أسعار البيتكوين والاثريوم تكاد لا تتغير. لماذا هذا شيء جيد؟

لنحدث لماذا يفتقد سوق العملات المشفرة "الملل".

تغير سعر أكبر العملتين المشفرتين البيتكوين والاثريوم خلال اليوم الأخير بنسبة دون 2% وهذا ليس لأول مرة. بالنسبة للمضاربين هذا خبر سيء، ولكن على المدى البعيد يجوز أن يصبح التقلب المنخفض حافزاً للتغيرات الإيجابية في سوق العملات المشفرة.

انظر إلى تغير أسعار عشر أكبر العملات المشفرة من حيث الرسملة خلال اليوم الأخير.

بعضها ترتفع وبعضها تنخفض ومع ذلك الحركة معتدلة تماماً.

حسبما قيل غير مرة ثمة عدة عوائق حقيقية تحول دون تحول البيتكوين وهو (BITCOIN: Bitcoin) إلى عملة شاملة. على كل حال بدأت البعض منها تزول.

مثلاً في شهر ديسمبر بلغت رسوم المعاملات في شبكة Bitcoin مستويات باهظة وهي 25 دولار، ومنذ ذاك الحين انخفضت بشكل ملحوظ وهي في الوقت الراهن تطابق عمولات سائر أنظمة الدفع. وكذلك توجد بعض الحلول المنظورة للمشكلة المتعلقة بقياس ومدة المعاملات، والمثال على ذلك نشر واسع النطاق لمحضر Segregated Witness وهو (SegWit).

من المؤكد أنها خطوات في الاتجاه الصحيح، ولكن قبل أن يتحول البيتكوين إلى عملة عالمية لدفع السلع والخدمات به أو يصبح حاملاً شاملاً للقيمة كالذهب يجب أن يهدأ تقلبه.

لنبحث فيها من وجهة نظر المستهلك. لنفرض أنك أردت في الصيف المقبل القيام بجولة في آسيا. بدلاً من تبديل العملة في بلدك أو التعامل مع بطاقات ائتمان (إذ لا يقبلونها في كل مكان) قررت تحويل كل الميزانية للسفر (لنقل 5000 دولار) إلى البيتكوين. في ظروف التقلبات الحالية يمكن لهذه الآلاف الخمسة أن تتحول عند بداية السفر إلى 20000 دولار أو 1000 دولار والأمر سيان. كلا التطورين للأحداث محتملان، ولكن في الحالة الثانية لن يعد هناك شيء للسفر.

والآن لنفكر عن الباعة. تخلق المعاملات طويلة الأمد إلى جانب التقلب حالة عدم اليقين التي قلّ من يعجب بها. حسب معطيات blockchain.info يستغرق التأكيد على المعاملات في شبكة البيتكوين وسطياً حوالي ساعة، بيد أنه في فترات النشاط العالي قد يصل التأخير إلى يوم أو أكثر. لذا ريثما تصل البيتكوينات إلى حساب البائع يجوز أن تتغير قيمتها كثيراً.

ما هو المستوى الأقصى للتقلب المقبول من قبل معظم الناس؟ خلال الأربع والعشرين الساعة الأخيرة تغيرت أسعار اليورو والين والجنيه الاسترليني بالنسبة للدولار بنسبة 0,07% و0,29% و0,93% على التوالي. الحركات النهارية ضمن 1-2% ظاهرة اعتيادية، بيد أن التقلبات اليومية الجديرة بالبيتكوين وهي 10% أو أكثر هي ظاهرة نادرة جداً في سوق العملة التقليدية.

تنحصر جوهرة الأمر في أن البيتكوين يمكنه أن يغلى أو يرخص مع الزمن، وهذا لن يعيق أبداً استخدامه الواسع. تمثل العائق الأساسي الآن تقلباته الحادة خلال فترات قصيرة من الزمن. يمكن قول الشيء نفسه عن سائر العملات المشفرة. إذا كثرت الأيام الهادئة مثل الثلاثاء والأربعاء الماضيين سار تحويل العملات المشفرة إلى وسيلة الدفع الشاملة بشكل أسرع. ومن جهة أخرى فإن الأيام حين يترفع البيتكوين أو ينخفض بنسبة 10% وأكثر (وفي الآونة الأخيرة كثرت هذه الأيام) لن تؤدي إلا إلى إخافة المستخدمين المحتملين للعملات المشفرة.