في شهر فبراير أعلنت Porsche عن أول اندماج البلوكشين في السيارة في العالم، وفي نفس الوقت تعمل Volkswagen و IOTA من أجل تحويل كل القطاع بمساعدة البلوكشين، أما BMW فاتفقت حول التعاون مع مشروع العملات المشفرة VeChain Thor. لنحدث لماذا نحتاج إلى البلوكشين في السيارة وما هي الشركات التي تتزعم في مجال استيعاب التكنولوجيا الجديدة.
اتسم العام الماضي بأسرع نمو في تاريخ فئة واحدة من الأصول. في شهر يناير بلغت الرسملة الإجمالية للعملات المشفرة 17,7 مليار دولار. خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة قفزت بـ33 مرة فوصلت إلى 600 مليار تقريباً. كانت العملات المشفرة تنمو لعدة أسباب، بيد أن العامل الرئيسي صار الاهتمام الكبير بتكنولوجيا البلوكشين.
لدى البلوكشين استخدامات محتملة أكثر مما يمكن تصوره
البلوكشين هو عبارة عن قاعدة البيانات الرقمية الموزعة اللامركزية وغالباً ما تكون مرتبطة بالعملات المشفرة. إنها مسؤولة عن تسجيل وخزن كل المعاملات دون مشاركة وسيط مالي. بكلمة أخرى إنها تقدم طريقة جديدة تماماً لتبادل المدفوعات بتجاوز القنوات المصرفية التقليدية.
عرف الجمهور لأول مرة عن البلوكشين بعد ظهور البيتكوين وهو (Bitcoin) في عام 2009. في بادئ الأمر كان على التكنولوجيا إزالة بعض عيوب النظام المصرفي كالعمولات الباهظة وطول فترة الحسابات.
توصل المطورون إلى هذا بطريقة أسهل وأكثر وضوحاً وذلك بإزالتهم المصارف من المعادلة (وبفضل هذا تقلصت التكاليف بشكل ملحوظ) وجعلوا البلوكشين يقوم ليلاً ونهاراً بمعالجة المعاملات في الشبكة. طبقاً للتحقيق تستطيع بعض سلاسل الوحدات على إجراء مدفوعات دولية بثواني (وفي النظام المصرفي الموجود تستغرق هذه العملية فترة تصل إلى خمسة أيام عمل).
بيد أن البلوكشين خرج خلف نطاق تطبيقات العملات المشفرة، مثلآ اهتمت شركات كثيرة بأمر إمكانيات البلوكشين عند التحكم بسلاسل التوريدات. يمكن بفضل الطبيعة الشفافة والثابتة للتكنولوجيا مراقبة حركة الشحن في الوقت الحقيقي والإشراف على كيفية المنتجات حسب نتائج الاختبارات.
أما سائر المشاريع فمؤسسة على فكرة معرفات البلوكشين التي يجوز بواسطتها الإشراف على حياتنا الرقمية.
على كل حال بعض استخدامات البلوكشين الأكثر إثارة للاهتمام ليست بكل هذا الوضوح مثل استخدام هذه التكنولوجيا الثورية في السيارات.
في 22 فبراير أعلن منتج السيارات الرياضية Porsche وهو (XETRA: PAH3) المنتمي إلى مجموعة شركات Volkswagen وهي (XETRA: VOW3) عن الاندماج الناجح الأول في العالم للبلوكشين في السيارة وذلك بالتعاون مع الشركة الناشئة XAIN.
ما هي الحاجة إلى البلوكشين في السيارة؟ تعتبر Porsche أن التكنولوجيا الحديثة ستكون لديها كمية هائلة من الاستخدامات مثل فتح وإغلاق الأبواب. هذا يحدث بست مرات أسرع من الاستخدام لنفس الغرض التطبيق الخاص في الهاتف الذكي وذلك لعدم الحاجة إلى التمرير عبر مخدم مركزي. في جوهرة الأمر تصبح السيارة جزءاً من البلوكشين حتى في ظروف عدم التوصل بالشبكة.
عدا ذلك يجوز استخدام مفاتيح البلوكشين لتقديم إمكانية الوصول للغير مثلاً لحراس مواقف السيارات أو الميكانيكيين. سيمكن بفضل العقود الذكية على أساس بلوكشين Ethereum وضع أسس مرنة ولكن ثابتة تفتح مجال الوصول إلى السيارة في زمان أو مكان معينين.
كما ويمكن استخدام بلوكشين السيارة لإجراء الدفع السريع والآمن على استخدام موقف سيارات أو تشحين البطاريات.
تفترض Porsche أنه في المستقبل سيمكن استخدام البلوكشين للقيادة دون سائق. تنحصر الفكرة في أن البيانات المحلية ستجمع في بلوكشين المستخدم. يمكن أن تنقسم المنظومة بينهم وبين السيارات الأخرى بالتعلم بشكل مستقل والرفع من أمانة كل السيارات الموصولة.
ما زال سباق البلوكشين في بدايته
شركة Porsche هي شركة إنتاج السيارات الوحيدة التي اهتمت بأمر التكنولوجيا الحديثة. كما أنها الأولى التي قامت باختبار البلوكشين في سياراتها، بيد أن Volkswagen و IOTA تعملان من أجل تحويل كل القطاع بواسطة البلوكشين.
لم تمض إلا سنتان من الفضيحة الكبرى بسبب الاحتيال مع مقذوفات محركات الديزل. من الراجح أن إحدى أفضل الوسائل لاسترجاع ثقة المستهلكين هي إدراج تكنولوجيا البلوكشين الشفافة والثابتة، وذلك لأنها ستوفر الوصول إلى البيانات حول نتائج الاختبارات وكيفية السيارات وقطع الغيار. تنوي Volkswagen الاستفادة من خبرة Porsche واستخدام البلوكشين في سياراتها دون سائق.
في غضون ذلك في 26 فبراير أصبح معروفاً عن التعاون بين مشروع العملات المشفرة VeChain Thor وهي (VeChain سابقاً) و BMW وهي (XETRA: BMW). ولو أن صندوق VeChain لا يخبر عن تفاصيل الشراكة ولكن يرجح أن الغرض الأولي لمنتج السيارات هو الرفع من فعالية سلسلة التوريدات. عدا ذلك تواجه BMW اتهامات بالتلاعب بنتائج اختبارات مقذوفات محركات الديزل، أما إدراج البلوكشين سيساعد على الرفع من ثقة المستهلكين.
السؤال الأهم الذي يبقى دون جواب
إذا أخذنا بالحسبان الضرر الذي ألحقه منتجو السيارات بسمعتهم بسبب الفضائح المستمرة والتعليقات بسبب النوعية الرديئة لقطع الغيار سيمكن بفضل البلوكشين تغيير الوضع إلى الأفضل. ومع ذلك تبقى مشكلة واحدة مهمة ما زالت دون حل حتى الآن ألا وهي الاعتراف والاستخدام واسع النطاق.
وكما سبق ذكره اختبرت Porsche البلوكشين بنجاح في سياراتها. وفي نفس الآن أظهرت العملات المشفرة مثل Ripple وهو (BITFINEX: XRP/USD.BITFINEX) والاثريوم وهو (ETH/USD) و Stellar عن الإمكانية الواقعية لإجراء المدفوعات السريعة عبر شبكتها.
بيد أن الأعمال التجارية الكبيرة ما زالت تتباطأ في اعتمادها على البلوكشين بمثابة الوسيلة الأساسية لتحويل المال والتحكم بسلاسل التوريدات. السبب بسيط: حتى الآن لم تثبت التكنولوجيا عن إمكانية الاستخدام واسع النطاق دون تخفيض الإنتاجية. وهكذا نحن نقع في الحلقة المفرغة، فالشركات لا تريد استخدام البلوكشين قبل أن تتأكد من أمانته وقابليته للقياس، أما البلوكشين فعاجز عن إظهار قدراته لخوف الشركات من استخدامه على نطاق واسع.
خلال السنتين المقبلتين سيتضح ما إذا تمكنت الأعمال التجارية من الخروج خلف إطار الاختبار البسيط للتكنولوجيا الحديثة واستخدامها عملياً. إذا حدث الاختراق خلال الفترة المقبلة من 3 إلى 5 سنوات سيؤثر البلوكشين بشكل ملحوظ على مختلف مجالات الاقتصاد العالمي.