تصبح بورصات الأصول الرقمية من أكبر المستفيدين من ذروة العملات المشفرة.
تقبض البورصات العشر الكبرى 3 مليون دولار يومياً بمثابة عمولة وهذا يعني أن الإيراد يبلغ مليار دولار سنوياً حسب الإحصاءات التي أجراها Bloomberg بناء على بيانات CoinMarketCap حول حجم التداول والمعلومات عن العمولات على مواقع البورصات. من أجل الحسابات تم استخدام أخفض العمولات.
إنه تقدير تقريبي جداً لصعوبة معرفة ما هي العمولات التي تقدم للشركات القريبة من البورصات وما هي مثلاً الخصوم للتجار الأكثر نشاطاً. إذا حسبنا حجم التداول اليومي والعمولات المذكورة يمكن التكلم عن أن البورصات العشر الأولى تقبض مليارات الدولارات في السنة. ولو أن الأرقام غير دقيقة ولكن الحجم يدل على أن ذروة العملات المشفرة تسمح على كسب أموال حقيقية.
قال غيل لوريا محلل D.A. Davidson&Co الذي يقدر منهجية تقدير الإيراد: "البورصات والشركات التي توفر المعاملات باتت أكبر المستفيدين في هذا المجال لأنها تسمح للناس تحقيق المعاملات والعمل في هذا القطاع النامي. إنها أعمال تجارية كبيرة ولن أندهش لو أن إيراداتها كانت مئات الملايين من الدولارات أو ربما حتى المليارات في السنة".
يأتي من نصيب Binance في طوكيو و OKEx في هونغ كونغ أكبر حجم التداول فيعادل 1,7 مليار دولار في اليوم تقريباً. إذا حسبنا أن العمولة تبلغ 0,2% (أعلى من عمولة OKEx للتجار الأكثر نشاطاً حيث تبلغ 0,07%) فمن المحتمل أن Binance تقبض يومياً أكبر كمية من المال.
تليها في القائمة بورصات العملات المشفرة الآسيوية Huobi و Bitfinex و Upbit و Bithumb. يبلغ حجم التداول اليومي في كل منها من 600 إلى 1,4 مليار دولار في اليوم، وتبلغ متوسط العمولة 0,3%. حسب معطيات المنصة عند أجل إبرام العقود الذكية Aelf يأتي من نصيب البورصات الآسيوية أكثر من نصف تجارات العملة المشفرة.
وكما قال المؤسس المشارك لـ Aelf جولين تشين للوكالة يمكن تفسير تأثير آسيا على تجارة العملة المشفرة بتركز التعدين في المنطقة منذ نشأة البيتكوين وذلك لأن المعدنين كانوا يتمتعون بالأسعار المنخفضة للطاقة الكهربائية. وأضاف أنه من بين الأسباب الأخرى اهتمام السكان الشباب في المنطقة بالتكنولوجيا الحديثة وحب المستهلكين للمدفوعات عبر الهاتف النقال بل وحتى تطور ثقافة اللعب التي تحفز على المعاملات الافتراضية. وقال أن تشديد التنظيم في الصين وكوريا الجنوبية الذي يحد من نشاط البورصات وإجراء ICO يؤدي أيضاً إلى الاضطرار على أن تصبح الشركات الآسيوية عالمية.
شعبية Binance ملحوظة إذا حسبنا أن الشركة بدأت العمل في شهر يوليو من العام الماضي. حولت مقرها من شنغهاي إلى اليابان بعد أن شددت حكومة الصين في نهاية العام الماضي سياستها تجاه هذا الفرع. يجوز أن تعالج البورصة 1,4 مليون طلب في الثانية، وهذا يجعلها من بين أسرع البورصات في العالم حسبما تزعم.
وثمة سبب محتمل آخر لهذا الاتساع الشديد للشعبية ألا وهو عملية اعتماد العملاء حسبما قال كريس سلوتر المؤسس المشارك لمنصة الاستثمار بالعملات المشفرة Samsa، كما وأضاف أن هذه المنصة مأمونة جداً.
قال سلوتر: "إنها لا تجبر المستخدمين على العبور عبر عملية تحديد هوية العميل قبل حدوث إخراج الموارد. إنها عملية معقدة. يمكن أن تخسر البورصة عملاءها خلال تلك الساعتين أو الأربع التي تستغرقها هذه العملية. وفي Binance يمكن أن تستغرق العملية كلها من بداية تحرير التسجيل الحاسب إلى إلحاق المال بالحساب أقل من 20 دقيقة".
بدأت البورصة الكورية الجنوبية Upbit التي تنتمي حالياً إلى البورصات الخمس الكبرى من حيث حجم التداول نشاطها في شهر أكتوبر. وتقوم بالإشراف عليها Dunamu Inc. التي تمتلك كذلك المسنجر الكوري الأكثر شهرة Kakao Talk. Upbit مندمجة مع Kakao Talk وتتداول فيها أكثر من 120 عملة مشفرة بفضل الشراكة مع البورصة الأمريكية للعملات المشفرة Bittrex.
كل البورصات مملوكة للقطاع الخاص، ويصل عمر أكبرها سناً إلى عدة سنوات لا أكثر. وهذا غالباً ما يعني أن إيجاد المعلومة المالية أو الإدارية صعب. أما HitBTC وهي البورصة العاشرة من حيث حجم التداول فلا تقدم أية بيانات عمن يقوم بإدارتها بل وحتى موقع مقرها. لم تكن هنالك أية إجابة على هذه الأسئلة حتى بعد أن تم طرحها في منتدى البورصة حيث تم إنشاء الشركة، بل وحتى حين طرح العملاء هذه الأسئلة في منتدى التبادل. وكذلك Bit-Z و WEX و EXX الداخلة إلى البورصات العشرين الأولى من حيث حجم التداول أيضاً لا تقدم بيانات كهذه.
أما Bitfinex وهي إحدى بورصات العملات المشفرة الخمس الكبرى تعرضت لتفتيش أكثر جدية. فقد وجهت لجنة تجارة السلع الآجلة استدعاء للشركة في شهر ديسمبر. وحسبما قال سلوتر التنافس المحتمل من لدن الشركات العامة والمؤسسات المالية التقليدية قد تحفز بورصات العملات المشفرة إلى المزيد من الشفافية بل وحتى إلى تخفيض النفقات.
و أضاف سلوتر: "أما المؤسسات الأكثر تقليدية كالمصارف والصناديق فمن الأرجح أنها ستبدأ في يوم من الأيام شراء منصات العملات المشفرة بغرض التوفير لنفسها الساحة الاستراتيجية في السوق. وهذه ليست بمشكلة، فالشركات المالية تذهب إلى حيث العوائد الحقيقية من تجارة العملات المشفرة".