تشارك إيلاين آو مهندسة البلوكشين في شركة Global Financial Access رأيها في مشكلة اتخاذ القرارات بخصوص بلوكشين البيتكوين، وحدثت لماذا في حقيقة الأمر هذا لا يعتبر مشكلة.
يجب أن تكون لكل شركة ناشئة في وادي السيليكون رسالتها، فالأعمال التجارية المحرومة من القيم تخاطر بأن تقع ضحية الفوضى. والشيء نفسه يخص شركات البلوكشين الناشئة في عز ذروة العملات المشفرة.
الأمر أن البلوكشين الذي يعتمد عليه البيتكوين، إذ تسجل فيه كل المعاملات بالعملات الرقمية، مكون في الأساس بشكل فوضوي. وليس الأمر أنه يريد الإطاحة بالحكومة (أفهم أن هذا شيء مهين)، ولكن بكل بساطة ليست لديه دائرة سلطوية مركزية، وبدلاً من ذلك تستخدم في البيتكوين لبلوغ الإجماع الحوافز الاقتصادية.
بعض الناس غير معجبين بالفكرة بأن العملة المشفرة التي تكلف 140 مليار دولار تراقب من قبل برنامج لا يمكن التدخل فيه، ففي حال السرقة أو الاحتيال وكذلك العطل الخطير ليس هناك أحد تشتكي له. إذا أراد أحد تغيير البرنامج فلا بد من تقديم مقترحك في الإنترنت وبعد ذلك ستتم مناقشتها الطويلة من قبل المشاركين في الشبكة. وإذا ظهر توافق نسبي يتحقق المقترح ، أما المستخدمون فيجددون برمجيتهم.
إن بلوغ التوافق – ولا سيما إذا كان الحديث يجري عن عملة مشفرة تناثر مستخدموها في كافة أرجاء الكرة الأرضية في مختلف الاختصاصات وينطقون بلغات مختلفة – عملية معقدة وغير رسمية، وغالباً ما يؤديها الأمر إلى موقف لا مخرج منه. زد إلى ذلك أن كل هذا كان مفترضاً جزئياً. في مرة من المرات كتب منشئ البيتكوين المجهول ما يلي:
"بعد صدور النسخة 0,1 يجوز اعتبار بنية هذه المنظومة ثابتة".
وقد لاحظنا أن الجدالات حول كيفية إسراع المعاملات استغرقت سنوات، وأثناء السير على هذا النهج انفصلت عن البيتكوين عدة جماعات من الساخطين ما أدى إلى ظهور عملات مشفرة جديدة.
تمت معالجة المحاضر الجديدة المعتمدة على البلوكشين مع حساب هذه المشكلة. فعلى سبيل المثال تم الحسبان في البعض منها الإمكانية المدرجة فيها للتصويت على التغيرات والتمويل الجماعي لتجديد البرمجة وإمكانية الرهان على تغيير الأحكام. إذا تمكنت الأموال الافتراضية من أن تقاس بحجم الكرة الأرضية فلماذا لا يستطيع نظام التحكم التابع لها أن يكون مرناً كذلك؟
إذاً تنحصر المسألة في التنسيق اللامركزي لاتخاذ القرارات، وتنحصر المشكلة في أن شبكة كهذه يمكن أن تكون فيها مؤامرة، أما فكرة النظام اللامركزي فكان ينحصر في الحيلولة دون المؤامرة.
تنحصر قيمة البيتكوين في أن ولا اي شخص لا يتمتع بسلطة اتخاذ القرارات! نعم إن استحالة "دفع" التغيرات اللازمة كانت تؤدي إلى اتهام الناس مطوري البيتكوين في غياب رد الفعل على رغبات المستخدمين، ولكن التغيرات كذلك يمكن أن تبعد المستخدمين.
إنها مشكلة أساسية بالنسبة للعملة المشفرة اللامركزية وذلك لأن النفقات على الخروج إلى الفضاء الإلكتروني قليلة جداً. بعد الانتخابات في الولايات المتحدة التي فاز بها دونالد ترامب هدد الكثيرون أنهم سيهاجرون إلى كندا ولكن قلّ من وفى بوعده وذلك لأن ضب الأمتعة والهجرة صعب جداً، أما تبديل بلوكشين بآخر أسهل بكثير. وأول من سيغادر هم الأنصار الأكثر شغفاً حالما يشعروا أن مثلهم العليا تعرضت للتحريف.
نعم لقد طور البيتكوين بحيث أن يعقّد عملية اتخاذ القرارات، وهذه ميزته وليس عيبه. يستهدف جوهر النظام توفير القاعدة الوحيدة غير القابلة للتغيير كما أنه حيوي بالنسبة للعملة المشفرة: ليس ثمة أية إمكانية تزوير النفقات.
فعلى سبيل المثال مهام الدولار الأمريكي أكثر بكثير فمنها ممارسة السياسة المالية الإقراضية ومراعاة العقوبات ومكافحة الإجرام وما إلى ذلك. كلما كانت وظائف عملة أكثر كثرت أسباب الجدال وكثرت فرص تمزق المجتمع، لذا عدم قابلية البيتكوين للتنازل يجعله يخدم هذا العدد الهائل من الناس.
الفوضوية بالنسبة للبلوكشين هي أسوأ شكل من أشكال الحكم باستثناء الباقية منها. ومع ذلك يكثر ويكثر عدد الناس في الشبكة، وتنسيق القرارات يصبح أصعب وأصعب، ولا يستثنى أن تقييد البيتكوين قد يصبح حرجاً.
فمثلاً في شبكة Ethereum حدث مرة أن أعيد 55 مليون دولار مسروق ولكن بعد مضي سنة ونصف أصبح تكرار هذا صعباً. كل عملة مشفرة لامركزية لديها نافذة مؤقتة حيث يمكن الاتفاق حول شيء ما، ولكن هذه النافذة ليست كبيرة جداً، لذا من الأفضل بدء التجارب باكراً قدر الإمكان.
يجوز ألا يطابق رأي المؤلف رأي هيئة التحرير.