العملة الجديدة لزمن الحرب: لماذا حل البيتكوين محل الذهب
AP Photo/Kamran Jebreili
الصفحة الرئيسية مال, بيتكوين

كتب رئيس الموقع المالي التحليلي الرائد في أوروبا ADVFN والخبير الاستثماري كليم تشامبرس عموداً عما كيف عفا الزمن على أفضليات الذهب فتولت العملات المشفرة مكان المعدن الثمين.

يحب معظم الناس الذهب، فهو سلعة خاصة تتعلق بالعواطف والتقاليد. في الماضي كان الذهب يلعب دور المال وكان في تلك الآونة ناجحاً في هذا الدور، فقد كان الذهب وقتئذ من بين البضاعة القليلة الموزونة والمعيارية والنادرة والمناسبة على الوجه الأمثل للحفاظ على السعر.

في العالم البدائي كان الذهب عملة ممتازة، وكان عيبه الوحيد هو غلاء ثمنه. لحسن الحظ ظهرت الفضة والنحاس في الساحة ، على كل حال سرعان ما حل الورق والقرض محل المعادن والاكتتابات ، ولو أنهما أيضاً لم يخليا من العيوب لكنهما أضحيا أهم مصادر الثروة خلال كل تاريخ البشرية.

وهذا لا يوقف أنصار الذهب المعاصرين، فهم يفترضون أن الذهب يجب أن يرجع من جديد أساساً لنظامنا المالي. البعض منهم يرون في هذا مصلحة مباشرة، فالذهب موجود بحوزتهم وعودته إلى الساحة بمثابة المال سيؤدي إلى قفزة السعر التي لم تراها العملات المشفرة حتى في أحلامها.

ففي القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين صلبت الصناعة والمجتمع على الصليب الذهبي، ولم يتغلب على الذهب إلا الحرب العالمية الأولى والكساد الأمريكي العظيم.

اليوم الذهب بمثابة المال شيء فظيع: فهو خطر ومتقلب ومن الصعب تحويله إلى عملة رقمية. إذا احتيج إلى إصدار عدد ضخم من المال الرقمي فإن تعدين البيتكوين – الذي يلومونه على عدم البيئية – يبقى بعيداً في الخلف، إذ لأجل الحصول على كمية من الذهب اللازم لفترة سنة لا بد من هدر طاقة بخمسة أضعاف ناهيك عن الحالة الطبيعية في أماكن التعدين.

لقد رأينا ذلك: في فترة الحمى الذهبية الأمريكية حفروا كاليفورنيا الشمالية تحفيراً، وتغطى نهر ساكرامنتو بالطمي. على فكرة كان هذا دافعاً لظهور الحركة البيئية المعاصرة.

على كل حال ليس هناك دعماً شاملاً للذهب، وما زال هناك أشخاص غريبو الأطوار الذين أتذكرهم منذ الصغر والذين ما زالوا ينتظرون كارثة عالمية ما. نعم هذا يجوز أن يحدث مثل انهيار سوق الأسهم، إذ يعرف التاريخ الكثير من الأمثلة، ولكن يبدو لي أن الذهب في هذه الحالة لن ينقذ.

منذ سنوات كثيرة لا يتغير سعر الذهب إلا قليلاً فيبقى ضمن إطار ضيق. لقد كان قبو مليء بسبائك ذهبية حتى في أيام أسعار الفائدة المعادلة للصفر استثماراً مشكوكاً، وبعد ذلك في مرحلة التيسير الكمي كانت سوق الأسهم كلها قد سبقته. أيستحق انتظار عودة الذهب؟

يبدو لي أن أفضليات الذهب قد بقيت في كثير من النواحي في الماضي، وإذا خصمنا منه الاستخدام الصناعي ليس لديه قيمة إلا كعملة فترات الحرب. تخزن الحكومات الاحتياطات بالذهب لجواز إجراء المدفوعات به في فترات الحروب، فإذا صارت الحرب طويلة الأمد وشاملة لن تعد أموالك الورقية تقبل، وسيمكن شراء السلع المطلوبة بالذهب فقط.

أما بمثابة أداة استثمارية خاصة يجوز الذهاب بها سراً إلى مكان ما فلم يعد الذهب صالحاً لهذا.

حين خاض دونالد ترامب حرباً كلامية مع كيم جونغ أون لم يكن من لدن الذهب أي رد فعل على ذلك، أما البيتكوين فكان يغلى على قدم وساق. اليوم لا يمكنك الذهاب إلى المطار حاملاً معك سبائك ذهبية، كما وفتح حسابات في مصرف أجنبي مسألة معقدة قد تستغرق شهوراً. في الأزمنة الغابرة حين كان شخص ما يخاف من احتمال نشوب الحرب كان بمقدرته خزن مبالغ ضخمة بالذهب لحالة الكوارث، أما اليوم فهذا لا يفيد.

ولكن اليوم يمكن تخزين البيتكوينات، وإذا احتاج الأمر يمكن السفر لفترة عدة أشهر إلى مكان هادئ، وعند ذلك ستكون محفظتك البيتكوين في أمان بقدر ما أنت وفرت حماية لمفاتيحك الشخصية.

إنها صفعة للذهب، فلذا لا تنتظر غلاء الذهب في حال نشوب حرب في مكان ما. الآن لقد استولى البيتكوين على هذه المخصصة ومعه الاثريوم و Ripple و اللايتكوين وعدد لا يحصى من العملات المشفرة الأخرى.

هذا شيء غير سار للمتقاعدين المتذمرين، ولكن شيء مبهج للمتحمسين للعملات المشفرة، أما بالنسبة لي ولك فهي إمكانية التجارة الناجحة.

قد لا يطابق رأي المؤلف موقف هيئة التحرير.

المصدر: Forbes

اقرأ أيضا:
الرجاء وصف الخطأ
إغلاق