يجوز لك أن تقرأ عشرات الكتب وتدرس استراتيجية أفضل معلمي المالية ومع ذلك تجد نفسك من الخاسرين. والسبب أنه لا أحد يعرف وضعك أفضل منك. لكي تزيد من فرص نجاحك يكفي أن تطرح لنفسك بعض الأسئلة.
تقدم المشورات المالية لكل منا باستمرار. يقدم لنا أقرباؤنا نصائح ثمينة كيف ننفق أموالنا بالشكل الأفضل. كما أن الأصدقاء والزملاء أيضاً لكل منهم رأيهم في هذه القضية. أما الإنترنت فيفيض بمقالات حول الآراء الخبيرة من معلمي المالية.
كيف تختار في ظروف هذا البحر من المعلومات ذاك الاستثمار الوحيد الذي يستحق كل هذا العناء وإنفاق الأموال؟ الجواب بسيط: كن ماجناً واطلب المشورة من... نفسك. نقدم ثمانية أسئلة رئيسية لا بد أن تطرحها لنفسك قبل أن تستثمر أموالك في أي شيء كان.
1. لأي هدف تستثمر؟
حينما تسمع كلاماً عن إمكانية الربح من السهل الخضوع لإغراء الكسب. من الذي لا يحب نصيحة مأمونة؟ في مثل هذا الحال من المفيد العودة خطوة واحدة إلى الوراء والتذكر لأي غرض أنت تستثمر. الهدف الحقيقي هو ليس تحديد السوق أو تعظيم الربح. هدفك شخصي، مثلاً أنت تحتاج إلى المال لكي تقوم برحلات أثناء تقاعدك أو لكي تدفع لأولادك ثمن الدراسة في المعهد.
مهما كانت مساعيك إنها تعود إلى وجود مبلغ معين لتاريخ معين لكي تستطيع أن تفعل شيئاً مهماً في حياتك. تركز على هدفك وتذكر أن أي استثمار يخدم هدفك فقط.
2. ماذا تشعر حين تفكر عن استثمار معين؟
إن إيداع المال عملية عاطفية. الأسعار قد ترتفع أو تنخفض لذا فإن الحفاظ على الطمأنينة يكاد يكون مستحيلاً. لكن عليك قدر الإمكان التهرب عن اتخاذ قرارات في فترة عدم الاستقرار العاطفي.
عندما تفكر باستثمار معين تركز على مشاعرك. هل أنت خائف؟ قلق؟ حيران؟ أم بالعكس أنت مبتهج؟ إذا كانت انفعالاتك قوية أجل القرار ريثما تتمكن من أن تزن كل الإيجابيات والسلبيات بهدوء.
3. هل تفهم هذا الاستثمار؟
لا تستثمر أموالك أبداً فيما لا تفهمه. وهذا كلام جاد. أبسط الاستراتيجيات تأتي بأفضل النتائج ، أما المخططات المعقدة فغالباً ما تكون أغلى ثمناً وتأتي بإيراد أقل وقد تؤدي إلى عواقب غير متوقعة.
كن أبسط. إذا لم تقدر أن تفهم كيفية عمل الاستراتيجية خلال دقيقة واحدة فمن الأفضل الامتناع عنها.
4. ما هو ثمن هذا الاستثمار بالذات؟
يعود إلى الثمن الدخل المقبل. كلما كان الثمن أخفض يحتمل أن يكون الإيراد أعلى. وهكذا افعل كل ما بوسعك لتخفيض ثمن الاستثمار.
وهذه حجة إضافية للتهرب من الودائع الغامضة. تتكون الاستراتيجيات المعقدة غالباً من عناصر كثيرة ذات تكاليف خفية تؤثر سلبياً على النتائج.
5. هل يتوافق هذا الاستثمار مع ودائعك الأخرى؟
لا ينبغي اتخاذ أي قرار استثماري بشكل معزول. كيفية اندماج الاستثمار إلى المشروع العام وكيف يؤثر على المحفظة هو شيء هام.
مثلاً قد يقترح صاحب العمل شراء أسهم الشركة بخصم. يبدو لأول وهلة أن القرار واضح ولكن لا بد من الأخذ بالحسبان بعض العوامل:
- كيف سينعكس شراء أسهم صاحب العمل على التوزيع العام للأصول؟
- ألا تجد أن يسرك المالي يتعلق كثيراً بمصير الشركة التي تعمل فيها؟
- ما هي التعديلات التي ينبغي إدراجها إلى المحفظة بغية توازن إيداع الأسهم جديدة؟
- كم ستكلف هذه التعديلات؟ إلى كم صعب (بل وهل يجوز) إجراؤها؟
القضية لا تنحصر في جمع كومة من الأسهم الواعدة بل في إنشاء محفظة من مختلف الأصول التي تعمل مع بعضها وتساعد في بلوغ الأهداف المرغوبة.
يستحق الاستثمار الأموال المدفوعة فقط في حال إذا أكمل المحفظة.
6. ما مدى سهولة التخلص من الاستثمار؟
من السهل بيع وشراء صناديق الاستثمار المشترك من الحساب الاستثماري الخاص. بالعادة لا تقبض على ذلك عمولة ولا يظهر الوضع الضريبي. بكلمة أخرى من السهل التخلص من الأصول "السيئة" ودون نفقات كبيرة.
و الأصعب بكثير إغلاق موقف على الحساب التقديري المعرض للضرائب. تتابع الأفعال نفسها دوماً ولكن ينبغي الأخذ بالحسبان الضرائب وتكاليف التجارة.
كما أن إلغاء عقد الريع مدى الحياة قد يتحول إلى كابوس. إذا كنت قد اشتريته منذ فترة قصيرة نسبياً فمن الراجح أنك ستفقد أموالك. ولكن الضرائب تجبى حتى من الربح المقبوض وربما قد تحتاج أيضاً إلى دفع تعويضات للشركة.
لا ينبغي تبديل الاستراتيجية باستمرار كما لا ينبغي الاقتصار بالأدوات المنفصلة. قبل أن تودع أموالك اسأل نفسك هل ستستطيع فيما بعد بيع الأصل المشترى وكم سيكلفك هذا.
7. ما هي خبرة أو تحفيز الشخص الذي ينصح إجراء الاستثمار؟
ابحث دوماً في مصدر كل نصيحة التي يعطوها لك. هل يعطيها لك صديق أو قريب أو مدون عشوائي؟ هل يتمتع بخبرة مناسبة؟
إذا كانت النصيحة من لدن خبير مالي فما هي دوافعه؟ هل سيربح هو نفسه شيئاً من هذه النصيحة؟
هل لهذا الشخص معلومات كافية عن أهدافك المالية والوضع المالي العام؟ هل هو على علم ما هي الحسابات الاستثمارية الموجودة عندك؟ هل يعرف تكوين محفظتك؟
الكل يهوون إعطاء مختلف النصائح في مجال الاستثمار ولكن قلّ من يقدر على إعطاء وصية جيدة فعلاً.
8. هل من الضروري تغيير الاستراتيجية الاستثمارية الجارية؟
لقد اخترت استثماراتك لأسباب معينة، أليس كذلك؟ هل تغيرت الأسباب؟ وهل تغيرت الظروف؟
هل من الضروري تغيير الاستراتيجية الاستثمارية الجارية؟ إذا اتخذت قرارات موزونة فمن الراجح أن الجواب سيكون لا. من المؤكد تقريباً أن الاستراتيجية الاستثمارية الجارية لا بأس بها فلا داعي إلى النظر إلى شيء جديد. قال وارن بافيت يوماً:
"الخمول القريب من الكسل غالباً ما يكون حجر الزاوية لأسلوبنا الاستثماري".
تذكر أنه في الكثير من الأحيان أفضل قرار الاستثمار هو انعدام النشاط.