بلوكشين البيتكوين لا يتطور، وهناك حاجة ماسة في قناة دفع الجيل القادم.
كاد العام الماضي أن يكون الأبرز في تاريخ سباق فئة معينة من الأصول. ارتفعت الرسملة الإجمالية لكل العملات المشفرة من 17,7 مليار إلى 613 مليار دولار تقريباً، أو بنسبة 3300%. من أجل المقارنة: يبلغ الربح التاريخي السنوي الأوسط في سوق الأسهم حوالي 7% مع حساب إعادة استخدام أرباح الأسهم والتضخم.
كان في وسط هذا السباق البيتكوين وهي العملة المشفرة الكبرى من حيث الرسملة. في عام 2017 ارتفعت "فقط" بنسبة 1364%، أما العملات المشفرة الأخرى مثل الاثريوم فغليت خلال نفس الفترة بأكثر بكثير. ولكن فيما يخص ارتفاع السعر منذ بداية المتاجرات عام 2010 فهنا لا مثيل للبيتكوين. منذ شهر مارس عام 2010 حتى ديسمبر عام 2017 قفز سعر البيتكوين من 0,003 دولار إلى 20000 دولار تقريباً. لو أنك اشتريت البيتكوينات بألف دولار في شهر مارس من عام 2010 لأصبحت الآن صاحب الملايين الكثيرة جداً.
بالطبع في الأشهر الثلاثة الأخيرة لم تكن نتائج البيتكوين رائعة جداً، وفي لحظة ما انخفض سعره بنسبة 70% بالمقارنة مع الرقم القياسي الذي وقع في ديسمبر. كما وازداد القلق من تشديد التنظيم في كوريا الجنوبية والصين والولايات المتحدة، فلذا قرر المستثمرون تثبيت الربح.
ومع ذلك يجوز أن البيتكوين قد انهار لسبب أكثر أساساً وبالذات بسبب إنتاجية شبكته.
بات بلوكشين البيتكوين أخرقاً
ولو أن البيتكوين يبقى أشهر عملة مشفرة في العالم ويرجح أنه هو بالذات الذي سيصبح ذلك الكوين الذي سيقبلونه بمثابة وسيلة الدفع عاجلاً أم آجلاً، إلا أن بلوكشينه – الذي هو السجل الرقمي واللامركزي وأساس العملات المشفرة والمسؤول عن حفظ سجلات المعاملات – بطيء جداً. تستطيع بعض العملات المشفرة الكبيرة معالجة المعاملات بلحظة واحدة، في حين أنه عند البيتكوين – الذي غالباً ما يحتاج من أجل التحقق من المعاملات إلى ستة تأكيدات قبل التأكيد على معاملة – قد يستغرق هذا أكثر من ساعة. هذا أسرع بكثير من المدفوعات العابرة للحدود في النظام المصرفي التقليدي، ولكن ولا أي شخص عاقل لن ينتظر ساعات إلى أن يتم الدفع على فنجان قهوة.
وثمة مشكلة أخرى ألا وهي القابلية للتطوير. مع تزايد شعبية البيتكوين تباطأت سرعة المعاملات بشكل ملحوظ (حوالي عشر دقائق لمعالجة وحدة واحدة)، والحمل الزائد على الشبكة فقد يؤدي إلى خسائر.
من أجل المقارنة: عند اللايتكوين وهو (LTC/USD) سرعة معالجة الوحدة أكبر بأربع مرات (4,5 دقيقة). حسب معطيات HowMuch.net الكمية القصوى للمعاملات في الثانية لدى هذا البلوكشين أكبر بسبع مرات مما هي لدى البيتكوين ناهيك عن أن اللايتكوين يوجد لديه مؤسس المشروع تشارلي لي الذي يكرس كل وقته لإشهار التوكن بما في ذلك بين التجار، كما أنه يعمل بدوام كامل من أجل استئناف استخدام فيشته وتسجيل المزيد من التجار. البيتكوين يفتقد هذا لعدم اليقين حتى الآن من الذي يقوم بتطويره.
بكلمة واحدة يبدو البيتكوين متقادما في نواح كثيرة، بيد أن الأمل على إدخال Lightning Network ما زال موجوداً.
هل يستطيع Lightning Network إنقاذ البيتكوين؟
ظهرت فكرة Lightning Network في عام 2015 وهي تمثل مجرد مستوى ثاني من المحاضر المبنية على شبكة البلوكشين الذي يسمح بمعالجة المعاملات عملياً بلحظة واحدة.
من أجل استخدام Lightning Network ينبغي على المشاركين في المعاملات في البداية ضبط محفظة العملات المشفرة مع التوقيع المتعدد. بعد أن يتم حفظ عنوان المحفظة في بلوكشين البيتكوين سيجوز للأطراف إجراء المعاملات عبر قناة الدفع.
بعد إنهاء كل معاملة يوقع الطرفان على الرصيد المجدد الذي يعكس كم بيتكوين يجب أن يكون بحوزة كل طرف. إذا حدث جدال يمكن تسويته بالعودة إلى النسخة الأخيرة للرصيد.
وأخيراً بما أن المعاملات يقوم بها طرفان فليس ثمة ضرورة التوصل إلى التوافق في الشبكة ولا داعي لتحفيز المعدنين ما يجب أن يوفر معاملات تكاد تتم بلحظة واحدة. بعد أن يحقق الطرفان معاملة تغلق القناة، أما الرصيد النهائي فيسجل في بلوكشين البيتكوين.
آخذين بالحسبان أن رسوم المعاملات لدى البيتكوين أعلى بكثير، أما مراحل معالجة المعاملات فأطول مما هو لدى اللايتكوين و Ripple وهو (XRP/USD) والاثريوم وهو (ETH/USD) وكل العملات المشفرة الكبيرة تقريباً، يظهر أن Lightning Network يمكن أن يعيد له القدرة على التنافس. ينبغي الإشارة إلى أن Lightning Network يصمم كذلك لعملات مشفرة أخرى بما فيها Ripple والاثريوم واللايتكوين و Zcash و Stellar.
قليل جداً ومتأخر جداً؟
مع الأسف لا يخلو Lightning Network كذلك من العيوب، ولعل أكثرها جدية هي عدم الاستعداد للانتشار على نطاق واسع. إضافة طبقة أخرى في بلوكشين البيتكوين الموجود صعب، فيعتبر المصممون أن إزالة العيوب يحتاج إلى وقت.
كما وتوجد مشكلة أخرى يواجهها المصممون ألا وهي المتحمسون الذين يسعون وراء بداية استخدام هذه التكنولوجيا قبل أن يتم اختبارها الفعلي. ثمة ضجة عالية بخصوص إسراع معاملات البيتكوين. بيد أن بعض المستخدمين الذين حاولوا استغلال النسخة التجريبية فقدوا بيتكويناتهم أو تفاجؤوا من مفاجأة غير سارة وهي ضرورة أجراء تسديد إضافي. اقترح المصممون للمتحمسين عدم استخدام النسخة التجريبية وهي قيد الاختبار إلى أن تذهب المشكلات، لكن المستخدمين لم يصغوا إلى ذلك وهذا قد يبطئ عملية التطوير.
عدا ذلك يعتبر بعض الخبراء أن Lightning Network لن يصبح مفيداً أو قابلاً للتطوير ريثما ينال SegWit قبولاً واسعاً من أجل إمكانية تحسين قابلية تمرير الشبكة أثناء معالجة المعاملات.
ربما سيعمل Lightning Network في شبكة البيتكوين بعد سنة أو أكثر، فتبقى لدى اللايتكوين وسائر العملات المشفرة إمكانية إظهار إلى كم شبكاتها سريعة منذ الآن. حسب معطيات BitInfoCharts.com منذ نهاية عام 2015 كانت كمية المعاملات في شبكة البيتكوين تتراوح يومياً في نطاق محدود نسبياً. أما في شبكة اللايتكوين والاثريوم و Ripple فكان ازدياد كمية المعاملات اليومية منتظماً نسبياً.
ولو أن البيتكوين يحتاج كثيراً إلى Lightning Network ربما هذه التكنولوجيا قد تأخرت الآن.