مع انهيار أسعار البيتكوين تنهار ربحية التعدين حسبما أشاد إليه كاتب عمود Bloomberg تيم كولمان. إذا لم يكف أحد عن التعدين فإنهم يخاطرون بالتكبد بخسائر فادحة والاكتشاف أنهم يعملون عبثاً.
أدى انهيار البيتكوين وهو (Bitcoin: BITCOIN) بنسبة 70% من المؤشرات القياسية بشهر ديسمبر إلى انخفاض معدل العائد من التعدين إلى الصفر تقريباً. في يوم الثلاثاء انخفض سعر البيتكوين إلى 6000 دولار. في هذه الظروف لا تحصل على ربح ما إلا أكبر المزارع وأكثرها فعالية، وحتى هي تتأرجح على حافة الجرف.
من المحتمل جداً أن المعدنين الذين لا ينتمون إلى أكبر التجمعات الأربعة والذين يشترون المعدات بأسعار الجملة (وتتركز في أيديهم 67% من كل قدرات الحوسبة لدى الشبكة) يفقدون أموالهم الآن. أدى سباق "التسلح" بين المشاركين إلى أنه اعتباراً من 18 ديسمبر حين تجاوز سعر البيتكوين 19000 دولار قفزت قدرة الحوسبة بنسبة 40%. تدل معطيات Blockchain.info أنه منذ ذاك الحين ازدادت صعوبة التأكيد على الوحدة بنسبة 51%.
لقد استكان المعدنون مع التزايد الشديد للصعوبة (خلال سنتين زادت بـ18 مرة) وذلك لأن ارتفاع سعر البيتكوين بـ21 ضعف خلال نفس الفترة كان قد عوض النفقات وبرر الاستثمارات.
لو بقي البيتكوين قرب الخط المتوسط المتحرك خلال خمسين يوم على مستوى 13200 دولار لكان بمقدور المعدن الأوسط الاعتماد على الربح قدره 80 دولار في الأسبوع في ظروف قدرة الحوسبة والصعوبة الجاريتين. يعتمد هذا التقدير على الافتراض الجريء أنه يستخدم Antminer S9 من إنتاج Bitmain Technologies مع السرعة المعلنة 13,5 ТХ/с (يبلغ سعر التجزئة 2320 دولار) وهي إحدى أكثر النظم تقدماً من المعروضة في السوق، ويشتري الطاقة الكهربائية من الصين بأسعار الجملة. ستكون ربحية المعدات القديمة أقل ولو أن الكثير من النظم لا تزال تعمل.
إذا لم ترتفع الأسعار فالمعدن الأوسط سيفقد ثلاثة دولارات أسبوعياً في ظروف المستويات الحالية. أما نقابات المعدنين التي تشتري المعدات بأسعار الجملة ستحافظ على كسبها لكن أرباحها ستنخفض بنسبة 90% من المستوى المطابق للخط الأوسط المتحرك الذي استمر خمسين يوماً.
الطريقة الوحيدة للرفع من الربحية هي انتظار ارتفاع الأسعار أو خروج بعض المعدنين من السوق وما يليه من انخفاض التنافس. يشير التاريخ على أن الأخير جائز ولكن قليل الاحتمال. في حقيقة الأمر أولئك الذين استثمروا ملايين في مزارع البيتكوين يتمسكون بأعمالهم التجارية على أمل أن المنافسين سيستسلمون قبلهم.
إذا حدث ذلك فلن يتبقى في السوق إلا أكثر اللاعبين صموداً الذين سيستمتعون بالكسب الشرعي. وإلا فكلهم يتوقعون قسمة قاسية.