يحدث رجل الأعمال المختص في مجال البلوكشين دانيال بلانك كيف ستغير ICO قواعد اللعب الموجودة.
لعل سمع الكل أنه في عام 2017 جمعت ICO استثمارات بقدر 6,8 مليار دولار ما يتفوق على مبلغ الرأسمال الاستثماري المحصول عليه من قبل سائر الشركات في المرحلة المبكرة من التمويل. ولكن وراء نشاط ICO يتكمن شيء أكبر مما يبدو للوهلة الأولى.
سأحاول في هذا المقال أن أفهم إلى أية عواقب تؤدي ICO وكيف هي تغير القواعد الأساسية لممارسة الأعمال التجارية.
هل التوكنات أوراق مالية؟
تؤكد كل الشركات التي قامت منذ فترة بـ ICO بأن توكناتها هي "توكنات الخدمة" (توكنات الـ utility) وليست أوراق مالية.
توعد توكنات الخدمة لصاحبها أنها ستمنحه إمكانية التوصل إلى المنتجات أو الخدمات التي تنتجها شركتها في المستقبل. تنحصر الميزة الأساسية لتوكنات الخدمة في أنها منشأة ليس ككائن استثماري بل بالأحرى كـ"توكنات التوصول". تساعد هذه الحيلة لتوكنات الخدمة عدم الخضوع لتأثير القوانين التي تراقب نشاط الأوراق المالية.
من البديهي أن هذه الحالة لمصلحة الشركات وذلك لأن بيع التوكنات-الأسهم (توكنات الـ security ) ستكلف مبلغاً كبيراً، ولكن هنا توجد نقطة أخرى يغفل عنها معظم الناس.
الشركة التي رتبت توكناتها الخدمية أو غيرها توزع قيمتها (الحالية أو المقبلة) وفقاً لهذه التوكنات. وهذا يعني أنه حين أنت تصدر وتبيع التوكنات فإن الكلام عن قيمة أسهم شركتك لم يعد له أي معنى. لن يشتري أحد أسهمك وذلك لأن قيمة الشركة تقاس الآن ليس بالأسهم وإنما بالتوكنات.
أيعجبك هذا أم لا يعجبك لكن التوكنات تمثل قسطاً في رأسمال الأسهم.
ما هي التوكنات؟
لقد قررنا أن التوكنات تمثل نوعاً من الأسهم، ولكن يوجد شيئان يجعلانها نوعاً فريداً من الأصول:
- يمكن استخدامها لأغراض مختلفة، زد إلى ذلك أن كمية أغراضها ليست محدودة أبداً. يمكن أن يكون التوكن سهماً وحقاً على الخدمة، كما ويجوز استخدام التوكن كعملة (مثلاً لدفع الأجر).
- التوكنات عالمية ولامركزية. مثلاً Ethereum ، هي أشهر منصة البلوكشين لإصدار التوكنات، منصة عالمية ولامركزية، وغير مرتبطة بأي بلد أو أية حكومة. وهذا يعني أنه أية شركة وضعت توكناتها هنا هي أيضاً عالمية ولامركزية.
هذه الميزة الثانية بالذات هي التي تجعل التوكنات صالحة وتميز شركات العملات المشفرة عن سائر أنواع الشركات الموجودة في الوقت الراهن.
ترتبط الشركات اليوم بشكل مباشر ببلدان معينة، فـ Apple مثلاً وهي (NASDAQ: AAPL.NASDAQ) هي شركة أمريكية وتباع أسهمها في بورصة NASDAQ.
هل يجوز أن نربط Ethereum أو IOTA أو أية شركة أخرى مرت عبر ICO ببلد معين؟ كلا. إنها فعلاً عالمية، وفِرَق مصمميها متناثرة في كل أرجاء العالم.
ينذر لـ ICOعصراً جديداً لممارسة الأعمال التجارية حيث لن تكن حدود ولا تمييز. هنا لا حاجة للبلدان أو المصارف، وعند وجود الأدوات الصحيحة يمكن أن يتوحد الناس من مختلف البلدان لبلوغ الهدف الموحد دون التعرض للمعارضة من لدن الوسطاء.
الحواجز
من أجل حلول هذا العصر لا بد من التغلب على حاجزين.
عدم وجود التنظيم. يجب أن تكون الشركات من الطراز الجديد مسجلة في مكان ما. إذا لم تكن تريد تكرار حيلة ساتوسي ناكاموتو والاختفاء من شاشات الرادار يجب أن تكون شركتك منظمة بشكل آمن لكي تحمي مصالحك ومصالح عملائك. العائق الرئيسي هنا البيروقراطية المتقادمة أي كل هذه الجيوش من القانونيين والمحاسبين الذين لا يستغنى عنهم في إدارة الشركة.
في المستقبل ستظهر إمكانية إدارة الشركة فقط بواسطة البلوكشين ما سيسهل ويستثني معظم الإجراءات البيروقراطية الموجودة اليوم. ICO هو مثال ممتاز إلى كم إجراء IPO رخيص، وبنظري إنه مجرد بداية لشيء اكبر من هذا. ستظهر شركات جديدة أكثر وأكثر، أما الخدمات الحسابية القانونية فستنتقل إلى البلوكشين. ولكن لكي يحدث هذا لا بد من إنشاء إطار تنظيمي وقانوني جديد.
عدم وجود أدوات. هل أنت شركة من الطراز التقليدي أم أنت مؤسسة ذاتية لامركزية؟ كيف تريد أن تدير شركتك بفعالية في الفضاء الإلكتروني؟ كيف ستدفع أجور موظفيك ومتعهديك؟ كيف سيتم التصويت لاتخاذ القرارات؟ الأمر أنه في الوقت الحالي لا توجد الأدوات اللازمة لممارسة نشاط من هذا القبيل، ولكنها ستظهر.