارات بكل معنى الكلمة بلحظة.

هذا ما لا بد من أخذه بعين الاعتبار عند شراء عملة مشفرة ببطاقة ائتمان.

المصدر: Forbes

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق