احترس الشركات الناشئة التي تقدم البيتكوين
AP Photo/Richard Drew
الصفحة الرئيسية مال

يحدث كاتب العمود Bloomberg لايونيل لورنت لماذا يحتار من الحماس الذي أصبحت الشركات الناشئة للتكنولوجيا المالية تقدم به الخدمات في مجال تجارة العملات المشفرة.

تعرضت الشركات الناشئة للتكنولوجيا المالية منذ فترة طويلة للمصاعب عند انتقالها من وصف المشاريع الزاهية إلى النمو الذي يأتي بالربح. التنافس قاسي والمستهلكون يريدون استلام المنتجات مجاناً، أما ديناصورات سوق المصارف فلا تفكر أبداً بالانقراض. والأسوأ من ذلك إن التطبيقات المالية لا تؤدي إلى نفس الاعتياد مثل المسنجرات وشبكات التواصل الاجتماعي. لا بد من أخذ ذلك بعين الاعتبار في المرحلة حيث تكسب المليارات بطريقة تحويل الانتباه إلى نقد.

وهنا يظهر البيتكوين

فحتى في عام 2016 لم تنضم العملات المشفرة إلى المشاريع الاستراتيجية لدى الشركات، ولكي يتغير الوضع احتيج إلى ارتفاع سعر العملة المشفرة بـ15 مرة خلال 15 شهر. وبدلاً من محاولة التنافس مع المصارف على حساب أسعار الخدمات المنخفضة أو الجري وراء المدخرات الضئيلة لدى جيل الألفية متكبداً بالخسائر تتمسك شركات التكنولوجيا المالية بإمكانية كسب كمية لا يستهان بها من المال بالتكنولوجيا التي لن تجرؤ معظم المصارف حتى على أن تمسها. زد إلى ذلك أن تجارة البيتكوين تبتلعك. حسبما قال أحد التجار هذا أسوأ من القمار، وفي كوريا يسمون ضحايا جنون العملات المشفرة بالجثث المتحركة (الزومبي).

ها هي أخبار الأشهر الأخيرة: اقترحت شركة Square المختصة بالمدفوعات عبر الهاتف النقال لعملائها تجارة البيتكوينات. أودع التطبيق للمدفوعات في شبكات التواصل الاجتماعي Circle حوالي 400 مليون دولار في Poloniex بعد خمسة عشر شهر فقط من توقفها عن تقديم خدمة تجارة البيتكوينات. أما شركة Revolut المختصة بالتحويلات المالية فبدأت أيضاً تقدم خدمات العملات المشفرة.

آخذين بالحسبان أن البيتكوين لم يكن دوماً اقتراحاً قيماَ من لدن هذه الشركات، فإن مراقبة جهودها في التسويق يثير بعض القلق. إذ في Square يقدم فريق جاك دورسي كتاباً مصوراً "بيتكويني الأول" حيث كتبت كل التحذيرات حول المخاطر في آخر الكتاب فقط. وتشبّه Revolut بورصات العملات المشفرة بالمزارع المحلية التي تتاجر بالمنتجات "اليانعة" في سوق المدينة.

ومع ذلك إذا كان المشترون والمستثمرون يريدون هذا فما الضرر في ذلك؟ حسب معطيات Recode حصلت المنصة التجارية Coinbase في العام الماضي على أكثر من مليار دولار من العائد. إذا كان الأمر كذلك فعائدها يزيد عن المؤشر المماثل للساحة أحادية الدرجة Lending Club و Square. حين تقترح شركات كهذه تجارة البيتكوينات يمكنها ليس فقط أن تكسب على العمولات وارتفاع أسعار الأصول بل وكذلك بمقدورها استخدام البيتكوين بمثابة طُعم لترويج سائر منتجاتها لجمهور أوسع.

المشكلة هو أننا لا نعلم كم ستستمر هذه الذروة. يجوز أن تشتري الشركات الناشئة أصولاً لن تفلح في أن تصير مصدر ربح طويل الأمد أو حتى تقضي على الربح. لقد رأينا التقييم الخاطئ من لدن المستثمرين لقدرة منتجي الشرائح على حصولهم على الربح بفضل التعدين.

كما ويجوز أن تظهر مخاطر السمعة. نحن نعلم أن خسائر المستثمرين إذا تم انتشارها ستؤثر على العلامات التجارية التي تعتمد على القيم غير الواضحة والملائمة للمستهلكين. تدفع المصارف مليارات التعويضات لضحايا البيع غير الشرعي للمنتج. هل ستتمكن الشركات الناشئة – والتي أعمالها التجارية أقل حجماً – أن تتحمل نفس المدفوعات؟

كما أن المنظمون – ذلك السوط القديم الذي يضرب رجال الأعمال الساعين نحو المخاطرة – يبدأون بتشديد الصرامة تجاه هذا المجال. طلب رئيس مصرف إنجلترا مارك كارني إيقاف "فوضى" العملات المشفرة، أما CFTC فقدم دعاوى على بورصات العملات المشفرة. بدأت هيئة ضرائب الولايات المتحدة تجمع البيانات حول المستخدمين. في اجتماع المجموعة العشرين أخذوا يتكلمون عن التنظيم العالمي لهذه الصناعة. إذا جعل البيتكوين الخدمات المالية فعلاً متاحة للجميع – طبقاً لما قاله جاك دورسي – فهذا لن يحدث دون كفاح ضد السلطات.

ستشعر الكثير من الشركات الناشئة أنه لا خيار لها إلا أن تخضع للاتجاه. أما الآخرون فسيقررون أنه بوسعهم التحكم بالمخاطر، وإذا أخطأوا ستمتد حياة الديناصورات المصرفية القديمة وبمنافسة أقل.

المصدر: Bloomberg

الرجاء وصف الخطأ
إغلاق